أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رانية مرجية - الدروز بين “حلف الدم” و”حلف الحياة”: قراءة في نص سعيد نفاع














المزيد.....

الدروز بين “حلف الدم” و”حلف الحياة”: قراءة في نص سعيد نفاع


رانية مرجية
كاتبة شاعرة ناقدة مجسرة صحفية وموجهة مجموعات

(Rania Marjieh)


الحوار المتمدن-العدد: 8451 - 2025 / 8 / 31 - 08:37
المحور: الادب والفن
    


في خضمّ “طوفان الأقصى” ووهج “الحراب الحديدية”، يعود السؤال الأزلي: أين يقف الدروز من هذا الصراع المحتدم؟

بين أسطورة “حلف الدم” وحقيقة “حلف الحياة”، تتكشّف وقائع مغايرة لما روّجته المؤسسة لعقود.

قراءة رانية مرجية في نص سعيد نفاع تكشف المستور: دروز الداخل ليسوا كتلة واحدة، بل طيف واسع من الانتماءات والخيارات، يحمل في عمقه صوتًا وطنيًا يرفض أن يُختزل أو يُستغل.

مقدمة


هذه القراءة هي وقفة وجدانية وتحليلية مع النص العميق للباحث والسياسي سعيد نفاع في كتابه الأخير “العرب الدروز 48 وحجارة الرحى” (دار الرعاة ودار جسور، فلسطين–الأردن 2024). نصٌّ يحفر في الذاكرة الجماعية ويضع النقاط على الحروف في قضية كثيرًا ما جرى تبسيطها أو تسييسها: قضية الدروز في فلسطين المحتلة، وموقعهم بين طوفان الحروب و”الحراب الحديدية”.

التعددية مقابل أسطورة “حلف الدم”


يرى نفاع أنّ أخطر ما واجهه الدروز ليس التجنيد فحسب، بل اختزالهم إعلاميًا في صورة واحدة جامدة؛ كتلة متجانسة تلهج بالولاء المطلق لإسرائيل. بينما الحقيقة أنّ فيهم:

أقلية ضاجّة ارتبطت بالمؤسسة الإسرائيلية وانتفعت منها.

أغلبية صامتة تنوء تحت ثقل لقمة العيش والخوف.

صف وطني أصيل قاوم سياسات التجنيد منذ 1956 ودفع الثمن غاليًا.



“حلف الدم” لم يكن يومًا عقدًا حرًا، بل صناعة استخبارية لتفتيت الانتماء الوطني وغرس وهم القطيعة بينهم وبين شعبهم الفلسطيني.

الإعلام بين التضليل والتسطيح


يتوقف نفاع عند خطيئة الإعلام، عبريًا وعربيًا، في تضخيم نسب التجنيد حتى وصلت إلى 80% في تقارير غير دقيقة. بينما الحقيقة، كما تكشفها دراسات جامعية وأبحاث إسرائيلية، أنّ أكثر من نصف الشباب الدروز يرفضون أو يتهربون من الخدمة العسكرية. الإعلام هنا لم ينقل الواقع بل ساهم في شرعنة خطاب المؤسسة على حساب الوعي الجمعي.

الأرقام الناطقة
63% من الدروز يعارضون التجنيد الإجباري.

أقل من 50% من المؤهلين للخدمة ينخرطون في الجيش.

الوطنية “الإسرائيلية” لدى الدروز انخفضت إلى 1.4 من أصل 6 (جامعة حيفا، 2008).



هذه الأرقام وحدها كفيلة بهدم أسطورة الولاء المطلق التي صنعتها المؤسسة.

بين حجري الرحى


نفاع يصف حال الدروز كمن يعيش بين حجري رحى: ضغط المؤسسة الإسرائيلية التي سلبت أراضيهم وفرضت عليهم التجنيد، وضغط الريبة من بقية أبناء شعبهم الفلسطيني. لكنّ الأجيال الجديدة، كما يبين، بدأت تدرك عبثية “حلف الدم” وتبحث عن “حلف حياة”، أي عن حقوق مدنية ووطنية تحفظ كرامتهم وتعيدهم إلى حضن هويتهم الأصيلة.

خاتمة


قراءة نص سعيد نفاع تفتح أعيننا على حقيقة بالغة الأهمية: أنّ الدروز ليسوا استثناءً في فلسطين، بل جزء حيّ من نسيجها. لم ولن يحميهم التبعية للمؤسسة، بل وحده الانتماء إلى قضيتهم الأم فلسطين، وإلى عمقهم العربي، هو الذي يمنحهم حصانة وكرامة



#رانية_مرجية (هاشتاغ)       Rania_Marjieh#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خوة وأكثر إلى إخوتنا الدروز في فلسطين والجولان… أنتم الهوية ...
- الأديبة السورية بسمة الصباح يا جبل ما يهزك ريح
- فقدتُ طلقة واحدة
- ما يدور في السماء: اعترافات الكائن الأزلي
- سيكولوجيا الأحلام: حين يتكلّم اللاوعي بلغة الرموز
- رام الله ، … مدينة القلب والذاكرة
- الشيطان يضحك
- هلوسة الجنة
- هلوسة النار
- المتجددين
- حين يعلو الصوت وتخفت الروح
- الصلاة الغامضة
- عامر عودة وتجديد أفق القصة الفلسطينية: قراءة نقدية في «بداية ...
- دراسة تحليلية أكاديمية في كتاب -إبليس في التحليل النفسي- لسي ...
- أمي، هل تخبرينا عن الحياة في السماء؟
- دمعة وابتسامة… سرّ إنسانيتنا
- الأصدقاء… صدى الغياب
- الذاكرة العاطفية… حين يتذكّر القلب ما ينساه العقل بين فرويد ...
- مرايا الروح والجروح
- خيبات


المزيد.....




- المثقف بين الصراع والعزلة.. قراءة نفسية اجتماعية في -متنزه ا ...
- أفلام قد ترفع معدل الذكاء.. كيف تدربك السينما على التفكير بع ...
- باسم خندقجي: كيف نكتب نصا أدبيا كونيا ضد الإستعمار الإسرائيل ...
- نظْم -الغزوات- للبدوي.. وثنائية الإبداع الأدبي والوصف الملحم ...
- خالد الحلّي : أَحْلَامٌ دَاخِلَ حُلْمٍ
- النجمات العربيات يتألقن على السجادة الحمراء في حفل افتتاح مه ...
- كتارا تكرّم الفائزين بجوائز الرواية العربية في دورتها الـ11 ...
- انطلاق الدورة الثامنة من مهرجان الجونة السينمائي وسط رسائل إ ...
- منة شلبي تتعرض لموقف محرج خلال تكريمها في -الجونة السينمائي- ...
- معرض الرياض للكتاب يكشف ملامح التحوّل الثقافي السعودي


المزيد.....

- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور
- الذين لا يحتفلون كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت
- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رانية مرجية - الدروز بين “حلف الدم” و”حلف الحياة”: قراءة في نص سعيد نفاع