( جرائم الابتزاز الإلكتروني في العراق )

محمد عطيه الذهبان

الحوار المتمدن-العدد: 8424 - 2025 / 8 / 4 - 21:07
المحور: قضايا ثقافية
    

نتيجة تطور وسائل الإتصال في جميع دول العالم من خلال إستخدام الإنترنت عن طريق أجهزة الموبايل بدأت تظهر جرائم الإبتزاز الالكتروني في العراق ، ويعتبر هذا النوع من الجرائم حديثاً والتي أصبحت تفتك بالمجتمع واثرت عليه سلبياً ، وهذا ما لاحظناه من خلال القضايا التي تطرح في المحاكم العراقية أو من عبر البرامج التلفزيونية لبعض القنوات الفضائية التي قامت بإجراء لقاءات مع بعض ممن تعرضوا للابتزاز . حيث وصل الحال إلى إنتحار بعض الفتيات اللواتي تعرضن لهذه الجريمة بسبب طلبات المبتز إليهم والتي تتضمن تلبية رغباته الجنسية أو دفع مبلغ مالي وعند رفض طلباته يتم التهديد بنشر الصور والمقاطع عبر مواقع الإنترنت .
والغريب في هذا النوع من الجرائم إنه لم يقتصر على إبتزاز الرجال لبعض الفتيات بل قامت بعض النساء بتصوير عدد من الرجال بدون ملابس أثناء مكالمة فيديو بينهما عن طريق الإغراء الجنسي ووضعت عليهم بعض الشروط لتنفيذها مقابل عدم نشر تلك المقاطع .
وللأسف أصبحت هذه الجرائم تأخذ بالتطور في اسلوب تنفيذها حتى وصلت في بعض أنواعها إلى الإتفاق بين الزوج وزوجته من أجل إقامة علاقة مع شخص وإستدراجه للمنزل لممارسة الجنس ثم يأتي الزوج بعد ذلك ويدخل فجأة إلى غرفة النوم ومعه كاميرا ويقوم بعمل تمثيلي على إن زوجته قد خانته وسيقوم بمقاضاة هذا الرجل إن لم يدفع إليه مبالغ مالية كبيرة .
ووصل الحال إلى بعض الإعلاميين أو أولئك الذين يطلقون على أنفسهم صفة ناشط إعلامي بشن حملة إعلامية لتشويه صورة بعض المسؤولين أو مدراء بعض الدوائر سواء كان ماكتب عنهم صحيح أم غير صحيح وبعد النشر يقوم بالتواصل معهم ومساومتهم على إعطائهم مبلغاً من المال مقابل إيقاف تلك الحملة الإعلامية .
مايهمنا هنا إن بعض الضحايا من الفتيات قاموا بالانتحار خوفاً من الفضيحة ومعاقبة الاهل إليهم بالقتل وذلك حسب تقاليد وعادات المجتمع العراقي ، وبعضهم تركن المنزل هرباً من الفضيحة ليقعن بيد بعض النساء التي يعرضن عليهن العمل في بعض النوادي الليلة لتصبح حينها إمرأة منحرفة .
كما إننا لاننسى بأن القضاء العراقي أصدر بعض الأحكام لمدة سبع سنوات بحق بعض المجرمين الذين ثبتت إدانتهم ، وقد نشر جهاز الأمن الوطني العراقي رقم موبايل معين للتواصل مع الأشخاص الذين يتعرضون للابتزاز بهدف الوصول للجناة .
وبعد كل ماذكر يتطلب الامر من منظمات حقوق الإنسان لمعالجة الوقوف لمعالجة هذه الحالات من خلال إقامة ورشات عمل تدريبية لكلا الجنسين على أن تتضمن مايلي :-
١. التعريف بالابتزاز الإلكتروني .
٢. كيفية تجنب الوقوع في فخ الإبتزاز .
٣. ماهي الإجراءات التي ينبغي على الضحية اتخاذها من أجل الوصول للمجرم .
٤. طمأنة المبتز لكلا الجنسين بأن تكون العملية كلها بسرية تامة .
٥. التشجيع على فكرة الإبلاغ عن حالات الإبتزاز .
بعد ذلك تكون تلك المنظمات قد أدت جزءًا من الواجبات التي تقع على عاتقها ونشرت الوعي الثقافي في المجتمع وشجعته على إتخاذ الإجراءات الصحيحة وفي هذه الحالة يقل عدد مرتكبي هذه الجرائم خوفاً من الملاحقة القانونية ومصيره يكون السجن في حالة ارتكاب هذه الجريمة .

#محمد_عطيه_الذهبان (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل