أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد عطيه الذهبان - ( اهالي ناحية القيارة أهلُ الشجاعةِ والكرمُ والشيمة )














المزيد.....

( اهالي ناحية القيارة أهلُ الشجاعةِ والكرمُ والشيمة )


محمد عطيه الذهبان
كاتب في بعض الجرائد والمجلات

(Mohammed Atiyah Aldhahban)


الحوار المتمدن-العدد: 8443 - 2025 / 8 / 23 - 14:40
المحور: المجتمع المدني
    


تقعُ هذه الناحية التابعةُ لمحافظة نينوى غرب نهرُ دجلة على بُعدِ ٦٠ كم جنوب مدينةُ الموصل وسُمَّيتُ بهذا الإسم نسبةً إلى وجود مادةُ القِيرُ فيها منذُ العصور الوسطى ، كما كانت فيها أيضاً بعضُ شركاتِ النفط الانگليزية منذُ العشريناتِ من القرنُ الماضي بالإضافةِ إلى مصفى للنفط الذي يسمى { مصفى القيارة } ويبلغُ عددُ سكان مركزُ الناحية فقط ( ٤٨ ) الف نسمة والذينَ ينحَدرُ غالبيتهم من قبيلةُ الجبور والبقيةُ من مختلفِ القبائلُ الأُخرى ، لكنهم يعيشون وكأنَّهم من قبيلةٍ واحدة أو من بيتٍ واحد وإشتهروا بهذا التعايشُ السِلمي . كما إنها تعتبرُ اكبرُ ناحيةٍ في المحافظة وفيها عددٌ كبيرٌ من الشُعراءِ والأُدباءِ والكُتاب والضباط والطيارينَ والمهندسينَ والأطباءُ والمعلمين وبقيةُ الوظائف الأخرى ، وهم قد جمعوا بين التَمدُن والريف لأنهم في الأصلِ أبناءُ ريف ولكن وجودُ شركاتِ النفط الإنگليزية ومصفى القيارة منذُ عشراتِ السنين جعلَ الكثيرينَ منهم ينخرطونَ  للعملِ في مجالِ النفط وتعلموا الكثيرُ من العلمِ والثقافة ، وسافرَ العديدُ منهم إلى دوَّل أجنبية مُتعدِّدَة . وكانت المدارسُ موجودةٌ فيها منذُ زمنٍ بعيد وبمختلفِ مراحلها الدراسية ، وقدمَت هذهِ المنطقة خيرةُ أبنائها شهداء في كلٌِ المراحلُ الصعبةِ التي مرَّ بها العراق سواءٌ أثناءُ الحرب العراقية الإيرانية في الثمانينات أو مابعد عام ٢٠٠٣ ونحنُ نعلمُ جيداً إن المواقفُ الصعبة تُظهِرُ معادِنُ الرجال على حقيقتها حيثُ إمتازَ سكانها بالشجاعةِ والبسالةِ خاصة عند بدء عملياتُ تحرير مركز الناحية من الإرهابيين الذين ينتمونَ إلى تنظيم الدولة الإسلامية والذي يطلق عليهم تسمية ( داعش ) حيثُ قام بعضُ شبابها حال توغـُل قوات مكافحة الإرهاب إلى بعضُ الشوارع في أطرافِ أحيائها ببدء عملية الإنتفاضةُ ضد هذا التنظيم وقتلِ العديدُ منهم قبل وصولِ القطعاتِ العسكرية إلى بعضِ ألأحياءُ الأُخرى ، وكان هؤلاءِ الشبابِ المُنتفضِين لديهم إتصال مع قادةُ جهاز مكافحة الإرهاب ليحصلوا منهم على التعليمات عن أيُ مكانٍ في المنطقة فيه إرهابيون يعرقلونَ تقدمُ القطعاتِ لكي يتمُ قتلهَم وهذا ما حصلَ بالفعلِ . وبعد أن تم تحريرُ مركزها بتاريخ ٢٥ / ٨ / ٢٠١٦ بقيت قرابةُ الشهرين يفصلها عن هذا التنظيم خطُ صدٍ الواقعُ مابينها وبين قرية الحود تحتاني تتمركزُ فيهِ قوات الجيش وحاولَ هذا التنظيمُ طيلةُ هذهِ الفترة ولثلاثُ مراتٍ بالهجوم على القطعاتِ الماسكةُ لخط الصد لإجل إعادةُ إحتلالُ الناحية من جديد ، ورغم ضراوةُ القتالِ حينها لكنهم في كلِّ مرةٍ يفشلُ هجومهم لأنَّ تواجدُ الناس للقتالِ مع الجيش أعطى روحاً معنوية عالية لكل العسكريين . وخلالُ عمليات الهجوم الفاشلة  تم قتلُ العديد من قيادتهم ونقُلت  جثثهُم بالعجلات ليجوبوا  بهم في شوارع المنطقة إحتفالاً بمقتلهم ، بحيث وصلت المعلوماتُ عن موقفِ وشجاعةُ وبسالة أهالي الناحية الى رئاسة الوزراء وكان حينها رئيس الوزراء السيد حيدر العبادي ونتيجة هذه المواقف البطولية أُطلق على الناحية تسمية ( بوابة تحرير نينوى ) وبعد تحرير أحياءُ الساحل الأيسر لمدينةِ الموصل ونزوحهم بإتجاه القيارة قام الأهالي بإيواءِ الكثيرُ من النازحينَ في بيوتهم وتقاسموا معهم لقمةُ العيش وذُكِرَ ذلك في أحد اللقاءات مع القنوات التلفزيونية النائب في البرلمان العراقي السيد عبدالرحيم الشمري . كما إني سأتطرقُ الى الجوانبِ الإنسانية التي يتميَّزون بها ، كما ذكرت في بداية المقال إن مركز الناحية يحتوي على الكثيرُ من القبائل لكن لديهم مرجعيةٌ عشائريةٍ واحدة فقط وهو ( مضيف الشيخ محمود الإعبيد الطابور ) الله يرحمه فعندَ حدوثِ أيُ مشكلةٍ يتم الإجتماعُ لحلها في هذا البيت العريق ويتمُ حلها بحكمةٍ وعدلٍ وإنصاف دونَ الميلُ لطرفٍ ضد طرفٍ آخر . وللأسف بدأ سكانها يعانونَ من بعضِ الأمراضُ مثل الفشل الكلوي أو التليُّفُ الرئوي وجميعنا يعرفُ إنَّ مثلُ هذهِ الأمراض تتطلبُ مبالغُ ماديةٌ كبيرة قد تصلُ إلى خمسةُ وسبعينَ مليون دينار ولايستطيعُ أهلُ المريض دفعِ هذا المبلغ ، ولكن بتعاونُ الجميع يتمُ جمعُ المبلغ خلال أيامٍ معدودات بعد إجتماعُ الشيوخ والوجهاء وكلُّ من يرغب بالحضور في مضيف الطابور بعدَ الإعلان عن طريق منشورٌ واحد في صفحاتِ الفيسبوك يحدُِد فيه يوم وساعة الإجتماع من اجلِ إيجادُ حلِ مشكلةُ المريضُ فلان إبن فلان . وما يخرجُ الجميع وإلا قد إتفقوا على جمعِ ما مطلوب بسرعةٍ لإنقاذُ المريض قبل فوات الأوان ، وحصلت عدةُ تجمعاتٍ لمثل هذا النوع من الأمراض ومازالت مستمرة ، لذلك يعتبرُ سكان هذه الناحية اهل كرمٍ وشجاعةٍ وشيمة ولم تأتي هذه التسميةُ من فراغ بل المواقفُ أظهرت معادنهم وادعوا الله أن يبقوا على هذا التكاتف لكي يحفظهم من كل شر .



#محمد_عطيه_الذهبان (هاشتاغ)       Mohammed_Atiyah__Aldhahban#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
-         ( بِرِّوا والدَيكم قَبْلَ فَواتِ الأوان )
-             ( مراحِلُ الصداقةِ وعواقِبُها  )
-      ( الخبيرُ النفطي جاسم الذهبان فخامَةٌ وعِنوان )
-   ( التحَدِي والطُموحُ واليأس )
-      ( أسواقُ مدينةُ الموصل )
-        ( حوادِثُ السيارات الأسبابُ والمعالجات )
-              ( الطُلابُ مابينَ الماضي والحاضِر  )
- ( الزعامةُ أساسُها المواقِف )
- ( الخِبرةُ في الحياة شَهادةٌ مُكْتَسبَه )
- ( مَحطاتُ قِطارُ العُمر )
- ( ضاعَ الوَقْتُ فَمَنْ يُعِيدُه )
- ( الصِدْقُ والنِفاق لايلتقِيان )
- ( المحتوى الهابط في الصدارة )
- عطيه الذهبان - سيرةٌ وحياة )
- ( الإنسانُ سفيرٌ لعائلته )
- ( العِزلةُ مابينَ الراحةِ والإكتئاب )
-       ( وعيُ الإنسان دليلُ ثقافتة )
- ( جرائم الابتزاز الإلكتروني في العراق )
- المرأة الريفية


المزيد.....




- إعلان المجاعة في غزة.. ما التداعيات القانونية على إسرائيل؟
- السعودية: الداخلية تعلن إعدام إثيوبيين -تعزيرا- وتكشف ما فعل ...
- المجاعة في غزة..
- عائلات الأسرى الإسرائيليين: من يريد الإفراج عن أبنائنا لا يح ...
- بعد بيانها الأخير.. ماذا يعني إعلان الأمم المتحدة المجاعة في ...
- الجزائر: المجاعة في غزة هي خيار سياسي ونتاج تخطيط وتدبير إسر ...
- بيان أممي يعلن المجاعة رسميا في قطاع غزة (إنفوغراف)
- بعد إعلان المجاعة بغزة.. الجزائر تدعو مجلس الأمن لتحمل مسؤول ...
- التعاون الإسلامي: إعلان المجاعة في غزة جريمة حرب تستدعي تحرك ...
- الأمم المتحدة: إعلان المجاعة رسميا في غزة لأول مرة


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد عطيه الذهبان - ( اهالي ناحية القيارة أهلُ الشجاعةِ والكرمُ والشيمة )