أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - محمد عطيه الذهبان - ( الزعامةُ أساسُها المواقِف )














المزيد.....

( الزعامةُ أساسُها المواقِف )


محمد عطيه الذهبان
كاتب في بعض الجرائد والمجلات

(Mohammed Atiyah Aldhahban)


الحوار المتمدن-العدد: 8435 - 2025 / 8 / 15 - 13:57
المحور: قضايا ثقافية
    


خُلقَ الإنسانُ بمستوياتٍ عقلية تختلفُ من شخصٍ لآخر ولكن قد تتطابقُ أفكارُ البعضِ منهم سواءً كانت تلك الأفكار غايتُها الخيرُ أو الشر ، ومن خلالِ ما قرأنا في كُتبِ التاريخ برزت هناك بعض الشخصيات إمتازت بالشجاعةِ أو مساعدةُ الناس في أيامِ الكوارثِ والحروب وتميَّزَ  البعضُ الآخر بالأجرامِ وإرتكابُ أبشَعُ المجازِر . وما يهُمنا هنا كيف يستطيعُ شخصٌ ما بأن يكونَ قائداً أو زعيمٌ لمجموعةٍ من البشر يُقدَّرُ عددهم بمئاتِ الآلاف ويُطِيعونه طاعةً عمياء ويؤمنونَ بكُلِّ ما يقولُ لهم ويُنفذونَ أيُ أمْراً يُصْدَرُ منهُ إليهم دونَ تردُد ، يحدث هذا غالباً في  المواقفِ الصعبة التي مرَّت بها بعضُ البُلدان حيثُ برزَت صفاتُ القيادةِ والحِكمة لدى البعضُ في إتخاذِ القراراتُ الصائبة وإنقاذُ بُلدانهم من الإنهيار وإعادتُها لتكونَ دُولاً تُنافسُ كثيراً من البُلدان بالتطورِ في مَجالاتِ الصناعةِ والزراعة والتكنولوجيا وغيرها .
وعلى كُلِّ إنسان أن يُحَكِم عَقْلهُ بشأن ما إذا كان سيتبعُ تلكَ الشخصيةِ أم لا ، فإن كان إتباعَهُ ينفَعُ الناسَ فلا يتأخرُ في إتخاذِ القرار أما إذا كانَ العكسُ فعليه الرفض ، هذا لا يأتي من فراغ ولكنَّ لهذهِ الشخصيةُ التي أصبَّح لديها من الأتباعُ عددٌ لايستهانُ بهم لم يصِلُ إلى هذه المرحلة لو لا إن جماهيرهُ وجدتْ فيهِ أواصرُ الثقةِ والشفافية والسلوكُ الثابت خلالُ تصرفاتِه مع المجتمع . وهنا أوَّدُ أن أُشِيرَ إلى إنَّ بعضُ الشخصيات لم تؤثِرُ في شعوبِها فقط بل أصبحوا أُسطورةً تُدرَّسُ في مختلفِ دول العالم والسببُ يعود إلى عقليتِهم المتميَّزة والتفكيرُ السليم في إتخاذِ القراراتِ ونكرانُ الذات وجعلِ هدفَهم الأول مصلحةُ المجتمع بعيداً عن مصالحِهم الشخصية ، وقد تعرَّضَ بعضهم  للنفي والإعتقال لكنَّ هذا لم يثْنِهم عن هدفهم وهو الإيمانُ بالقضيةِ التي يدافعون عنها ، ومن بين تلك الشخصيات الأُسطورية غاندي - نيلسون مانديلا وغيرهم ، لذا علينا أن نستفادَ من خِبرةُ كلِّ إنسانٌ يسعى لفِعْلِ الخير ولأيُ جانبٍ إنساني . عَصرُنا الحالي شَهِدَ ظهورَ الكثيرُ من المشاكل وخاصةً منها الإجتماعية سواءٌ بين العائلةِ الواحدة أو بين الأقارب أنفُسَهم أو الجيران أو المنطقةِ الواحِدة ، وقد يصلُ حلُّ تلكَ المشاكل أحياناً إلى طريقٍ مسدود لعدم تنازُل أحَدُ الأطرافِ للأخر لكنَ هناكَ من لديهِ مقبولية لدى الجميعُ في تلكَ المناطق بالإضافة إلى أنهُ يمتازُ بطريقةِ الحِوار الهادئ والكاريزما ولغةُ الجَسَدُ التي يستطيعُ بها حلُّ هذهِ الخلافاتِ وتهدئُة النُفوس ويُصبِحُ الشخصَ البارزُ من بينِ المئات الذي يلجأُ إليهِ الجميع لأجْلِ الوصول إلى حَسِمُ الخلاف بطريقةٍ عادلة . وبما أننا بلدٌ خاضَ الحروب لسنواتٍ طويلة مع عِدةُ دُوَّل فقد برزَ الكثيرُ من القادةِ العسكريين في ذلك الوقت لأنَّهم كانوا يمتلكونَ صفاتِ القيادة من خلالِ الإنتصارات التي حقَّقوها في كُلِ معركةٍ خاضتها الوحداتُ التي تحتَ إمْرَتهم ، لم يَكُن للتخطيطِ الناجح للمعركةِ الدورُ الكبير في نجاحها فحسبْ بلْ كانَ لقناعةِ المقاتلين بشخصيةِ قائدُهم وشجاعَته والمناورةُ أثناءَ المعارك عَبْر إعداد أكثرُ من خطةٍ في حالِ كانت تلكِ المعارك شَرسةً بينَ الطرفين والتصميمُ والإصرارُ على ربِح المعركةِ بأقلِ الخسائر . أحياناً نلتقي ببعضُ الشخصيات وهُم في مُقْتَبلِ العُمر وعندما تتحدثُ معهم وتناقِشهم في الكثيرِ من القضايا المختلفة تلاحِظُ بأنَ عقْلُهم سابقٌ لعُمرِهم بكثيرٍ من السنوات ويتكلمونَ بكُلِّ هدوء وبِلُغةِ حوارٍ بناءٌ هادف ولديهُم المعلوماتَ الكافية للحوار حولَ مواضيعُ متعددة ، وفي داخلكَ تنظُر إليهم إنهم قادةً وقدوةُ المستقبل لأبناءِ جِيلَهم ، لذلك هناك من يولَدونَ وهم يمتلكون صفات القيادة بالفطرة إذ توجد فيهم صفات لاتوجد في غيرهم ، حيثُ ظهرت داخلُ مدينةُ الموصل الكثيرُ من الفُرقُ التطوُعِية بمختلفِ عناوينِها من الشبابُ الواعي والشاباتْ ،
وظهر من بينهم قدوةٌ لكلِّ فرقة ونجحوا في عملِهم وإستَطاعوا أن يُقَدموا ولو الشيءُ البسيط حسب قُدراتهم وتواصلهم مع بعضِ المنظماتُ الدولية أو جَمعُ مبالغُ مالية من بعضُ مَيْسوري الحال في المحافظة لإجل إعادة بناءِ الكثيرُ من هذه المنازل بالإضافةُ إلى فعالياتٌ أُخرى . كما برز وتحديداً في مناطقِ جنوبِ المدينة عدداً من مجالسُ الشباب في أغلبُ النواحي والقرى وقاموا بتقديمٍ المساعدةُ للكثيرينَ من خلال توزيعُ السلاتُ الغذائية أو الفعاليات الثقافية التي تدعوا للتعايشُ السِلمي بين المذاهبِ والطوائفُ والأديان . في النهايةِ يتضِحُ إن فنَّ التأثير لايختصُ بفئةٍ عُمريةٌ معيَّنة بل للظروفِ القاسية الدورُ الكبير في إبرازِ مهاراتُ الكثيرينَ وتعتبرُ نقطةُ بدايةٍ لإنطلاقهم نحو الصفاتُ القيادية المؤثرة في مجالات الحياة المختلفة .



#محمد_عطيه_الذهبان (هاشتاغ)       Mohammed_Atiyah__Aldhahban#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ( الخِبرةُ في الحياة شَهادةٌ مُكْتَسبَه )
- ( مَحطاتُ قِطارُ العُمر )
- ( ضاعَ الوَقْتُ فَمَنْ يُعِيدُه )
- ( الصِدْقُ والنِفاق لايلتقِيان )
- ( المحتوى الهابط في الصدارة )
- عطيه الذهبان - سيرةٌ وحياة )
- ( الإنسانُ سفيرٌ لعائلته )
- ( العِزلةُ مابينَ الراحةِ والإكتئاب )
-       ( وعيُ الإنسان دليلُ ثقافتة )
- ( جرائم الابتزاز الإلكتروني في العراق )
- المرأة الريفية


المزيد.....




- أزياء جريئة وأسرار خلف الكواليس.. تايلور سويفت تحيي أسلوب را ...
- قبيل ساعات على لقاء ترامب وبوتين.. خريطة أوكرانيا وتوزيع الس ...
- عشرات النسور تجتمع على أغصان شجرة قاحلة.. ما السبب؟
- فساتين صيفيّة وشورتات مخططة وألوان حياديّة: أناقة بسيطة لميغ ...
- فيديو متداول لما حدث مع لاريجاني في لبنان.. هذه حقيقته
- أمين عام حزب الله يُلوّح بـ-معركة كربلائية- ويُحمّل الحكومة ...
- زيارة الأربعين: لماذا يتوافد الملايين إلى كربلاء؟
- ماذا نعرف عن القيادي الفلسطيني مروان البرغوثي الذي ظهر من مع ...
- 1700 راقص يسحرون الجمهور بعروض سو-أودوري المبهرة في غرب اليا ...
- إطلاق نار واقتلاع أشجار.. هجمات واسعة للمستوطنين بالضفة تُسف ...


المزيد.....

- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الساد ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الثال ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الأول ... / منذر خدام
- ازمة البحث العلمي بين الثقافة و البيئة / مضر خليل عمر
- العرب والعولمة( الفصل الرابع) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الثالث) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الأول) / منذر خدام
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- قواعد اللغة الإنكليزية للأولمبياد مصمم للطلاب السوريين / محمد عبد الكريم يوسف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - محمد عطيه الذهبان - ( الزعامةُ أساسُها المواقِف )