أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميشيل الرائي - أغمض عينيّ: ينهض المعنى














المزيد.....

أغمض عينيّ: ينهض المعنى


ميشيل الرائي

الحوار المتمدن-العدد: 8465 - 2025 / 9 / 14 - 09:33
المحور: الادب والفن
    


الكتابة إلى شربل داغر

صراخ بعض الطيور
في نار بعض الأشجار
أغمض عينيّ الآن

هل هو المكان الذي يتجمعون فيه جميعًا
ما هو مكان الموتى

أنا أنا سأخرج

هناك آلاف الحجارة في السماء

لن تنكر حجارة الإقامة ظلك
بين الظلال البشرية
على الألواح
حيث يأتي النهار ولا يأتي

هذه الشخصيات ذات العيون المغلقة
من منها يبتسم
في مقدمة العالم فرحًا

ما هذا الجسد الذي لا يفعل شيئًا سوى نوره
لا يستيقظ لا يسمع
لا يسمع من بعيد

على مسرح
ومن جميع الجهات

الشواطئ القاحلة تحيط بي
طيور كبيرة تهاجمني
دخان يرتفع في دوامات
أنا رائحة هذه السماء المحترقة
في الصورة التي رأيتها تلك الليلة
في التلفاز

إنها أرض تحجب ظلّي الجوهري
ولكن حتى في المنفى
حظيت الأرض بالحب
إنها حقيقة لا يمكن لشيء أن يغلبها

الأشياء المستهلكة
في أنفاسها الأخيرة
انفصلت عن أذن المادة
لتصبح هذه الكتلة المظلمة بين يدي

وهناك طفل يسألني
ليقترب مني لكنه في شجرة
تتشابك الانعكاسات في الفروع

من أنت قلت
فقال لي ضاحكًا
من أنت

لأنك لا تعرف كيف تطفئ اللهب

سحبت السفينة العالية المحملة بالألم
في لهب الفاكهة
الذي بالكاد يمكن رؤيته

فليكن مجوس نومنا منسحبين
نثروا كنوزهم في الغرفة المظلمة
بودرة المسافة في الفستان الأحمر
الحمل الدموي في القش

أيها الشخص غير المتماسك
لقد استولى الطائر
في شجرة الصمت
بأغنيته الواسعة والبسيطة

أنظر إلى القارب المتردِّد والمجدِّفون نائمون، يا أونري ميشو.
انظر إلى هذه اليد في يدك، وإلى الصراخ.
ادفع الوزن الموضوع على الحجر. انظر إلى الأجساد المتعرِّقة المنحنية حول المبنى الغامض والمعنى.
انظر إلى صراخ الليل اللاذع في الزيت. انظر فيك، في داخلي: غير المُنفصلين وغير المرئيين يجتمعون معًا.

وكأن المطر يمرُّ في كل زهرة، في الأبدية والزهر الزائل، من يبعثر يجمع.
اللهب — نعم الذي يمحو — من مائدة التضحية في الصيف.
اغسل ظلَّنا، ودعه يكون إلهاً يلعب فيه الطفل في حدة النسغ. كلُّ اللامبالاة مضاءة.
أشعل المصباح حيث كان الله مفقودًا فوق باب الإسطبل، والصراخ في السماء السفلى.

هنا يحتضن الخياطون اليد العاملة.
لكن عندما ينحرف إلى الخط المظلم،
فهو كهيكل حصان على مستنقع المعنى، على بعد أمتار قليلة من الأرض، كأن النار اشتعلت.
وهذه النار الثانية، السلب، كأنها لا تزال مشتعلة في المرتفعات.

لقد فُتح الجدار الرابع. دع الريح تنتفخ.

تعال معي أيها الظلام لتُسَمِّي هذا الإناء الفارغ إلهاً.
إلهًا غير موجود، لكنه يُخلّص الهبة.
إلهًا بلا نظر، لكن يداه تُعيدان الاتصال.
إلهًا غيمة.
إلهًا طفلاً لم يُولَد بعد.
إلهًا إناءً للألم القديم المفهوم،
إلهًا قبوًا لنجم الملح المُريب.

لقد منعتني أمي من نطق اسمي.
إنه أفضل ما لديها في يوم الأحد، رسنمها،
يصرّ الاسم المدعو، الذي لم يكتمل بعد، في داخلي أيضًا،
كعلامة مجردة تسيطر على كل فكرة وتغرق في جوهر التشتت.

والمحو غير المفهوم، فأنا موجود مرتين كأني أنا، وأذوب في ذاتي، ولا يوجد اسم مودَّع.
الجسد المنتفخ قد نام؛ ضع عليه الرداء وضعه في السرير.
سيأتي اليوم الذي تكون فيه الكتابة بيضاء، هناك.

الكتابة بيضاء تمامًا، والله هو ناسخها، وما أقرأه لا يخطئ أبدًا؛
طائر الدراج، طائر الدراج — أحوّل نفسي إلى ما أهرب إليه، أنا دائمًا وأبدًا وبشكل كامل.


الدار البيضاء



#ميشيل_الرائي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ينهض المعنى من يغمض عينيّ
- دفاتر الهوامش lll /دفاتر الغسيل
- هوامش ومسودات 2
- هوامش ومسودات 1
- التداخل 11
- تداخل 12
- تداخل 10
- التداخل 9
- تداخل 8
- تداخل 7
- نقد النظرية الشيعية: بين البناء الفكري والانفعال الشخصي
- تداخل 6
- تداخل 5
- تداخل 4
- الحجر للدم انتماء باطني
- هندسة التيه
- مكعب
- الشبكة المفتوحة: حركة النص والجمهور في تجربة المسرح والسينما
- قراءة ماركس مسرحيا
- الجملة الاستفهاميّة التي تبدأ ب -صفر...-


المزيد.....




- فرقة صابرين.. تجربة موسيقية ملتزمة في خدمة الهوية والثقافة ا ...
- بانكسي فنان بريطاني مجهول يناضل بالرسم على جدرن العالم
- الموت يغيّب الفنان والمخرج عباس الحربي في استراليا
- حملة عالمية لمقاطعة سينما إسرائيل تتضاعف 3 مرات خلال أيام
- تعهد دولي بمقاطعة سينما إسرائيل يثير ضجة كبرى في العالم
- فنانون أتراك يدعمون حملة -جسر القلوب من أوسكودار إلى غزة-
- أمل مرقس: -في فلسطين الغناء لا يوقف الحروب، لكنه فعل صمود وم ...
- عُمرٌ مَجرورٌ بالحياةِ
- إشهار كتاب ( النزعة الصوفية والنزعة التأملية في شعر الأديب ا ...
- باراماونت تنتقد تعهد فنانين بمقاطعة شركات سينمائية إسرائيلية ...


المزيد.....

- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميشيل الرائي - أغمض عينيّ: ينهض المعنى