رانية مرجية
الحوار المتمدن-العدد: 8447 - 2025 / 8 / 27 - 10:04
المحور:
الادب والفن
أشعلت شمعة صغيرة في الغرفة، فلم تعد مجرد شعلة.
تحولت النار إلى عين حمراء تراقبني، ترمش ببطء، ثم تضحك باهتزاز خفي.
اقتربتُ أكثر.
رأيت ألسنة اللهب تتلوى كراقصاتٍ متوحشات، كل واحدة ترتدي وجهًا مختلفًا:
وجه أبي وهو غاضب، وجه أمي وهي تبكي، وجهي أنا حين كنت طفلة أخبئ دموعي في الوسادة.
كل لهبٍ كان يعترف بسرّ:
لهب يقول: أنا غضبك المكبوت.
آخر يهمس: أنا حبك الذي خنقته.
ثالث يصرخ: أنا الخيانة التي لم تغفريها.
النار لم تكن تحرق… بل تكشف.
كانت مرآة مشتعلة، لا تريني جسدي بل أرواحي المتعددة وهي تتصارع.
مددت يدي لأطفئها، فالتهم اللهب أصابعي ولم أشعر بالألم.
بل شعرت بالتحرر.
كأنني أذوب فيها، كأن النار لم تخلق لتحرقني، بل لتبتلع كل ما لم أجرؤ على قوله.
وفجأةً، انطفأت الشمعة وحدها.
لكن وجوه اللهب بقيت معلقة في الهواء، تضحك، وتبكي، وتصرخ…
ثم تذوب في الظلام، تاركة وراءها جملةً كتبت على الجدار من أثر دخان:
“نحن أنتِ… حين تشتعلين.”
#رانية_مرجية (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟