محفوظ بجاوي
الحوار المتمدن-العدد: 8455 - 2025 / 9 / 4 - 10:41
المحور:
قضايا ثقافية
الجزائر اليوم تواجه غزوًا فكريًا ممنهجًا يهدد هويتها الوطنية وثقافتها، ويبرز في طليعة هذا الهجوم الفكر السلفي المتحجر. هذا الفكر لا يمثل دينًا ولا علمًا ولا وعيًا، بل هو مشروع مدروس لاغتيال الهوية الجزائرية وتشويه شخصية الأجيال القادمة، من خلال إعادة إنتاج الماضي بشكل متحجر لتقييد الحاضر وخنق المستقبل.
لقد تحولت المدارس إلى مصانع لإنتاج أجيال بلا وعي ولا انتماء. يتعلم الشباب تاريخ الخلفاء الأمويين والعباسيين، بينما يجهلون تاريخ الجزائر وأبطالها الحقيقيين مثل الأمير عبد القادر وديدوش مراد والعقيد لطفي ومصالي الحاج. بعضهم يفتخر بدول أخرى، وينقل اهتمامه وانتماءه الخارجي بعيدًا عن الجزائر، متجاهلًا تاريخ وطنه وجغرافيته.
هذا الاختراق الفكري أدى إلى صراع هوياتي مفتعل بين العروبة والأمازيغية، بينما الحقيقة أن الجزائر أكبر من هذه التصنيفات. الانتماء الحقيقي يجب أن يكون للجزائر وحدها، بعيدًا عن أي ولاءات خارجية. كل جزائري، عربي كان أو أمازيغي أو من أي قبيلة أو منطقة، هو جزء من كيان واحد.
الأخطر من ذلك هو صمت الحكومة وعدم تحركها لمواجهة هذا الغزو الفكري. التخاذل الرسمي يسمح لهؤلاء الوكلاء الفكريين بالتحكم بعقول الشباب وتشويه هويتهم الوطنية، وتمرير مشاريع الاستلاب الثقافي دون رادع. الجزائر ليست للبيع، ولا نسخة من أي دولة، ولا ملعبًا لصراعات الآخرين. إن لم تتحرك الدولة اليوم، فإن الأجيال المقبلة ستستيقظ على وطن غريب عنها تمامًا.
الواجب الوطني الآن يتطلب حماية الهوية الوطنية وتعزيز الانتماء الحقيقي للجزائر، والابتعاد عن أي ولاءات خارجية أو مشاريع استلاب ثقافي. الحفاظ على الثقافة الوطنية والوعي بالهوية الحقيقية هو السبيل الوحيد لضمان استقرار البلاد واستمرارها كدولة مستقلة ذات سيادة، وحماية مستقبل أبنائها من الانحراف الفكري الذي يهدد كل شيء.
#محفوظ_بجاوي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟