أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - محمد عطيه الذهبان - ( مَحطاتُ قِطارُ العُمر )














المزيد.....

( مَحطاتُ قِطارُ العُمر )


محمد عطيه الذهبان

الحوار المتمدن-العدد: 8433 - 2025 / 8 / 13 - 16:40
المحور: قضايا ثقافية
    


حياةُ الإنسان تبدأ بِتاريخِ ولادةٍ وتنتهي بِتاريخِ وفاةْ وهذه التواريخ مُثبِّتاتٌ من قِبَلِ الله سبحانه وتعالى منذُ أن خلقَ الكون والجميعُ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ ، لكن مابينَ فترةُ المِيلادِ والمَماتِ خلالُ حياتِنا هناكَ أشياءَ ومواقفٌ نفعَلُها يكونُ للتربية والبيئَةِ التي ننشأُ ونتَرعْرَعُ فيها دورٌ كبير لأن يُصبِحُ كُلُّ شخصٍ فِينا إما إنسانٌ حَسَنًا أو شِريرًا ، إننا نعْلَمُ جميعاً إن قِطارُ العُمرِ محطاتهُ مُتنَوعة وعندما يُغادِرُ محطةٍ ما لايعودُ إليها ومكانُ كُلُّ محطةٍ مختلفٌ عن مَثيلاتِها بلْ وحتى مُدةُ التوقُف حسَبُ الظروف قد يكونُ مكانُ المحطةِ ربيعٌ جميل فيهِ الكثيرُ من أنواعِ الورود وينْتَقِلُ إلى محطةٍ أُخرى صحراءُ جَرداءٌ قاحِلة ولكلِ تَوَقُفٍ قِصةٌ وحكايةٍ وذِكرياتْ وعندما يصِلُ القِطارُ للنهاية تنتهي معهُ سِكَّةُ السير . والمقصودُ هنا بالمحطات هو مراحِلُ حياة الإنسان التي تبدأُ بمرحِلة الطفولة وتَليها مرحلةُ الشبابُ والمُراهَقةُ والرجولةِ والنضُج والكهولة وكُلُّ قارئٍ يعلمُ إن حياتَنا ليست جميلةٌ دائماً بلْ فيها أيامُ حُزنٍ وتعَبٍ ومشقَة وتختلفُ مرارةُ وحلاوةُ حياةِ عيشِ كل إنسان من شخصٍ لأخر وهذا كُلُّهُ بإرادةِ الله . قد يمُر الإنسانُ بحياةٍ جميلة نُشبِهُها بأيامِ فصلُ الربيع التي يشعرُ كُلٌّ منا في هذا الفصلِ بالراحةِ والجو الجميل وغالباّ ماتكونُ هذهِ في مرحلةُ الطفولةِ والشباب لأن الهمومَ والمشاكل والمسؤوليات لَمْ تُلقى على عاتِقنا بعد ونَنْتقِلُ إلى أيامُ الرجولةِ التي يبدأُ فيها تحَمُل المسؤوليةُ وتوفيرِ مستلزماتِ العيش والتفكيرُ بالزواج وطريقةُ الإعدادِ له وغير ذلك ، وليَكُن في معلومِنا إن الحياةَ ماهيَ إلا قصةٌ صغيرة يجبُ أن نتعلَمُ منها كي نعيشَ سعيدين على الرَغمِ من قسوَتِها . ولاننسى نحنُ العراقيين أُبتُلينا بالحروب مابين فترةٍ واخرى لذلك هذهِ الفترةُ تعتبرُ إنتقالاً إلى فصلٍ مثلُ لَهيبِ الصيفُ في الصحراء خلال شهرِ أب لأن ما شاهدهُ المشاركُ في تلكَ الحروب من مأسي وويلات يشعرُ بداخِله أنه في أخرُ مرحلةٍ من مراحلِ حياته ، وفعلاً البعضُ كانت لهم كذلك وإنتهتْ حياتَهم بوقتٍ مُبِكر ونجَّى البقيةُ منها . لهذا طريقةُ العيش لَمْ ولَنْ تكونَ على وتيرةٌ واحدة بل متقلِبة ، ولكن بعدَ كُلِ هذا وذاك تَمضي الأيامُ والسِنين دونَ أن نشْعُر إلا أن نصِلَ إلى نهايةُ العُمر وتبدأُ الأمراضُ تفتِكُ بأجسادِنا والتجاعيدُ تظْهَرُ على الوجه ونصبِحُ من مُدْمِني العلاج وأصدقاءُ الأطباء إلا أن يأتي اليومُ الذي كُتِبَ على كُلِّ واحدٍ مِنا ألا وهو يومُ المَمات ، هنا ينتهي عملُ الإنسان ويخْتفي جسدهُ ووجودهُ بينَ الناس ويُصبِحُ تحتَ الأرض وروحُه تصعَدُ إلى السماء .
لكن ماذا يبقى ؟
الذي يبقى سيرتُه المُمْتدة مابين حياتهِ ومَماته ماذا قَدَّمْ وكيفَ كانَ يتعاملُ مع الناس ؟ وهل أصْلحَ بينهُم وكانَ مِفتاحاً للخيرِ ومِغلاقاً للشَر ؟ لذلك تبقى السيرةُ تتداول بين من يعرفونه على ألسِنتَهم ويذكرونهُ على ما قَدَّم أثناء حياته وتبقى الذكرى الطيبةُ في النفوس . هناك من كانت سيرتهُ حَسنه ويترحمُ الجميعُ عليه والبعضُ كَتَبَ التاريخُ عنهم وهم قد توفوا منذُ آلاف ومئاتِ السِنين لكنهم مازالوا حاضرينَ بيننا من خلالِ مانقرأُ عنهم أي بمعنى يُفْنى الجسد لكن ماقدموه باقي لم يُفنى . لهذا السبب علينا أن نستغِلَّ فترةُ حياتنا لإجل الخير وخدمَةُ الناس وهي فرصةٌ لإن نكون قدوةً لأجيالنا ليتَّبِعُ نهجُنا سلفُنا بالإضافةِ إلى الحسنات التي تُكتَبُ لنا في صحائِفنا يومَ القيامة والتي ندخلُ بها الجنة التي هي دارُ القرار ، والقصدُ إنك كسبْتَ الجنةَ في الاخرة وهذا هو المهم بالدرجةِ الأولى بالإضافة إلى التاريخُ الحَسَنُ في الدنيا . بينما المجرمون والسفاحون سواء كانوا من عامةِ المجتمع أو من تولوا قيادةَ بلادهم وقَضوا على ملايين البشر خلالِ الحروب وإرتكبوا مجازِرَ بحقِ الإنسانُ والإنسانية ولايزالَ العالمُ بأسره ينَدِدُ بتلك المجازِر إلى يومنا هذا لفضاعَتِها رغم مرور سنواتٍ طويلة ، لذلك ينبغي على كل إبنُ ادم أن يتَّعظُ مما يقرأهُ في كُتب التاريخ أو ما شاهده ُمن خلال التلفزيون وليأخُذ الخيرَ منها ويبتَعدُ عن الشر الذي فيها . لهذا فإنَ لكُلِّ مرحلةٍ حالتُها وإن ما نكتبُه للتذكير لأن الله سبحان وتعالى ذكَر في سورة الأعلى - الآية ٩ ( فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى ) عسى ولعَل أن يتَّعظُ أصحابُ الكراسي من الموظفِ الصغير إلى المسؤولُ الكبير ليكون تعاملهُ مع المراجعين بأسلوبٍ حسِن وأن يُنجِزَ واجباته بكلِ نزاهةٍ وإخلاص لأنها فترةٌ من العُمر وتمضي وعليك إستِثمارها بالعملِ بجدية وهذا ليس مِنَّةُ منهُ لكن هذا من صُلبِ واجباته . والقطارُ مهما سارَ على السكةِ لفترةٍ طويلة لابُدَ لهُ من الوصول إلى نهايةِ الرِحلة التي تَحَرَّك لأجْلها وهل كانَ قائدُ ناجح وأوصَل القِطارُ إلى النهايةِ بالمحبةِ والعنايةُ بالرُكاب الذينَ من حوله رغم كُلُّ التوقفاتِ التي مرَّ بها خلالُ الرِحلة وإستطاعَ أن يُرضي الأغلبية بحسُن الخُلق الذي إتَّبعه معهم وإن كان غير ذلك فإنه خاسرٌ والخسارةُ لاتُعوَّض بعد إنتهاءُ الوقتُ الأصلي للرِحلة وقد فاتَ قِطارُ عُمرِه لكن تَبْقى سيرةُ السِكةُ التي سارَ عليها .



#محمد_عطيه_الذهبان (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ( ضاعَ الوَقْتُ فَمَنْ يُعِيدُه )
- ( الصِدْقُ والنِفاق لايلتقِيان )
- ( المحتوى الهابط في الصدارة )
- عطيه الذهبان - سيرةٌ وحياة )
- ( الإنسانُ سفيرٌ لعائلته )
- ( العِزلةُ مابينَ الراحةِ والإكتئاب )
-       ( وعيُ الإنسان دليلُ ثقافتة )
- ( جرائم الابتزاز الإلكتروني في العراق )
- المرأة الريفية


المزيد.....




- ترامب يتوعد روسيا بعواقب وخيمة إذا لم يوافق بوتين على إنهاء ...
- محمد صلاح أو -الملك المصري-: كيف تحول صبي صغير إلى -رمز وطني ...
- دعما لغزة.. مناوشات وقنابل الغاز في فولوس خلال احتجاجات على ...
- حرائق غابات مستعرة في اليونان وسط انتشار سريع للنيران بسبب ا ...
- وفاة بشلل الأطفال في غزة تعيد القلق إلى سكان القطاع بعد عام ...
- بارقة أمل للعائلات المكتظة بالخيام.. شاحنة مياه تصل غزة وسط ...
- جوزاف عون يبلغ لاريجاني رفض لبنان أي تدخل خارجي في شؤونه
- على غرار -هند رجب-.. ناشطون يدعون المحامين العرب لملاحقة إسر ...
- بدرية طلبة تنفي اتهامات القتل وتجارة الأعضاء وتؤكد نيتها الل ...
- ضمن مجموعة -النساء الملهمات-.. دمية باربي جديدة لفينوس وليام ...


المزيد.....

- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الساد ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الثال ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الأول ... / منذر خدام
- ازمة البحث العلمي بين الثقافة و البيئة / مضر خليل عمر
- العرب والعولمة( الفصل الرابع) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الثالث) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الأول) / منذر خدام
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- قواعد اللغة الإنكليزية للأولمبياد مصمم للطلاب السوريين / محمد عبد الكريم يوسف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - محمد عطيه الذهبان - ( مَحطاتُ قِطارُ العُمر )