أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - محمد عطيه الذهبان -         ( بِرِّوا والدَيكم قَبْلَ فَواتِ الأوان )














المزيد.....

        ( بِرِّوا والدَيكم قَبْلَ فَواتِ الأوان )


محمد عطيه الذهبان
كاتب في بعض الجرائد والمجلات

(Mohammed Atiyah Aldhahban)


الحوار المتمدن-العدد: 8442 - 2025 / 8 / 22 - 14:20
المحور: قضايا ثقافية
    


حياتُنا نحنُ البشر تَحتوِي على الكثيرُ من القِصَص والحِكايات الواقعية وقد تكونُ القسوةُ احياناً فيما بيننا شديدةٌ جداً ، وعندما نقرأُ أو نسمَعُ عن تلكَ القساوة في بعضِ البرامج التلفزيونية أو عبرَ مواقع الإنترنت المختلفة قد لايُصَدقُها العقل ، بالمقابِل هناك قِصَصٌ وحكاياتٌ نفرَحُ بأحداثِها لأنها تُبيِّنُ الصورةُ التي طلبها الله من الإنسان أن يكونَ عليها وهو الذي خلقَنا بأحسنِ تقويم وفضَّلنا على سائِرُ مخلوقاتِه ، أما مايحصلُ عكسُ ذلك فإنها دلالةٌ على الوحشيِّةِ والتخلي عن صفاتِ الإنسانية . وأغلَبُنا لايعرِفُ قيمةُ الوالدين إلا بعدَ أن يصبِحُ أباً وماهي معاناتُ الأب من أجلِ توفيرُ كلُّ شيء لإبنائه ، ولنعُد بذاكرتِنا كيفَ كانوا يخافونَ علينا عندما نمرضُ أو عند ذهابنا إلى مكانٍ ما تجدُهم قلقِين إلى حينَ وصولَنا للمكانِ  المنشود كُلُّ ذلك والمخزونُ في الذاكرةِ يدفعُنا من داخِلنا إلى الشعورِ بالألَم لأننا كُنا نشعرُ بعدِم الرضا داخِلُ أنفسنا لمتابعتِهم لنا في الصغيرةِ والكبيرة وتبدأُ عمليةُ عدمِ رِضانا خاصةً في مرحلةِ الشباب لأننا نرى أنفسنا أصبحنا رجالاً ولم نعِدُ صغاراً ، وهذا الحرصُ يجعلُنا ننظُرُ إلى أنفسنا بأنَّهم مازالوا يعتبروننا أطفالاً صغار ، لكننا كُنّا مخطئون في هذهِ النظرة لأن عاطفةُ الأبِ وحنانُ الأم متجذِّرةٌ في خلقِهم ووضعها ربنا في كُلِّ والدٍ ووالدة ، وحتى هذا الشعور من العاطفةِ والخوفِ والحنان وضعها ربنا في الحيواناتِ أيضاً . والكثيرُ منا عندما نضجَ فِكْرُه وكَبر عقله وأصبحَ والدَيه في عِدادِ الموتى إلا وتمنى أن يعيدُهم الله للحياةِ ولو لساعةٍ واحِدة لكي يقَبُّلُ رؤوسهم وأقدامِهم ويعتذر منهم عن كُلِّ عنادٍ قام بهِ ضِدهم لنصيحةٍ ما قُدمت له أو رأي مُعين خالفهُم فيه . ونحنُ المسلمينَ وبقيةُ الأديان أيضاً اوصانا الله بأن نَبِرُ والدِينا وأن الجنة تحت أقدام الأُمهات ورضا الله من رضا الوالدين ، وقد برَّ الكثيرونَ والدِيهم وكانوا فعلاً يستحقون التعبَ وسهرُ الليالي من أجلِ تربيتِهم وإيصالهم الى مراكزَ مُتقدمة علِمياً نتيجةُ متابعةُ دراستِهم وتحملُ كافةِ المصاريف لكي ينالوا أعلى الشهادات ويتباهوا بأبنائِهم حينَ التخرجُ من أيِ مرحلةٍ دراسية ، وليعلمُ الجميع إن توفيق الله يستمرُ للإنسان إن كان باراً بوالديه ويقال إن النبي موسى عليه السلام كان يدعوا على فرعون اربعين عاماً ، ولم تُستَجَب دعوَته رغم تَجَبُر فرعون والسببُ أنَّه كان شديدُ البِرُ بأمِّه ، وبعد وفاتها إستجابَ الله دعوة موسى وهناكَ من العُلماءِ من نفى هذا وهناكَ من أيَّدَه ، لكن مايُحزِنُنا حقاً عندَ مشاهدتِنا زيارةِ بعضُ القنواتِ الفضائية الى دارُ العَجَزَة ونرى ما يتحدثُ به رجالا ًونساءً من النُزلاء في هذه الدور عن قسوةِ أولادِهم من الذكورِ والإناث لاتستطيعُ تحملَ ما تسمعُ منهُم ويأتيك شعورٌ بانَّ أبنائهم لايمِتون للإنسانيةِ والرحمةِ بأي صلة . والعجيبُ من بعضِ القصص إن القسمُ الكبيرُ من أولاد هؤلاءِ هم حَمَلتُ شهادةٍ عُليا منهم الطبيبُ والمهندس والضابط والمدرس ومختلفُ الوظائف وإذا بهم يسمَعون وينفذونَ أوامُرَ زوجاتهم إما أن تختارني أنا أو والديك فإن إخترني أنا إذهب وضع والديك في دارِ العَجَزَة وعُد للمنزل غيرُ ذلك لن أبقى معك ، ومع الأسفِ الشديد ينصاعُون لكلامِ زوجاتهم مثل تنصاعُ الشاةُ مع الذئب عندما يختِطفها . وتناسى هؤلاء إن الدوائر لابُدَ لها أن تدور  وعدالةُ الله ستُطبق ويأتي اليومُ الذي يدور فيهِ الزمان ويجري عليهم من أبنائهم عندما يكْبَرون كما فعلوه بوالدِيهم ويشربونَ من نفسِ الكأس . ومن بابِ الشرع في الدين الإسلامي لاتقبلُ شفاعةُ نبينا محمد عليه أفضلُ الصلاة واتمُ التسليم يوم القيامةِ لعاقِ الوالدين ، أي بمعنى هو خاسرٌ في الدنيا والاخرة وسيبقى خالداً في جهنَّمُ والعياذُ بالله ، وكُلُّنا يعلمُ إنَّ وجودَ كبارُ السِن في البيوتِ بركةٌ من الله ويملؤوها نوراً وسعادة لأنهم مثلُ المغناطيس الذي يجمعُ أيُ قطعةُ حديدٍ حوله ، فهم كذلك يجتمع أبنائهم حولهم بينَ الحينِ والآخر لأجل السلام والإطمئنانِ على أحوالِهم سواءٌ كانوا من أبنائهم المتزوجين أو بناتهم المتزوجات ويسكنونَ خارجُ المنزل الذي يسكنونه . ومن هنا تبدأ صلة الرحم من جديد حيث يلعبُ أحفادهم ويتحابونَ فيما بينهم وتقوى أواصرُ العلاقةُ يوماً بعد آخر ويكْبَرون على هذا الحال ، أما عكسُ ذلك يبقى أحفادهم متنافرين بعيدين في التواصل المباشر فيما بينهم وقلوبهم تبقى متنافرةٌ كذلك . فيا بختَ من برَّ والديه واحسَّنَ إليهما لأن الرحيل من هذه الدنيا لابدُ ان يأتي في يومٍ من الأيام والتي قال فيها ربُنا يوم لا يَنْفَعُ مالٌ ولا بنُونَ إِلا من أَتى الله بِقَلْبٍ سَليم والقصدُ هنا إتباعُ كتابُ الله فإحسنوا إلى أبائكم قبل فواتِ الاوان ومن كان عاقاً فلينقذُ نفسه ويهتمَ بوالديه ويعتذرُ عن كل اذى تسببَ فيهِ إليهم . وفي الختام إتبعوا ماذُكِرَ في سورة الإسراء الاية ٢٤ ﴿ وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ﴾



#محمد_عطيه_الذهبان (هاشتاغ)       Mohammed_Atiyah__Aldhahban#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
-             ( مراحِلُ الصداقةِ وعواقِبُها  )
-      ( الخبيرُ النفطي جاسم الذهبان فخامَةٌ وعِنوان )
-   ( التحَدِي والطُموحُ واليأس )
-      ( أسواقُ مدينةُ الموصل )
-        ( حوادِثُ السيارات الأسبابُ والمعالجات )
-              ( الطُلابُ مابينَ الماضي والحاضِر  )
- ( الزعامةُ أساسُها المواقِف )
- ( الخِبرةُ في الحياة شَهادةٌ مُكْتَسبَه )
- ( مَحطاتُ قِطارُ العُمر )
- ( ضاعَ الوَقْتُ فَمَنْ يُعِيدُه )
- ( الصِدْقُ والنِفاق لايلتقِيان )
- ( المحتوى الهابط في الصدارة )
- عطيه الذهبان - سيرةٌ وحياة )
- ( الإنسانُ سفيرٌ لعائلته )
- ( العِزلةُ مابينَ الراحةِ والإكتئاب )
-       ( وعيُ الإنسان دليلُ ثقافتة )
- ( جرائم الابتزاز الإلكتروني في العراق )
- المرأة الريفية


المزيد.....




- -ستعيشان حبًا عظيمًا-..بريطاني وأمريكية يجمعهما القدر على طا ...
- روسيا تعلن السيطرة على قريتين في دونيتسك.. وزخم الوساطة يترا ...
- نهاية الحرائق المدمرة في إسبانيا -أصبحت وشيكة-
- معاريف: نتنياهو مُصر على المضي في العملية العسكرية
- تأجيل الانتخابات البرلمانية في 3 محافظات سورية
- وزير الخارجية النرويجي: الوضع بغزة كارثة من صنع الإنسان
- ناج من الهولوكوست: وسائل الإعلام الغربية شريكة في إبادة غزة ...
- -تأثير أحمر الشفاه-.. لماذا لا نتخلى عن الرفاهية رغم ضيق الح ...
- شريكة جيفري إبستين عن ترامب: لم أر أي شيء غير لائق منه.. وكا ...
- كارثة جوية كادت تقع.. كاميرا توثّق انكسار جناح طائرة دلتا


المزيد.....

- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الساد ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الثال ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الأول ... / منذر خدام
- ازمة البحث العلمي بين الثقافة و البيئة / مضر خليل عمر
- العرب والعولمة( الفصل الرابع) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الثالث) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الأول) / منذر خدام
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- قواعد اللغة الإنكليزية للأولمبياد مصمم للطلاب السوريين / محمد عبد الكريم يوسف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - محمد عطيه الذهبان -         ( بِرِّوا والدَيكم قَبْلَ فَواتِ الأوان )