أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - محمد عطيه الذهبان - ( ضاعَ الوَقْتُ فَمَنْ يُعِيدُه )














المزيد.....

( ضاعَ الوَقْتُ فَمَنْ يُعِيدُه )


محمد عطيه الذهبان

الحوار المتمدن-العدد: 8432 - 2025 / 8 / 12 - 19:21
المحور: قضايا ثقافية
    


تَهتَمُ بُلدانِ العالم بِتنظيمِ حياةِ شُعوبِها من خلالِ تحديد ساعاتِ العمل لإجلِ الحِفاظُ على مواردِها ودَخْلُها الشهري لكي يستطيعُ كُلُّ فَردٍ تأمينُ مستلزماتِ الحياة ، وهذا لا يتحقق إلا بالجِد والمُثابَرة وإستغلالُ الوقتْ لزيادةِ الإنتاج في كافةِ المجالات سواءٌ كانت زراعية - صناعية - علمية - ثقافية وغيرُها من الأُمـور التي يشْتهِرُ بها ذلكَ البلد . لِنَعود إلى التاريخِ قليلاً ونذْكُر إن بدايةُ الثورةِ الصناعية كانت في بريطانيا وأغلَبُ الإبتِكارات التِقنية تعودُ إليها حتى أصبحَت في مُنتصفِ القرنِ الثامنُ عشر الدولةُ التجارية الرائدةُ في العالم ، وفرَضت سيطرَتها على إمبراطورية تجارية عالمية مُتميِّزة ، كما يجبُ أن نُشيرُ إلى إن هناك بُلداناً أبْهرتَ العالم بمُنْتجاتِها مثلُ الصين وكوريا الجنوبية ويرجِعُ الفضلُ في ذلك إلى من يتَولونَ الحُكم لكَونهم يِحثون الشعب على العملِ والإبتكار لما كُلِّ ماهوَ مفيد ويخْدِمُ بلدهُم وبُلدانُ العالم لإجلِ الحصولُ على مكاسِبَ ماديةٍ لبلادِهم . نعْلَمُ جيداً إن أيُ دولة تنتجُ إحتياجاتُ مواطنيها وخصوصاً على الصَعِيدين الزراعي والصناعي يكونُ إقتصادُها قوياً جداً لأنها تحافظ على العُملةِ الأجنبية داخلَ بلادها دونَ الحاجةُ إلى إخراجُها من البلاد لغرِضُ الإستيراد بل تصَدِرُ الفائضَ من إنتاجها للدوَّل الأُخرى وتجْلِبُ العُمْلة الصعبة للبلاد كخزينٍ من الأموالِ في البنوگ ، كُلُّ هذا لايأتي بسهولة بل بعقولٍ حكِيمة همها كيفَ يُحافِظُونَ على إقتصادِ بلدهم ومواكبةُ التطوُّر في العالم ، بالإضافةِ إلى التنافُسُ مع الدوَّلُ الأُخرى في عرضِ بضاعتُهم والترويجُ لها خلالِ المعارضُ الدولية التي تقامُ في أغلبِ الدول الصناعية . إنهم شعوبٌ يستحِقونَ أن تُرفَع القُبَّعةُ لهم لأن الوقتَ ثمينٌ عندهم وإن إضاعتهُ معناها جريمةٌ لا تغتَفر حتى لايُصْبحوا شعباً يأكلُ أكثَرَ مما يُنتِج ويسودُهم الجَهلُ والتَخلُف . لِنرجِعُ بذاكرتِنا ونُقارِن مرحلةُ ما قبلُ عام ٢٠٠٣ سيعودُ بنا شريطُ الذاكِرة إلى تلكَ الحقْبةُ المريرة التي كان الحصارُ الجائرُ في ذلك الوقت مفروضاً على العراق لكنَ رغمُ ذلك كان الحياةُ منظَّمةٌ والوقتُ محترماً ، تجِدُ الأغلبيةُ إن كانوا موظفين أو عسكريين أو فلاحين أو كَسَبة منذُ ساعاتِ الفجرِ الأُولى الجميعُ يذهبُ إلى عمله كُلُّ حسبَ إختصاصه ولاتؤثرُ الظروفُ الجوية على أداءِ أعمالهم ، ولايوجودُ موظفٌ فضائي مِثلما تُطلَق هذهِ التسميةُ الدخِيلةُ علينا في عصرنا هذا على كُلِّ موظفٌ يستلمُ الراتبَ دونَ أيُ عملٍ يقومُ به مُقابِلَ مبلغٌ مادي متفقٌ عليه بينهُ وبينَ مسؤولهُ الأعلى . وأضِف إلى ذلك إننا بعدَ الإحتلال فقدنا أهميةُ الوقت إذ إن أغلبُ المصانع إن لم تَكُن مُدمَّرة نَجِدُّها مُعطَّله وأصبح الأغلبية ينهضُونَ للعملِ بوقتٍ مُتأخر ويعودونَ مُبَكِراً وهناكَ عدةُ أقوال عن الوقت منها ( الوقتُ من ذهبٍ إن لم تُدرِكهُ ذهب ) ( الوقتُ كالسيف إن لم تقطَعْهُ قَطعكَ ) وقد أصبحَ أغلبُنا يَقضي وقتَه على الموبايل ولانعرِفُ كيف تمُرُ الساعاتُ دونَ أن نَشعُر بدقائقِها وثوانِيها والمصيبةُ الأكبر أنَّ البعضُ أثناءَ العملْ لايتْرُكَ الإنشغالُ بالإتصالات أو تصفُحُ الإنترنت وغيرها من الأُمور ويَنِْسى ويَتَناسى إن الوقتَ في بلدٍ غيرُ بلادُنا شيءٌ مُقدَّسٌ بالنسبةِ لهُم ولايهمِله إلا الجاهلُ عِلمِياً وعَملِياً . يقودَنا الحنينُ للماضي كيفَ كُنا نخْرجُ من الصباحِ الباكِر ونستمِعُ إلى صوتِ القرآن الكريم ونحنُ نستقِلُ سيارةَ أُجرة أو الباصات أو عند مرورِنا بالقربِ من المقاهي ، للأسف أغلبُ ماذكرْتَهُ الآن أصبحَ أُماني تذهَبُ في مهَبِ الريح ، وألأدْهَى والأَمَّرُ من ذلك بدأ وقتُ الليلِ لدى الكثيرينَ يُصبحُ كالنهار لأنهُم يبقونَ يقِظينَ إلى الفجرِ بينما يقضون النهارَ في النوم ولايُفكِرُون كيفَ يِستغِلونَ الوقتَ للبناءِ والتطور ، بل الذي يشغَلُ تفكيرَهم أنواعُ الأكلِ والمطاعمُ وأينَ يقضونَ ليلةُ العَشاء والسهرُ مع بعضِهم البعض ، أصبحنا نفَكِرُ ببطونِنا أكثرُ من التفكيرِ بِعقولِنا ونعرفُ المطاعمُ بأنواعِها وماهي الأكلاتُ التي تُقَدمها ولانعرِفُ إن كانَ لدينا معامِلَ تنتجُ أو لاتنتِجْ . إلى متى نَبقى على هذا الحال الذي يشعرُ البعضُ بالسعادةِ بهِ لأنهُم كُسالى وعندما فتحوا عُيونهم على الدُنيا وجدَوا الوَضْعُ على هذا الحال ويَعتبِرونهُ شيئاً طبيعياً بالنسبةِ لهم ، لكنِهُم تَناسُوا في حالةِ فُرِضَ علينا حصارٌ لمدةِ شهرٌ واحد لماتَت الناسُ جوعاً لأنَّ أغلبُ الأشياءُ مستوردةٌ والإنتاجُ المحلي خجول لايكفي لبضْعةِ أيام وأصبَحنا بلداً لايزرعُ ولايَصْنَع لعدَمِ وجود الدعِّم الحُكومي للفَلاحِين من خلال توفيرُ الآلاتُ الزراعية والبذورُ والأسمدة وغيرها لتشجيعَهم على الزراعة وتُرِكَت المصانعُ التي دُمِّرت نتيجةُ الحُروب دونَ إعادةُ بنائها وتوقَّف البقِيَّةُ منها عن العمل لأسبابٍ لايعلمُها المواطن ، مع العِلْم خَيراتُنا مُتعدِدَة لكن لو عَملْنا للإستفادة من تلكَ الثروات بالتأكيد سنعيشُ أفضلَ من باقي الدُوَّل .
فهل ياتُرى يأتي يومٌ ما ويعودُ إلينا الشعور بأهميةِ الوقت كَما كانَ سابقاً بعدَ ضَياعهِ منذُ سَنواتْ لكي نأكُل من أرضِنا ونلْبَسُ من مصانِعُنا ؟



#محمد_عطيه_الذهبان (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ( الصِدْقُ والنِفاق لايلتقِيان )
- ( المحتوى الهابط في الصدارة )
- عطيه الذهبان - سيرةٌ وحياة )
- ( الإنسانُ سفيرٌ لعائلته )
- ( العِزلةُ مابينَ الراحةِ والإكتئاب )
-       ( وعيُ الإنسان دليلُ ثقافتة )
- ( جرائم الابتزاز الإلكتروني في العراق )
- المرأة الريفية


المزيد.....




- رغم اتفاق آذار التاريخي.. مقتل جندي وتوترات متزايدة بين القو ...
- بعد اتفاق أرمينيا وأذربيجان.. مخاوف في إيران من تغييرات جيوس ...
- ترامب يصعّد هجومه على رئيس الاحتياطي الفدرالي: تهديد بملاحقة ...
- حرائق الغابات تهدد القرى في البرتغال وسط ارتفاع شديد في درجة ...
- الاتحاد الأوروبي و26 دولة تطالب بالتحرك -لإنهاء الجوع- في غز ...
- اتفاق أردني سوري أميركي لدعم وقف إطلاق النار في السويداء
- كيف تفاعل مغردون مع إنكار نتنياهو مجاعة غزة؟
- تحذيرات من مجاعة كارثية بغزة و27 دولة تدعو لإجراءات عاجلة
- رصدته كاميرا.. سائق يوجه ألفاظا نابية ضد مسلمين أمام مسجد بأ ...
- خاتم جورجينا: لمَ كل هذا الهوس؟


المزيد.....

- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الساد ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الثال ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الأول ... / منذر خدام
- ازمة البحث العلمي بين الثقافة و البيئة / مضر خليل عمر
- العرب والعولمة( الفصل الرابع) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الثالث) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الأول) / منذر خدام
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- قواعد اللغة الإنكليزية للأولمبياد مصمم للطلاب السوريين / محمد عبد الكريم يوسف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - محمد عطيه الذهبان - ( ضاعَ الوَقْتُ فَمَنْ يُعِيدُه )