طارق فتحي
الحوار المتمدن-العدد: 8429 - 2025 / 8 / 9 - 18:51
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
خرجت الحكومة في لبنان في ختام اجتماعها ليوم الخميس، خرجت بقرار قطعي وبات وملزم يقضي بنزع سلاح حزب الله وفرض سيطرة الدولة على كامل اراضيها، هذا القرار جاء نتيجة ضغوط كبيرة مارستها امريكا وحلفائها الغربيين والعرب على لبنان.
حزب الله من جهته رفض تسليم سلاحه، وأخرج أنصاره ومؤيديه بمظاهرات منددة بهذا القرار ، وجاء على لسان امينه نعيم قاسم بأن حزب الله لن يسلم سلاحه مع استمرار الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة.
مع هذا الحراك السياسي المحتدم في لبنان، ووسط حالة من القلق والتوتر والاحتقان التي تصيب الشارع اللبناني، وسط كل هذا يخرج وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي ليدلي بتصريحات عدتها بيروت تدخلا سافرا بالشأن الداخلي اللبناني.
عراقجي قال بشكل واضح أن إيران تدعم حليفها حزب الله، وان الحزب استطاع أن يتعافى ويعيد بناء قدراته بعد النكسات التي تعرض لها في الحرب مع اسرائيل.
يبدو أن الاذرع المسلحة التابعة لإيران تعيد لملمة نفسها وتضميد جراحها، فتصريحات عراقجي تصب في هذا المجرى، بعد أن ظن كثيرون أنها تبرأت منهم، فهذه التصريحات تعني أن لا تسليم للسلاح.
إيران تعمل بمنطق "أما إذا...فأن" اي اذا انتهت المشكلة الإيرانية مع أمريكا والغرب، وتم تسويتها بالكامل، وجرى رفع العقوبات بالكامل، فأنه من الممكن أن يسلم الجميع أسلحته.
الخيارات أمام الحكومة اللبنانية صعبة جدا ومعقدة، فهي تخاف من تطبيق سيناريوهات عديدة، مثل شن اسرائيل حربا على لبنان، وهذه المرة ستكون اقسى، فهذه الدولة وحشية وبربرية، أو تدخل دولي تقوده وتشرعنه امريكا والغرب بأدوات عربية، أو إشعال حرب اهلية، مثلما جرى في منتصف السبعينات.
كل ذلك ممكن جدا، فقضية تجريد حزب الله من سلاحه ليست بالقضية السهلة، فبها تلتقي مصالح اقليمية ودولية.
#طارق_فتحي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟