أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - محمد عطيه الذهبان -      ( الخبيرُ النفطي جاسم الذهبان فخامَةٌ وعِنوان )














المزيد.....

     ( الخبيرُ النفطي جاسم الذهبان فخامَةٌ وعِنوان )


محمد عطيه الذهبان
كاتب في بعض الجرائد والمجلات

(Mohammed Atiyah Aldhahban)


الحوار المتمدن-العدد: 8440 - 2025 / 8 / 20 - 12:06
المحور: سيرة ذاتية
    


كان أغلبُ أهالي المناطق الريفية جنوب مدينة الموصل في الثلاثينات والأربعينات من القرنِ الماضي يعتمدونَ في طريقةِ العيش على تربيةِ الحيوانات أو الزراعةُ البسيطة بإستخدام الآلات البدائية . ولكن تميَّز سُكان ناحية القيارة التي كانت تسمى في ذلك التاريخ ( قرية الرمانة ) عن بقيةُ أهالي تلك المناطق بالعمل في شركاتِ النفط بسبب وجود الشركة الانگليزية مُختصرها أثناء المخاطبات الرسمية ( B.O.D.CO.LIMITED ) والتي تُنَقِب وتحفرُ الآبار ، حيثُ توجه الغالبيةُ العظمى منهم للعملِ في هذه الشركة منذُ صِغَرِهم وقد برزوا  كخبراءَ في الحفرِ والتنقيب وحصلوا على درجة ستاف وهم كل من ( جاسم محمد الذهبان - عطيه الحسين - محمد عابد عبود ) ولتوفرُ المعلومات أتحدثُ عن سيرة ( السيد جاسم محمد الذهبان ) مواليد / ١٩٣٠ والذي عَمِلَ بأجر يومي وهو في الرابِعةَ عشر من عُمره ليتحول بعد بلوغهِ السِنُ القانوني للعملِ ألا وهو الثامنةَ عشر تحول بصفة موظف . خلال تلك الفترة وإختلاطهِ بالمشرفينَ الإنگليز إستطاع أن يتعلَّم اللُغةَ الإنگليزية بوقتٍ مُبكِر كما إنهُ برز في مجال الحفر لأبار النفط مما أدى إلى إلتزام المدير بهذا الشاب البارع في عمله بكلِ تفاني وإخلاص ، وقام بترقيتِه إلى درجاتٍ وظيفية تتناسبُ مع خِبرته وتم إيفادُه للإشتراك بدورات إلى عدةِ دول من بينها ( الولايات المتحدة الأمريكية - فرنسا - هولندا - بريطانيا  ) وحصلَ على عدةُ شهاداتٍ دولية في مجالِ تَخصُصِه من تلك الدول وأبرزُها شهادةُ خبير نفطي ومن هنا بدأت تُطلقُ عليه هذه التسمية . مع العلم إن عملية حَفْرُ وإنشاء آبار النفط ليست مهمةٌ سهلة لخطورتها خوفاً من إنفجار البئر خلال العمليةُ وتدفق النفط إلى سطح الأرض الذي يحمِلُ غازات سامة تنتشرُ بالهواء بسرعةٍ وتقتلُ الكثيرينَ خلال وقتٍ قصير لذلك مثلُ هكذا مهامٍ لاتُناط إلا لأصحابِ الخبرةُ والكفاءة .
بعد خروج شركات النِفط الأجنبية من العراق وأصبحت مهمة إدارة الشركات النفطية من قبل وزارة النفط كان أيضاً له الدور كبير في حفر آبار عديدة بمناطق مختلفة منها ( منطقة الرميلة في البصرة  - عين زاله - كركوك - كويسنحق - سنجار - ديبگه - زنبور - القيارة حقل نجمة ) عندما يتمُ تكيلفُه بحفر آبار وحِرصاً منهُ على إنجازُ العمل بإشرافهِ شخصياً ونتيجة لمهنيتهِ العالية كان يغيبُ عن عائلتهِ في بعضِ الأحيان لمدة ستةِ أشهر تقريباً . وعُرِف  على مستوى عالي في شركة الحفر ، حيثُ قامت هذه الشركة بعد إحالته على التقاعد عام ١٩٩٣ بالتعاقد معه لغاية عام ٢٠١٠ للإستفادة من خبرته ، وبَلغَ مجموعُ خِدمته الفعلية ٦٣ سنة مع العقد . بعد أن تحدثْتُ عن شخصيتهِ العملية أودُ التطرق على بعضُ الجوانِب الأُخرى من حياته فإنهُ يَنْحَدِر من قبيلةُ الجبور عشيرةُ الحسون في ناحية القيارة ( عائلةُ الذهبان ) التي لها ثُقلها ومكانتِها الإجتماعية المرموقةْ خصوصاً في منطقةُ جنوبِ الموصل إضافةً إلى ذلك كانَ شخصٌ كريم جداً وساعد الكثيرُ من الفقراءِ والمُحتاجين ومن هذه الناحية له مواقفٌ كثيرة مازالَ الناسُ يَسْتذكِروها إلى يومنا هذا ، وكان أنيقاً في هندامِه مُتميِّزاً في قيافته وأروي لكم هذه الحادثةُ البسيطة في عيد رأس السنة من كل عام يقيم نادي عرفة التابع لشركة النفط في محافظة كركوك دعوةً للإحتفال بهذه المناسبة ويتوجَبُ على الحضور إرتداء ملابس تُراثيةٌ أو غير ذلك المهمُ إنها تجلبُ إنتباهُ المدعوين وسيتمُ التصويت من قِبَل لجنةٌ متخصِصَة لإختيار الذي تميَّزَ من بين الجميع ، ووقَعَ عليه الإختيار بالفوز لكونه كان يرتدي ملابسُ الكاوبوي التي كنا نشاهدُها في الأفلام الأمريكية وتفاجئ الجميعُ بهذا الإختيار الذي لم يخطرُ ببالِ أحدٍ منهم . كما ذكر لي بعضُ الذين عملوا معه عندما كان يُكلَّف بحفر بئر نفطي في منطقةٍ نائية وهناك قريةٌ قريبة من مكان العمل ولايوجد فيها بئرٌ للماء يقوم بحفر البئر بإستخدام معدات الشركة لأنهُ كان يمتلكُ صلاحيات تخوله للتصرف بحرية لكفاءته ونزاهته وكان ألأهالي يدعونَ له بالتوفيقِ والنجاح على هذه المبادرة .
لكُلِ إنسانٌ عُمرٌ مُحَدَّد حيث توفي بتاريخ ٢٢ حزيران ٢٠٢١ ذهب إلى ربه مرتاحاً قريرُ العين لأنه ادى واجبهُ طيلةَ فترةُ خدمته بتفاني وإخلاص وترك خلفَهُ سنةٌ حسنة ألا وهي حفر العديد من آلابار التي لايزالُ بلدنا يُصْدِّرُ النفط منها .
وفي النهاية الكل يعلم إن كل إنسانٌ لابُدَّ أن تغيبُ روحه وجسده عن الدنيا في يومٍ ما لكنَ ذِكراهُ إن كانت خيراً أو شراً تبقى تاريخٌ يتحدثُ عنه الذينَ عاصَروه في ذلك الوقت . لذلك من واجبُنا الأخلاقي أن نكْتُب عن مثلِ هذه الكفاءات ليكونوا قدوةً لمن هم على قيدُ الحياة وأن يَحذو حَذْوَهم .



#محمد_عطيه_الذهبان (هاشتاغ)       Mohammed_Atiyah__Aldhahban#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
-   ( التحَدِي والطُموحُ واليأس )
-      ( أسواقُ مدينةُ الموصل )
-        ( حوادِثُ السيارات الأسبابُ والمعالجات )
-              ( الطُلابُ مابينَ الماضي والحاضِر  )
- ( الزعامةُ أساسُها المواقِف )
- ( الخِبرةُ في الحياة شَهادةٌ مُكْتَسبَه )
- ( مَحطاتُ قِطارُ العُمر )
- ( ضاعَ الوَقْتُ فَمَنْ يُعِيدُه )
- ( الصِدْقُ والنِفاق لايلتقِيان )
- ( المحتوى الهابط في الصدارة )
- عطيه الذهبان - سيرةٌ وحياة )
- ( الإنسانُ سفيرٌ لعائلته )
- ( العِزلةُ مابينَ الراحةِ والإكتئاب )
-       ( وعيُ الإنسان دليلُ ثقافتة )
- ( جرائم الابتزاز الإلكتروني في العراق )
- المرأة الريفية


المزيد.....




- -بطل حرب-.. تصريحات ترامب تُشعل رد فعل غاضب من مشرّع أمريكي ...
- الأردن.. الملكة رانيا بصورة -أحلى فنجان قهوة- مع الملك عبدال ...
- إيران.. جثث متفحّمة بكارثة حافلة المرحّلين الأفغان منها لنسا ...
- في السويد.. كنيسة يتجاوز عمرها 100 عام تتحرّك على عجلات
- من أجل ترامب.. زيلينسكي يغيّر استراتيجيته وحتى إطلالته
- تحقيق سري لبي بي سي يكشف عن شبكة عصابة تهريب خطيرة تنشط في ف ...
- ضغط أمريكي أوروبي لإعادة الأطفال المختطفين من روسيا.. مسؤولة ...
- سوريا وإسرائيل تجريان أول محادثات مباشرة في اجتماع بوساطة أم ...
- إسرائيل تستعد للسيطرة على مدينة غزة في أكبر هجوم لها بالقطاع ...
- صربيا: رغم القمع المتزايد مظاهرات متواصلة تطالب بانتخابات مس ...


المزيد.....

- أعلام شيوعية فلسطينية(جبرا نقولا)استراتيجية تروتسكية لفلسطين ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كتاب طمى الاتبراوى محطات في دروب الحياة / تاج السر عثمان
- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - محمد عطيه الذهبان -      ( الخبيرُ النفطي جاسم الذهبان فخامَةٌ وعِنوان )