أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميشيل الرائي - الحجر للدم انتماء باطني















المزيد.....

الحجر للدم انتماء باطني


ميشيل الرائي

الحوار المتمدن-العدد: 8453 - 2025 / 9 / 2 - 15:25
المحور: الادب والفن
    


الكتابة إلى نبي المفهوم المضاد سليم بركات

قد يحدث بالتأكيد
للأشياء البدائية أن تسمي الموت
لكنها تتجاوزه
أو تمحوه

أن تحوله إلى موت لم يعد موتًا

ومن هنا تأتي راحة
يصعب تمييزها عن خدعة

يموت سقراط
المسكن المصنوع من الكلمات
ولكنه أبدي

الموت لم يعد حقيقيًا

المظهر الهندسي
يكتشف القيمة الشيطانية للمظهر
يكرس نفسه ببطولة للبحث
أو بالأحرى لإعادة خلق الفكرة

ولعب في جسده
كوميديا الموت الحقيقية

هشاشتنا الطبيعية
لا بد لهذا العري
في النهاية
أن يغزو هذا التألق
ويعميه

في المعبد اليوناني
الذي يغلف إشعاعه أيضًا فضاء ليليًا
عاصفة خفية
كبئر محفور في قلب المذبح
لإعادة اكتشاف أعماق المكان المجهولة

في متحف
قبر بدائي ظاهريًا
لكن جدرانه الداخلية
منحوتة بمشاهد منزلية رائعة
حيث يواصل الميت أنقى لحظات حياته

ويعجب
من صرخة في الحجارة
وميض في سمك اللامشكل
والمراوغ

باختصار
كل الوجودات الخيالية
التي سيحاول شعره استحضارها

اضطراب في الضوء
شيء مراوغ
أسود
بلا شكل في نقاء الكريستال

وكما لو كان تدميرًا داخليًا
لجميع موارد المجرد
يشير إلى نفسه
من خلال الحركة ذاتها
التي تريد التهرب منه

يشكل له نوعًا من ليل المادة المطلق
لممرات الحجر وساحاته
التي تمثل مدخل لواقع
لا يمكن ترتيبه

ملله الخشونة البالية للمقابر القديمة
على واجهتك الرمادية
لدوائر حجرية ضخمة

لممر مثقل بتراب أسود ميت
الأرض الميتة
التي تحولت احتفاليًا إلى ممر
تضفي بتواضعها الأسود
كل وحشية الحجارة
المرتبة على الأرض
في فعل قد يكون طقسيًا أو قربانيًا

الحجر الممزق
المنتصب
المقدم في حميمية انحداره

والوديان
أعشاش
أو انهيارات الحجر

الموائد
عري الحجر الممتد
للقربان أو للعرض

القبور
الحجر الأبدي
الذي يعبر بمفارقة أخرى

سنتخيل هذا الأخ الجوي للصخرة
الريح
الحجر
الليل
الريح

متزاوجة هنا
تحت نفس الرمز الخيالي

علاوة على ذلك
هيأنا الحجر للريح
فقد أحب أن يقدم جفاف طاولاته
أو مصاطبه
للنفس الخارجي الواسع للفضاء
لهذا الخارج المطلق

رأيتك تصارع الريح
صرخت
واجهت الريح بوجهي

ريح يحلم بها هنا
كشكل عدائي للغياب

هذه الريح التي ليست ريحًا
لأنها تهب نحو الحياة
بدلًا من أن تدفعنا بقسوة نحو العدم
نحو الوجود

قلق السماء المنخفضة
والاختناق
والذعر

حلم الانفصال
والتشقق
الذي سرعان ما يتحول
إلى انفجار مدو ومسعور

الرأس مربع
واليدان منفصلتان
يبحثان عن الموت
على طبول إيماءاتك المبهجة

كابوس التجمد
والشلل
الذي غالبًا ما يرتبط بهذا المستوى البارد
بهذه المساحة الشاغرة
التي تعرض نفسها
وتعرضنا للصقيع

النافذة
وبياض الجدران
أو المكياج
والرعب الذي يفوق كل شيء
من عدم وجود دماء

فالمادة
التي يسيطر وجودها الكامن
على طقوس هذا العذاب بأكمله
هي بالطبع الدم
بالكأس الذي يتماهى معه

ورأيتك تنكسر
وتستمتع بالموت
يا أجمل من البرق
حين يلطخ النوافذ البيضاء بدمك

إن الحلم بحقيقة كائن ما
يعني تصور موته المستقبلي
وسيكون بمثابة رؤية مسبقة
لانسكاب دمه الرهيب والعجيب

وسيكون بمثابة توقع
هذا التشنج
هذا العدوان الليلي الجسدي
الذي سيوجه عنفه ضدنا
ولكن يمكنه أيضًا
في حركة شديدة الجمال
أن يتحول ضد مصدره نفسه
سعيًا لغزوه
وامتصاصه
وإلغائه

وبما أننا اضطررنا إلى حب أشد الحجارة خشونة
فسنبحث عن أكثر الجذوع جاذبية بلا شكل
لنسلمها إلى النار
التي ستقضي عليها

هذا الجوهر النباتي عديم الشكل
والمكسور في جوهره
موجود في مكان آخر
وبشكل أكثر ديناميكية وخطورة
في الفضاء
هذه المرة بشكل جماعي
حيث يميل دائمًا إلى الانتشار

غابة
شجيرة
خصلة شعر
عشب

ما يشير إليه هناك إذن
هو شكل الشبكة اللانهائية
وتشابك الأغصان المذهل
وعدم انتظام الأعشاب الغازي والمجهري

تتحول إلى رمال
وتغرق في مادة ميتة

بعد أن أسلمت رأسها إلى لهيب البحر الخافت
بعد أن فقدت يديها في أعماقه القلقة
بعد أن ألقت بشعرها في الماء
ثقب في المشهد
لكنني اندهشتُ حقًا:
ربما في معدةِ حوتٍ عملاق،
مُغطّى بالأصداف والأعشاب البحرية
يحمل

حقيبة تسوّق رثّة
جلبتُ فيها طعامًا
أو ملابس ذات يوم
لا أحد يحتاجها

...............................
...............................

> بعد تشريح الجثة،
عُثر على 28 كيسًا بلاستيكيًا
لم تستطع المعدة هضمها
غسلها الناس، وسوّوها
ووضعوها بدقّة على الأرض
وصوّروها
ليُثيروا اشمئزاز الناس
(يمكنك حتى قراءة بعض العلامات التجارية)

> أثار ذلك فيّ اهتمامًا شبه أنثروبولوجي:
من كان ذلك الشخص؟
ما الذي كان يهتم به؟
ما رأيه في العالم،
حجمه وخصائصه؟

يا لها من أحفورة من عام ٢٠٠٧
أحيانًا أفكر، إنها تُجسّد...
جوهري

> "ما أحكمَنا نحن الحجارة."
سار رجلٌ بين الأشجار
وكلبه يجرّه خلفه

الأشجار اختفت جميعها الآن
لا شيء يُجدي نفعًا

شجرة تشيخ في شجرة
يا بلدًا هشًا
سيبحث هناك عبثًا
عن مكان ليغزوه

> ثقب في المشهد
لو استطعتُ التخيّل
سيكون الأمر مشابهًا تقريبًا
لفهمِ اللانهاية



#ميشيل_الرائي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هندسة التيه
- الشبكة المفتوحة: حركة النص والجمهور في تجربة المسرح والسينما
- قراءة ماركس مسرحيا
- الجملة الاستفهاميّة التي تبدأ ب -صفر...-
- تداخل 3
- ما بعد المسرح
- تداخل 2
- تداخل
- الملحد السني والملحد الشيعي: قراءة نقدية في ازدواجية الوعي ا ...
- سأسمّيك حربًا أيتها الأرض المتعدّية
- مخطط معماري
- أعتقد أنها قصيدة بدائية
- الآخر
- الموت يكتب قصيدته في جسدها
- كلاب المثلثات
- داخل الغامض أنت تمارين لمحو الشكل
- شكل المحو
- على سطح علم المثلثات
- ماذا عن الكتابة ؟
- مشاهد في الفندق الخفي


المزيد.....




- حصان جنين.. عرضان مسرحيان في فلسطين وبريطانيا تقطعهما رصاصة ...
- من بنغلاديش إلى فلسطين.. جائزة الآغا خان للعمارة تحتفي بمشار ...
- ملتقى الشارقة للراوي يقتفي أثر -الرحالة- في يوبيله الفضي
- بعد عامين من الحرب في السودان.. صعوبة تقفّي مصير قطع أثرية م ...
- أبرز إطلالات النجمات في مهرجان البندقية السينمائي 2025
- أبو حنيحن: الوقفة الجماهيرية في الخليل حملت رسالة الالتزام ب ...
- ميغان تشوريتز فنانة جنوب أفريقية عاشت الأبارتايد ونبذت الصهي ...
- السنوار في الأدب العالمي.. -الشوك والقرنفل- من زنازين الاحتل ...
- شعوذة.. طموح.. حب.. موسيقى وإثارة.. 9 أفلام تعرض في سبتمبر
- قصة ملك ليبيا محمد إدريس السنوسي الذي أطاح به القذافي


المزيد.....

- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميشيل الرائي - الحجر للدم انتماء باطني