أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - محمد عطيه الذهبان - ( العِزلةُ مابينَ الراحةِ والإكتئاب )














المزيد.....

( العِزلةُ مابينَ الراحةِ والإكتئاب )


محمد عطيه الذهبان

الحوار المتمدن-العدد: 8427 - 2025 / 8 / 7 - 08:23
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


قد تؤدي الحروب أو بعضُ الظروف الإجتماعيةُ أو المادية التي مرتْ بها بعض العوائل إلى العيش في مجتمعاتٍ قد لاتتناسبُ مع عقليتهم وطبيعةُ حياتِهم التي نشؤوا وترعرعوا فيها ، وحصل هذا مع أغلبْ أبناءُ المحافظات التي إضطرت للنزوح أو التهجيرُ القسري من مناطق سكناهم ، مما حدا بهم للعيش في المُخيَّمات أو مدنٌ اخرى وأحياء لم يخطرُ ببالهم يومٍ من الأيام أن يسكنوها . هنا يبقى البعضُ منهم في حَيرَةٍ من امرِهِم مابين قَبُول الواقع الذي فُرضَ عليه وبين الإنعزال عن هكذا مجتمع لكونهِ مختلف تماماً في طبيعةُ العيش والتصرف والعاداتُ والتقاليد وتربيةُ الأولاد الصِغار في السِنْ وحالةُ نشأتِهم وماهي طريقةُ الإختلاطُ بين أبناء هذا الواقع المرير . حتماً سيكتسِبُ هؤلاءُ الأطفال الكثير من تصرفاتُ ممن حولهم ، وبالنتيجة تبدأُ المشاكل داخل تلك العوائل مابين الأطفال وذويهم مما يضطرَهم إلى شبه الإنعزالُ التام لأجلِ الحفاظُ على طبيعة تركيبتهمُ الإجتماعية التي تكون معرضةٌ للتغيير مع مرور الزمن . لكن إن طالت فترةُ العيشْ مع هذا الواقع المفروض
تُرى إلى متى تبقى فترةُ العزلة ؟
حتماً ستستمرُ لفترةٍ معينة لكن الواقعُ سيضطَرهم إلى الإختلاطُ شَيْئاً فَشَيْئاً دونَ الشعورُ بذلك إلى أن تصِلَ بهم الحالة أن يتقبلوا الواقع رغم كل المكابراتِ والشدةُ والعزم ، لأن تركيبةُ البشر من اجل العيش تتطلب التعايشُ فيما بينهم . وكلما طالت فترةُ النزوح حتماً سيولدُ صغارٌ لتلك العوائل ولايمكن السيطرةُ على منعِهم من اللعبِ خارج المنزل والإختلاط بمن هم في أعمارهم وهذا يتسببَ في حصول مشاكلٌ مختلفة وكثيرة ومتشعبة المواضيعُ بين هؤلاء الساكنين . هنا تنقسمُ تصرفات بعضُ تلك العائلات في التربية مابين قبل التهجير ومابعدها أي بمعنى هناك من نشأ نشأة صحيحة سابقة والبعضُ الآخر أصبحَ مختلفٌ عمن سبقوه ضمن العائلة الواحدة . الكلُ منا يعرفُ إن الحروب لاتُخَلفُ ورائها إلا تفكُك أُسري وإنحلالُ مجتمعي وزيادة في معدلات الجريمة وغيرها من المشاكل الأخرى ، ولا نُنْكرُ إن بعضُ الأشخاص بطبيعتهم يحبون العزلة منذ نشأتهم وهؤلاء إما هناك إختلاف في تركيبتهم الفسيولوجية وهم معرضون للإصابةِ بالإكتئاب والشيخوخةُ بوقتٍ مُبَكِرْ ويصبحونَ من المدمنينَ على علاج الأمراضِ النفسية التي تكون أغلبها عبارة عن مهدئاتٍ للنوم من أجل تقليل التفكير الزائد . ولايفوتنا إن المشاكل خاصةً مع الأقارب والأصدقاء تجبر البعضُ للعُزلةِ المؤقتة بعيداً عن القالِ والقيلْ وفي مثل هذه الحالات تحديداً رأيي الشخصي فيها هو ( إن العزلة احياناً ليس إكتئاب كما يراها البعض وإنما مراجعةٌ للنفس لأجل إعادة تنظيمُ التعامل مع الكثيرين وراحةٌ للبالِ من تطفلِ الآخرين ) لأن أغلبنا أحياناً يحتاج أن يراجعَ نفسه في إعادة علاقاته والبعضُ من تصرفاته خصوصاً إذا تعرَّضْ لحالاتِ خيبةُ الأمل وخيانةُ الثقةِ المفرطة التي أُعطيتْ لبعضِ المقربين منه وعندما يصلُ الموقف إلى هذه الدرجة يتوجَبُ على هكذا أشخاص أن يبتعدوا لفترةٍ ما لكي يتخذوا قرارات صحيحة تُجنِبهم التعرضُ لحالات الغدرِ والخيانة مجدداً .
وأخيراً وليس اخراً علينا أن نتَّعِظ ونفهم من الحياةِ دروسها ونُصحِحُ مسيرتنا لنكسبْ راحتنا النفسية .



#محمد_عطيه_الذهبان (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
-       ( وعيُ الإنسان دليلُ ثقافتة )
- ( جرائم الابتزاز الإلكتروني في العراق )
- المرأة الريفية


المزيد.....




- يستمتعان بأشعة الشمس معًا.. تعرفوا على الرجل الذي يسبح مع تم ...
- تقرير يكشف ما تفعله إسرائيل بمدارس تستخدم ملاجئا والجيش يرد ...
- كيف لعب الحظ دوراً في نجاة مدينة من القنبلة الذرية مرتين؟
- التعريفات الأميركية الجديدة تدخل حيّز التنفيذ.. وترامب يحتفي ...
- خطة نتنياهو لاحتلال غزة: خمس فرق عسكرية وتهجير مليون مدني
- عراقجي يُعلّق على قرار الحكومة اللبنانية بشأن السلاح: أُعيد ...
- التهميش المجتمعي
- عُمان .. تسلق الجبال هواية أم تهور؟
- إسرائيل تصادق على مخططات لإنشاء ثلاثة مستوطنات جديدة في الضف ...
- ترامب يهدد باستدعاء الحرس الوطني لضبط الأمن في واشنطن


المزيد.....

- عملية تنفيذ اللامركزية في الخدمات الصحية: منظور نوعي من السو ... / بندر نوري
- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - محمد عطيه الذهبان - ( العِزلةُ مابينَ الراحةِ والإكتئاب )