( المريضُ فريسةُ الطبيب )

محمد عطيه الذهبان
كاتب في بعض الجرائد والمجلات
(Mohammed Atiyah Aldhahban)

الحوار المتمدن-العدد: 8447 - 2025 / 8 / 27 - 11:18
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    

شاهدنا جميعًا من خلال القنوات التلفزيونية برنامج عالمُ الحيَّوان وفي الغابةِ كيف إنَّ القويُ يأكلُ الضعيف وعندما يفتَرِسُ الوحشُ فريسَتَه يأتونَّ البقيةُ لمشاركتِه في الأكل ، لكن للأسف الشديد يقومُ بعضُ الأطِباء بنفسِ العمل حيثُ يتِمُ إفتراسُ المريض الذي يدخلُ إلى عياداتِهم للمراجعةِ حولَ مرضٍ ما يُعاني منه ، وسنوَضِحُ تلك الطريقة حيثُ إنَّ أغلَبُ المجمعاتُ الطِبية فيها مختبراتٌ متنوعةُ الإختصاصات بالإضافةُ إلى الصيدلية ، وما أن يدخلُ المراجع إلى غرفة الطبيب ليشرحُ حالتهِ المرضِية مباشرةً يكتُب لهُ عدةُ فحوصاتٍ عليهِ إجراؤها في مختبراتِ المُجَمعُ حصرًا ومن بينِ هذهِ الفحوصات فحص { الدم - السونار - الأشعة الملونة - التخطيط } أو غيرها من الفحوصات الأُخرى على الرغمِ إنًَهُ هناك حالاتٌ مرضِية لا تستوجبُ كلَّ هذهِ الفحوصات ومن المُمْكن تشخيصُ المرض من خلالِ فحصٍ واحد ، لكن لكي يشارِكُ الجميعُ بنهبِ أموالِ هذا المريضُ المسكين ومن بينِ أسبابُ ذلك حسب ما يتحدثُ بهِ البعضُ إنّ هناك نسبةٌ معيَّنة من مبالغ الفحص تعطى للطبيب المعالج من كل الذين أرسلهم إليهم والله أعلم . وإذا بالمريضِ يمرَضُ مرةً أُخرى نفسيًا من هذا الإبتزاز بالإضافةِ إلى مرضِه الجسدي ، وهذا يدلُ على عدم خوفِ الأطباءُ من الجهات الرِقابية لمحاسبتهم لذلك يفعلون ما يحلو لهم . لكنَّهم نسوا أنَّ من بين أسماء الله الحسنى ( الرقيب والحسيب ) وفي الآخرة هناك محكمةُ العدل الإلهية التي تحاسبُهم على أخذِ الأموال بالبهتانِ من المرضى والشهودُ هم الملائكة . كما إن هناك ظاهرةُ إنتشرت لفترةٍ ما لكن يقال أنَّ وزارة الصحة والجهاتُ الرقابية حدَّت منها وهي كتابةُ الطبيب للمريض في ورقةِ العلاج وصفةُ برموزٍ مثلُ الشَّفرة لايفهمها إلا صاحبُ الصيدلية التي أُرسل إليها ليأخذ العلاج منها ، وإذا ذهَّب لشراءُ العلاج من صيدليةٍ أُخرى لايعرف الصيدلاني ماهو هذا العلاج ، بحيث يضطَرُ المريض رغمًا عنه لشرائِه من تلك الصيدلية . كان المريض سابقًا يستطيعُ أن يتعالج من أي مرض لأنَّ الدواء ومبلَغُ كشفية الطبيب كما يطلقُ عليها يستطيع دفعهما . أما الآن إذا لم يَكُن أيُ واحدٍ منا متمكنٌ ماديًا نوعًا ما فإنه لايستطيعُ معالجة مرضِه وإن إضطرَ على ذلك قد يصل إلى إعلان بيع البيت أو السيارة وغيرها من ممتلكاتِه لغرض العلاج . كما إن هناك مبالغ كبيرة تأخذُ من المريض في المستشفيات الأهلية لغرضِ إجراء عمليةً جراحية قد تكون بسيطة ، والخلل يعود أيضاً لعدم إهتمام الحكومة بالمستشفيات الحكومية وعدَمُ توفير العلاج المطلوب ولو كانت المستشفيات متوفرة هي والعلاج لقلَّلَ هذا من مراجعة المرضى إلى الأطباء في العيادات الخاصة أو في المستشفيات الأهلية . ولايوفتني أن أذكُر هناكَ بعض الأطباء ولكن عددهم قليل لديهم إنسانية من خلال تخفيضُ أُجور الكشفية وعدم التعاملُ مع المختبرات والصيدليات أو غيرها لتحميلِ المرضى تكلفةٌ مادية تضاف إلى معاناتهم من مرضهم وأمثالُ هؤلاء لن ينساهم الله بالبركة بالرزق والستر ، واخيرًا أقول بأنَّ مهنةُ الطِب مهنةٌ إنسانية لكن حوَّلها البعضُ من أصحابها إلى تجارة. حسبنا الله ونعم الوكيل وإلك الله يامريض .

#محمد_عطيه_الذهبان (هاشتاغ)       Mohammed_Atiyah__Aldhahban#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل