رانية مرجية
الحوار المتمدن-العدد: 8439 - 2025 / 8 / 19 - 02:49
المحور:
الادب والفن
هل يموتُ الموتُ يومًا،
أم أنّهُ سيبقى يتجوّلُ في الأزقّة
كظلٍّ بلا ملامح؟
أم أنّهُ لحظةٌ عابرة،
سوءُ فهمٍ قديمٌ
حملناهُ على أكتافنا جيلاً بعد جيل؟
يا موت…
كم أرعبتنا حكاياتُك،
كم رسموا لكَ سيوفًا وعيونًا فارغة،
لكنّي حين اقتربتُ منكَ،
لم أرَ وحشًا،
بل بابًا مفتوحًا،
وما وراءهُ
نورٌ يبتسمُ كأنّهُ الله.
هل يموتُ الموتُ يومًا،
حين ندركُ أنّهُ ليس خصمًا،
بل رسولًا،
يحملُنا من ضيقِ الأرض
إلى فسحةِ السماء؟
هل يموتُ الموتُ يومًا،
حين نرى أنّهُ لا يبتلعُ الأرواح،
بل يعيدها إلى أصلها،
إلى ينابيعها الأولى،
إلى حيثُ لا بدايةَ ولا نهاية؟
يا موت،
أنتَ مرآةُ الأسرار،
مَن نظرَ فيكَ
رأى وجهاً آخر للخلود،
ومن خافكَ
ظلّ سجينَ الطين.
هل يموتُ الموتُ يومًا،
حين يُبعثُ من قبورنا قمحٌ،
حين تخرجُ من كفننا زنبقة،
حين تصيرُ أجسادنا نهرًا،
فتشربُ منّا العصافيرُ
وترقصُ الفراشاتُ فوق رمادنا؟
أيها الموت،
أنتَ لا تعرفُ أن تموت،
لكنّك تموتُ فينا
حين نكفّ عن الخوف،
حين نقولُ:
الحبُّ أبقى،
النورُ أبقى،
والإنسانُ إذا ذابَ في الله،
صارَ سرًّا لا يُبلى.
هل يموتُ الموتُ يومًا؟
نعم،
حين نرى أنَّ قبورَنا ليست نهايات،
بل بدايات،
وحين نسمعُ في أعماقنا صوتًا يقول:
“من عرفني، لم يذق الموت،
ومن أحبّني، عاش في الأبد.”
#رانية_مرجية (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟