أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - محمد عطيه الذهبان -             ( مراحِلُ الصداقةِ وعواقِبُها  )














المزيد.....

            ( مراحِلُ الصداقةِ وعواقِبُها  )


محمد عطيه الذهبان
كاتب في بعض الجرائد والمجلات

(Mohammed Atiyah Aldhahban)


الحوار المتمدن-العدد: 8441 - 2025 / 8 / 21 - 17:14
المحور: قضايا ثقافية
    


ذاكرةُ الإنسان تعملُ في العقل لذا تجِدُها تحتفظُ بشريطِ الذكريات ومتى ما أرَدتَ إعادَةُ المواقف التي مرَرتَ بها تعِيدُها إليكَ خلال ثواني ، ولكنَّ هذا يعتمِدُ على أن يكون الشخصُ صحتَهُ سليمة ولم يتعرض إلى امراضٍ أو جلطاتٌ دماغية لأنها بالتأكيد سوف تؤثرُ على الذاكرة التي تحتفظِ بكافةِ مراحِلُ حياتك والتي على ضوئها تجعلك تعملُ مقارنةً عن نسبةِ الخطأُ والصواب عند إتخاذُكَ لقرارٍ ما يتعلقُ بأمورِ الحياة . وأوَّلُ درسٍ يأخُذه أيُ إنسان في مرحلةٍ حياتِه هو الإختلاطُ مع بقيةِ الناس الذي يجعلُه يتعلَّمُ أشياءٌ لم يعرفَها من قبلُ ويتعلَّمونَ منهُ أشياءٌ قد لايعرفونها سابقاً فتكونُ المنفعةُ متبادلةٌ دون قصد ، والتي تبدأُ على شكلِ علاقاتٍ التي تسمى بالصداقة أو الأُخُوَّة ولكن أنقى تلك المراحِلُ هي مرحلةُ الطفولة لأنها خاليةٌ من الحقْدِ والكراهيةِ والغيرةُ والحسدِ والنمِيمَة ، وجميعُنا مرَّ بهذهِ الحالة حيثُ كان أجمل ما لدى أي طفلٍ أن يلعبَ ويمرحُ مع صديقه سواءٌ كان بحكْم أنهم جيرانٌ أو تلاميذٌ  في نفسِ المَدرَسة . لذا ما من شخصٍ منا عندما يتقدَّمَ به العمُر إلا ويسوقُه الحنينُ إلى ذكرياتِ الطفولةِ لأنهُ كان صافيُ النيَّةِ والقلب والروحُ من جميعُ النواحي . ومع مرورُ الزمن تبدأُ مرحلةُ العلاقاتِ بالتطورِ والإزدِياد نتيجةُ الدراسةِ في المعاهد أو الكليات أو نتيجةُ العملُ الوظيفي لكن تلكَ العلاقات تزدادُ فيها درجةُ الوعي والإدراكُ في التفكير ، وقد تصِلُ  العلاقات بينَ بعضُ الأصدقاءِ وكأنهُم إخوةٌ بل أكثرُ من ذلك وأسرارُ بعضهِم لدى البعضُ الآخر ويتواصلونَ على مدارِ الوقت من خلالِ الخروجِ معاً إلى أيُ مكانٍ بل حتى السفرُ داخلُ البلادِ أو خارجُها ، وهذا بالنسبةِ لعائلاتهم شيءٌ مفرحٌ جداً إن كانت تلك الصداقةِ مبنيَّةٌ على الخيرِ والمحبةُ الصادقةِ الخاليةُ من المشاكلُ أو إيذاءُ الآخرين ، وقد يفترِقُ هؤلاء الأصدقاءُ بعد إكمالِ الدراسة . لكن عند لقائهم مع بعضهِم البعض بعد أن أصبحوا في الوظائف تجدهُم يستذكرونَ تلكَ الأيام بلهفةٍ وحنين إلى أيامهم التي مضت . كما إنّ بعضُ العلاقاتِ للأسف تُبنى الغرضُ منها الإستفادة وما أن يصلُ إلى مايصبوا إليهِ صاحبُ المصحلة تجِدهُ يقطَعُ التواصل لإنَّهُ حقَّقَ الهدف الذي كان من ورائِهِ هذهِ الصداقة . أنا دائماً أقول صداقةُ المصلحةِ لاتدوم لأنها تنتهي بإنتهاءِ المصلحة وما أكثرُ النَفعِيين والإنتِهازِيين في هذا الزمان ، كانَ البعض من أصحابِ هذا النوعُ من العلاقات لايرِيدُك صديقاً بل شخصٌ مسلوبُ الإرادة أن تقول لخطأه أنكَ على صواب وألا تُعارِضُه وإن أبديتَ رأيك المُخالف لتوجُهاته أجابك بمقولةٍ { إذا لم تكُن معي فأنتَ ضدي } مُتناسياً إنَّ الصداقةُ يجب أن تشمل  تبادلٌ الأراء وأن يُبدي الغيرُ وجهةُ نظرِه وأن يحترِمَ فكرَّهم وتوجُهاتهم . وما يؤسفنا حقاً والمحزِنُ جداً سِمعنا وقرأنا وإطلعنا من خلالُ وسائل الإعلام أو في مواقع التواصل الإجتماعي المختلفة وخاصةً في السنواتِ الأخيرة هو حصول حالاتُ غدرٍ وقتل من قبلِ صديقٌ لصديقه بعد أن إستأمَنه على كلِّ شيءٍ وكان الهدفُ من وراءِ هذا النوعُ من الجرائم بالدرجةِ الأولى العاملُ المادي والطمعُ والجشع وتكتشَفُ الجريمةُ بعد مدةٍ من الزمن وإذا بالقاتل هو أقربُ أصدقائه وخلالُ مراسيمُ الدفنِ كان هو أكثرُ الناسِ حُزناً عليه لإبعادِ الشُبهات عنه مثلما يقولُ المثل { يَقْتُلُ القتِيل ويمشي في جنازته } في رأيي الشخصي من يتعرضُ للغدر من قبلُ العديدين أثناء علاقات الصداقة التي أقامها مع البعض يسودُه الحذر من كلِّ علاقةٍ جديدة يقِيمُها وتُساوِرُه الشكوك دائماً . قد تشاءُ الظروف أن تتعرف على شخصٍ ما وبحكم التواصل اليومي بينكُما إعتبرته صديق في بدايةِ الأمر يُظهِرُ نفسهُ لك إنَّهُ ضحيةُ غدرٍ تعرَّضَ لها من قبل عدةُ أصدقاء لكي يمنحُكَ الأمانُ من ناحيتِه ويجعلك لاتشعرُ بالخوفِ منه لأنه ضحيَّةٌ كما وصف نفسه ، لكن مع مرورُ الوقتِ ستكتشِف إنهُ الخبيرُ في الغدرِ بأسلوبٍ مُحترِف بحيث لاتشعرُ بطعناته إذا لم تكن نبيهاً جداً وتُراجع ماقاله وتقارنُ ذلك مع أفعالِه سترى إنه بعيداً كل البُعد عما في لسانه ، حينها تُنهي تلكَ العلاقة بطريقةِ اللاعودةِ وهذا هو الحلُّ لعلاجِها . لكننا نبقى ونقول كلٌ من يعملُ بأصله وللبيئةِ التي نشأنا فيها والتربيةُ العائلية الدورُ الكبير في وضع نهج وخط سير كل واحد منا ، تختلفُ طبيعةُ البشر من شخصٍ لاخر وما أجملَ أن نعيشَّ مُحِبِّينَ الخيرَ لكلِّ الناس ونُسانِدُ من يحتاجُ إلينا وقتُ الشَدائِد ، وهكذا هو حالُ الدنيا قد يقفُ بجنابك جارُ أو صديقٌ في محنِةٍ ما قد لايقفُ بجنابك مثل موقفهم لا اخٌ ولا قريب ، لذا كُن عوناً للمظلوم ومظلوماً لا ظالماً ومغدوراً لا غادراً ، وإعلم إن كلمة الصداقة تؤسَّسُ على الصدق وبيتُها المحبة وساكِنيها أصحابُ القلوبِ البيضاء وأفعالُها تَتَمثَّلُ بالمواقفُ والتَجارُب .



#محمد_عطيه_الذهبان (هاشتاغ)       Mohammed_Atiyah__Aldhahban#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
-      ( الخبيرُ النفطي جاسم الذهبان فخامَةٌ وعِنوان )
-   ( التحَدِي والطُموحُ واليأس )
-      ( أسواقُ مدينةُ الموصل )
-        ( حوادِثُ السيارات الأسبابُ والمعالجات )
-              ( الطُلابُ مابينَ الماضي والحاضِر  )
- ( الزعامةُ أساسُها المواقِف )
- ( الخِبرةُ في الحياة شَهادةٌ مُكْتَسبَه )
- ( مَحطاتُ قِطارُ العُمر )
- ( ضاعَ الوَقْتُ فَمَنْ يُعِيدُه )
- ( الصِدْقُ والنِفاق لايلتقِيان )
- ( المحتوى الهابط في الصدارة )
- عطيه الذهبان - سيرةٌ وحياة )
- ( الإنسانُ سفيرٌ لعائلته )
- ( العِزلةُ مابينَ الراحةِ والإكتئاب )
-       ( وعيُ الإنسان دليلُ ثقافتة )
- ( جرائم الابتزاز الإلكتروني في العراق )
- المرأة الريفية


المزيد.....




- مصر تفتتح معرض -أسرار المدينة الغارقة- في المتحف القومي بالإ ...
- تقرير يؤكد: كوريا الشمالية تمتلك ترسانة سرية قد تهدد الولايا ...
- لأول مرة.. تأكيد أممي على وقوع مجاعة في غزة
- مصادر: سوريا تنوي طرح أوراق نقدية جديدة وحذف صفرين من العملة ...
- السوريون يحيون الذكرى الـ12 لمجزرة الكيماوي في الغوطتين
- دمار هائل خلّفه الاحتلال بمنازل الفلسطينيين شمال الضفة الغرب ...
- الطفلة نور طبيبل.. عيون وآذان والديها الأصمين وسط القصف على ...
- القنصلية الفرنسية في القدس.. هل تُغلق بذريعة مخالفة القانون؟ ...
- وثائق قضائية: صحفيو فوكس نيوز سعوا لدعم ترامب بانتخابات 202 ...
- دمج -قسد- في الجيش السوري.. عقدة عسكرية أم أزمة سياسية وقانو ...


المزيد.....

- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الساد ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الثال ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الأول ... / منذر خدام
- ازمة البحث العلمي بين الثقافة و البيئة / مضر خليل عمر
- العرب والعولمة( الفصل الرابع) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الثالث) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الأول) / منذر خدام
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- قواعد اللغة الإنكليزية للأولمبياد مصمم للطلاب السوريين / محمد عبد الكريم يوسف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - محمد عطيه الذهبان -             ( مراحِلُ الصداقةِ وعواقِبُها  )