أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - طارق فتحي - حول المدونة الجعفرية الرجعية... سلب موقع القاضي














المزيد.....

حول المدونة الجعفرية الرجعية... سلب موقع القاضي


طارق فتحي

الحوار المتمدن-العدد: 8451 - 2025 / 8 / 31 - 18:12
المحور: دراسات وابحاث قانونية
    


لا يمكن لأي قارئ لهذه المدونة الرجعية الا ان يتأكد ان كاتبها او كتابها أو المشرفين عليها هم رجال دين، فاغلب موادها، ان لم نقل جميعها تشير الى ذلك، لغة واصطلاحا وموضوعا، لهذا فسيكون عليها الكثير من الحديث، بسبب انها رسمت او خططت أو فٌصلت لمجتمع على قياسات ومعايير وفهم رجال الدين هؤلاء، وذلك ليؤكدوا هيمنتهم وسيطرتهم التامة على كل مفاصل المجتمع.

في الفصل السابع من هذه المدونة الرجعية والظلامية، والمسمى بفصل "احكام النشوز"، وهو مصطلح قبيح جدا، غالبا ما يقال للمرأة من انها "ناشز" وهي التي "خرجت عن طاعة الرجل"، لهذا فمشرع المدونة يريد ان يؤكد هيمنة الرجل على المرأة، جعل لها فصلا كاملا، وهذا الفصل فيه حديث كثير بسبب دلالاته، لكن لنقف هنا عند سلب هذه المادة الاعتراف بأحكام القاضي في المحكمة، لنقرأ:

المادة "73"

ب: "يشترط موافقة المرجع الديني على إيقاع الطلاق في الحالات الثلاث المتقدمة".

هذه المادة واضحة جدا، فاذا أراد رجل ان يطلق زوجته، حسب الأسباب التي ذكرتها المواد "70،71،72"، هذه الحالات الثلاث فصلت أسباب دعوى الطلاق، منها "هجر الزوج زوجته" ومنها "اعتداء الزوج على زوجته بلا مبرر" ويجب وضع خطوط كثيرة على كلمة "بلا مبرر"، ومنها "إذا امتنع الزوج عن الانفاق على زوجته"، وهذه الأسباب أيضا فيها حديث كثير، ليس هذا محله.

يعني ان القاضي يستطيع ان يفرق بين زوج وزوجته لتلك الأسباب، لكن يبقى الامر مرهون بموافقة المرجع الديني، أي بمعنى ان القاضي "لا شيء"، هذا بدلالة المادة "74" من ذات الفصل، وهذه المادة ملغومة بالنسبة لزعامة الطائفة الشيعية ذاتها، المشرعة لهذه المدونة الرجعية، فهي تبدأ بتعريف المرجع الديني- وهذا التعريف يشمل كل المدونة- بالقول:

"هو المرجع الديني الأعلى-أي من يقلده أكثر الشيعة في العراق- أن وجد، والا فأشهر المراجع المعروفين بالفقاهة والعدالة في النجف الاشرف". هذا هو التعريف بنص المادة، ولا نعرف كيف سيتفقون على مرجع ديني اعلى معين ومحدد، والجميع يدرك ان هذه القضية مستعصية على الحل في النجف.
في نفس المادة "74-ب"، تم الزام المحاكم بالتواصل مع المرجع الديني، بالتنسيق مع الوقف الشيعي، لاستحصال موافقة فيما من مواد هذه المدونة؛ أي ان أي حكم يصدر من القاضي داخل المحكمة لا يقبل به المرجع الديني يرفض، وللتأكيد على هيمنة المرجع الديني على الاحكام والقضاة، نصت ذات المادة في قسمها ج على:

"اذا تصدى المرجع الديني لممارسة شيء من الصلاحيات الممنوحة للقاضي في مواد هذه المدونة- وهي له في الأساس بحسب الفقه الجعفري-ووثق ذلك بكتاب صادر منه-أو من مكتبه يلتزم بمقتضاه من قبل قاضي محكمة الأحوال الشخصية". هذه القسم ج يحسم قضية سيطرة وهيمنة المرجع الديني ومكتبه في كل قضايا المدونة، ولم يبق للقضاة او المحاكم اية شخصية قانونية ولا معنوية.

ما يعني ان السيد فائق زيدان ومجلس القضاء الأعلى والقضاة ومحكمة التمييز وأي محكمة أخرى في مناطق الفقه الجعفري سيكونون معطلين عن العمل، وسيكون ذهابهم الى مكاتبهم شكلي جدا، وسيقل احترامهم من الناس، فسيقول من يدخل قاعة محكمة "هيا، احكم بما تريد، لكننا سنحول القضية للمرجع الديني او لمكتبه".
هذه مادة واحدة فقط من هذه المدونة الرجعية والتافهة جدا، هذه المدونة التي شرعها رجال دين متخلفين وظلاميين لا يفكرون الا بالجنس والمال، رجال دين يعيشون بعقول القرون الوسطى، ويريدون ان يطبقوا ما بعقولهم من عفن تلك القرون على عصر الذكاء الاصطناعي.



#طارق_فتحي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لم الضجة على استبعاد مرشح ما؟
- حول احداث مدينة السليمانية
- اجتماعية المسرح ... بحث في الاشباح الجماعية
- صورة الانحطاط الأخلاقي لأعضاء مجلس النواب العراقي
- (هناك محرقة في غزة)
- تصريحات عراقجي ... تلويح ام لملمة؟
- في ذكرى مأساة هيروشيما
- من اين أتت صورة رجل الدين؟
- الجفاف يضرب بقوة
- الفلسفة في برلمان الإسلاميين
- ويرحل زياد الرحباني... 1956-2025
- الإسلاميون ومفهوم (الوطن)
- غزة... الموت جوعا
- ما العمل؟
- هل يحق لجاسم الحلفي نقد علاء الركابي؟
- حول تصريحات المشهداني
- الانتحار في الموصل
- الاستخدام السياسي لقضية المهدي المنتظر
- بهدوء مع (حصر السلاح بيد الدولة)
- المرجعية.. مقتدى الصدر... وعمق الازمة


المزيد.....




- السجن 10 سنوات لمدانة بتهمة الاتجار بالبشر في بغداد
- اعتقال 11 موظفا أمميا من قبل الحوثيين في اليمن والمسؤولون ين ...
- مركز احتجاز الأمم المتحدة.. حيث يقبع قادة متهمون بجرائم ضد ا ...
- حمايةً لاستقلاليتها وكينونتها.. على الأمم المتحدة نقل اجتماع ...
- اعتقال المشتبه به في اغتيال رئيس برلمان أوكرانيا السابق
- اعتقال ومصادرة.. خطة بن غفير لصد أكبر أسطول بحري متجه لغزة
- اعتقال 169 متهماً خلال آب.. والعراق في المرتبة 89 عالميًا بم ...
- برنامج الأغذية العالمي يحذر من تفاقم الأزمة الإنسانية في الق ...
- مسؤولون إسرائيليون: ضغوط على نتنياهو لمناقشة صفقة الأسرى قبل ...
- مسؤولون إسرائيليون: ضغوط على نتنياهو لمناقشة صفقة الأسرى قبل ...


المزيد.....

- الوضع الصحي والبيئي لعاملات معامل الطابوق في العراق / رابطة المرأة العراقية
- التنمر: من المهم التوقف عن التنمر مبكرًا حتى لا يعاني كل من ... / هيثم الفقى
- محاضرات في الترجمة القانونية / محمد عبد الكريم يوسف
- قراءة في آليات إعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين وفق الأنظمة ... / سعيد زيوش
- قراءة في كتاب -الروبوتات: نظرة صارمة في ضوء العلوم القانونية ... / محمد أوبالاك
- الغول الاقتصادي المسمى -GAFA- أو الشركات العاملة على دعامات ... / محمد أوبالاك
- أثر الإتجاهات الفكرية في الحقوق السياسية و أصول نظام الحكم ف ... / نجم الدين فارس
- قرار محكمة الانفال - وثيقة قانونيه و تاريخيه و سياسيه / القاضي محمد عريبي والمحامي بهزاد علي ادم
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / اكرم زاده الكوردي
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / أكرم زاده الكوردي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - طارق فتحي - حول المدونة الجعفرية الرجعية... سلب موقع القاضي