أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - محمد عطيه الذهبان - ( الصِدْقُ والنِفاق لايلتقِيان )














المزيد.....

( الصِدْقُ والنِفاق لايلتقِيان )


محمد عطيه الذهبان
كاتب في بعض الجرائد والمجلات

(Mohammed Atiyah Aldhahban)


الحوار المتمدن-العدد: 8431 - 2025 / 8 / 11 - 08:22
المحور: قضايا ثقافية
    


الفنُ وسيلةُ لنقْلِ سلبياتْ وإيجابياتُ المجتمع يتِمُ إيصالُ فِكرَةُ المسلسلِ أو الفلم عن طريق أشخاصٌ يقومون بأداء الأدوار كلٌ حسبَ دَورُه ويتم توزيعُها على الفنانين من قبل المخرج وجهةُ الإنتاج ويكونُ للعُمر والمظْهرُ الخارجي للفنان تأثيرٌ كبير بما يُلائم الدور الذي يلعبُهْ من خلال ملامحُ الوجه والكاريزما التي تُوحي للمشاهد بأن هذا الشخص فعلأ مُجرم أو ضابطُ بوليس أو فلاح وغيرها من بقيةُ الأدوار التي تتضمنها قصةُ الفلم . ولكن وأنتَ تستمتعُ بمشاهدةِ الفلم تعيشُ الواقع من خلال القصة وتقتنِعُ بِدَورِ كلُ واحدٍ منهم ، ولكن في النهاية يظِْهرُ إنتصارُ الحق على الباطل ويفضحُ المجرم ويودعُ السجن بعد معاناتٍ طويلة للمشاهد لأنهُ يريد أن تنتهي القصِةُ على عَجَلْ لكي ينالُ السَيِّئون جزائهُم العادل ولكن كما ذكرتْ في اللحظاتِ الاخيرة يهدأُ المشاهد نفسياً وينتهي الفلم بما كان يتَمناه . المؤلِّفونَ والكُتاب غايتهم من كل ذلك أن يعطوا البشرية دروساً تُبينُ لنا في النهايةِ لايصِحُ إلا الصحيح . وأُنوِّهُ هنا على أن من يتَّبِعُ الصِدقُ في زماننا هذا يُصبِحُ في خانةُ المنبذوين لدى غالبيةُ الناس لأن من يُجِيدونَ النفاق وأمثالهم الان في صدارةِ المجتمع أو لدى أغلبُ المسؤولينَ الذين بِيَدِهم الكثيرُ من القرارات المصيرية للبلاد وما إن يجتَمعَ المنافقون للإطاحةِ بالصادقِ بينهُم إلا وكانتُ الإطاحةُ به أسهلُ وأسرعُ مايكون من خلالِ تركيبُ التهمةُ عليه أو غيرها من الطرق التي تُطيحُ به ، وللأسفِ اليوم التقييمُ ليس على الكفاءةِ وإنما على ( اللواگه ) كما يُطْلقُ عليها باللهجةِ العراقية الدارِجة ، البعضُ يُجامل ولاننكرُ إن المجاملةَ مطلوبةٌ في مواقفَ بسيطة لكن ليس على حسابُ الحقِ ضد الباطل فقد تكونُ في موقفٍ تخجلُ من أن تحْرجَ المقابل أمامَ نفسهِ أو أمامَ الجميع على سبيلُ المثال قد يسألُك شخص مارأيُك بملابسي اليوم وأنتَ لستَ مقتنعٌ بها قد يكونُ الجواب جميلة ولاتُطيل المدْحَ فيها وأنت غيرُ مقتنعٍ ، ولكن عكسُ ذلك عندما يطْلبُ منك الحُكمُ بموضوعٍ لكي تقِفَ بجانبِ صاحبُ الباطل على حسابُ الحق هنا لا دَورَ للمجاملةِ مهما تكون النتائج التي تترتبُ عليكَ بعدها . هناك مَقولاتٌ لمشاهير منهم باولو كويلو وهي ( قولُ الحقيقةِ وإزعاجُ الناس أفضلُ من الكذبِ لإرضاءِ الناس ) والاخرى لإبنُ خلدون ( ‏أن يكرهُكَ الناسُ لصراحتك خيرٌ لكَ من أن يُحبوكَ لنفاقك ) عندما تتمعَنُ جيداً في هاتينِ المقولتين وتتبعَهُما تجدُ نفسك في معركةٍ وصراعٌ مع مجموعةٍ ليستُ بالسهلة ، لكن إصرارُك وثباتُك ومبدئيتُك وتربيتُك تكون هي القوةُ الحقيقية لمجابهةُ هذه التحديات وسلاحُك الصبرُ والإيمان وكُنْ على يقين إنكَ ستنتصرُ عليهم جميعاً ولو بعد حين .
لقد أصبحَ المنافقونَ في تزايد وبدؤوا يخترِعونَ أساليبُ تفننٌ في النفاقِ والتمَلُق لذلك نجدُ هذه الظاهرة لم تقتصر بين المرؤوسُ والرئيس أو محددةُ بفئة عُمرية معينة بل إنها أصابتْ بعضُ كُبار السن نشاهدهم احياناً يتملق لأصحاب النفوذ وينافق أمام الملأ دونِ حياءٍ وأنت المشاهدُ الذي تكرَهُ أمثالُ هؤلاء تخجَلُ مما تشاهدهُ وهو لايخجل بل يتباهى واحياناً ينشرُ ذلك بنفسه على صفحاتهِ في مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة . بعد كُلِ هذا يكون دور الصادق محدودٌ جداً بين هؤلاء الذي طَغوا في كثرتهم التي تزدادُ يوماً بعد آخر ، خلال عملُك في حياتك عندما تكون ملتزمٌ ومنضبطْ ودقيقٌ ستبرزُ من بينِ الذينَ يَصِحُ أن نُطلِقُ عليهم تسميةُ العصابة الذين لايروقُ لهم ذلك فتجدُهم يحوكون لك الدسائس والمؤمرات للنيل منك وتحجيم مكانتك لكي لاتؤثر على أساليبهم القذرة التي قد يَجْنونَ منها مكاسب مادية وشخصية ، وبرز الكثيرينَ منهم بهذه الطريقة وأصبحوا في مقدمة المجتمعات وهم سابقاً إن حضروا لا يُعدو وإن غابوا لايُفتقدوا لكن الظروف وغيابُ الوعي الإجتماعي والثقافي والصدِفة جعلتهم في غفلةٍ من الزمن يتصدرون المشْهَد .
أنا من المتابعينَ على قدرٍ محدود للكثير من القضايا ( شِعرية - أدبية - تاريخية - سياسية ) ولكن تُعجبني قصائد الشاعر الشعبي رمضان علي السليمان التي تُحكي الواقع المؤلم بطريقةٍ شعرية من بينها قصيدته ( إن أگبلتْ وإن أدبرت الليالي ) والتي يتضمن فحواها عندما تكون في منصَبٍ ولديكَ المالُ يلتفُ حَولِك جميعُ المنافقين ومن لَفَّ لفَّهُم وعندما تعْكِسُ معك الظروف وتتجردُ من كل ذلك يُكَشرون لك أنيابهم حتى الكلاب اجلَّكُم الله تُصبح ضدك .
ومثلما بدأتُ المقال في بدايته تطرقت فيهِ للأفلام والمسلسلات أُختمها بذلك و أقول يأتي يومٌ وينتهي دورُ هؤلاءِ المنافقين كما في الفلم الذي تطولُ احداثُه بأن الغلَبَة للمُجرمين والمنافقين لكن في النهايةِ مصيرهم مزابُل التاريخ ويبقى الصادقونَ بيارقٌ عالية في قِمَمُ الجبال .



#محمد_عطيه_الذهبان (هاشتاغ)       Mohammed_Atiyah__Aldhahban#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ( المحتوى الهابط في الصدارة )
- عطيه الذهبان - سيرةٌ وحياة )
- ( الإنسانُ سفيرٌ لعائلته )
- ( العِزلةُ مابينَ الراحةِ والإكتئاب )
-       ( وعيُ الإنسان دليلُ ثقافتة )
- ( جرائم الابتزاز الإلكتروني في العراق )
- المرأة الريفية


المزيد.....




- فيديو متداول -للحظات الأولى لانفجار منطقة المزة في دمشق-.. ه ...
- من هم الأشخاص الذين ذُكرت أسماؤهم أيضاً في ملفات إبستين؟
- كيف تهدد هجمات روسية السلامة النووية في أوكرانيا وأوروبا؟
- البرازيل: آلاف الأشخاص يجوبون شوارع بيليم في مسيرة حاشدة للد ...
- إيران: الحرس الثوري يؤكد احتجاز ناقلة نفط في مياه الخليج
- وزير الإعلام الإريتري: إثيوبيا تسعى لإشعال حرب ضدنا
- نقل أحمد سعد إلى المستشفى إثر حادث سير
- سوريا ليست أفغانستان.. شاهد على التجربتين يكشف الفروق الجوهر ...
- لماذا لا ينبغي لبعض الأشخاص الجلوس بوضعية التربيع؟
- بوتين ونتنياهو يبحثان هاتفيا الوضع في غزة والشرق الأوسط


المزيد.....

- الثقافة العربية الصفراء / د. خالد زغريت
- الأنساق الثقافية للأسطورة في القصة النسوية / د. خالد زغريت
- الثقافة العربية الصفراء / د. خالد زغريت
- الفاكهة الرجيمة في شعر أدونيس / د. خالد زغريت
- المفاعلة الجزمية لتحرير العقل العربي المعاق / اسم المبادرتين ... / أمين أحمد ثابت
- في مدى نظريات علم الجمال دراسات تطبيقية في الأدب العربي / د. خالد زغريت
- الحفر على أمواج العاصي / د. خالد زغريت
- التجربة الجمالية / د. خالد زغريت
- الكتابة بالياسمين الشامي دراسات في شعر غادة السمان / د. خالد زغريت
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الساد ... / منذر خدام


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - محمد عطيه الذهبان - ( الصِدْقُ والنِفاق لايلتقِيان )