أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة البيلسان .














المزيد.....

مقامة البيلسان .


صباح حزمي الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 8434 - 2025 / 8 / 14 - 13:09
المحور: الادب والفن
    


يقول صاحبنا الثمانيني ان هناك صورة وفكرة راقت له في افتتاح قصة ( رسائل القمر ) من المجموعة القصصية الجديدة ( مجنون بغداد ) للكاتبة السورية نجاح ابراهيم حيث تقول : (( حتى وان تناءت اجسادنا ستبقى نافذة بقلبي , اطل عليك منها , امطرك بالرسائل الصامتة تماما كما يفعل القمر )) , ويبدو ان سليلة قبيلة كلب الشامية قد عنت له بعد ان جرى ماجرى على قومها , والتباعد الذي أدى لأنقطاع الطريق بيننا وبينهم , لكن مما يسهل ألأمر على نوافذ القلوب أنه في ظل العولمة , بات من السهل أن تتأثر الثقافات المحلية بالأنماط العالمية , وما أحلى تطبيقات الواتس أب , وما دامت الحياة تتقدم للأمام , والوقت ثمين فلا يضيّع صاحبنا فرصة ان يدعو لصباح أديبته الشامية بأطباق البيلسان .

مادامت الأرواح حين تحب لا تملك حق الإختيار , فأن عبارتها المختارة تكاد أن تكون أكثر من كافية لصاحبنا , فهو يعرف ان أدب هذه الأيام لن يحتمل الإسهاب , وقارئ اليوم والغد يكاد تكفيه اللمحة الخاطفة لإدراك الصورة الكاملة , وتكاد تغنيه الإشارة عن الإطناب في العبارة , وبلاغة الإيجاز يفرضها على العالم اليوم عصر السرعة , كما فرضها قديماً عند العرب الرحل سرعة تنقلهم بين واحات الصحراء , واَلْكَلِمَاتُ مَادَّةٌ لَيِّنَةٌ فِي يَدِ أديبتنا لتعيدُ تَشْكِيلَهَا حَتَّى تَنْبِضَ بِالْحَيَاة , وكَمَا يَعْكِسُ الْمَاءُ وَجْهَها تَعْكِسُ الْقَصِيدَةُ رُوحَها , ولاشك ان صاحبنا يشعر ان حُروفها سنابلُ , يعجنها بماءِ الدَّهشةِ , فيصنعُ منها قصائدَ قصائدَ , تُشْبعُ الجياعَ إلى الكلمةِ العذبة.

حين تومض الكاتبة لصاحبنا , يتمنى أن يكون عصفورًا , لا لكي يطير , بل لكي يعودَ إلى عشّه , اه ياشجرة تبكي لوزا وسكر , بعد غروب العمر الجميل , وتلك المناديلُ ليست لنا , والوردٌ يُضَلّل , بعيدٌ أنا عن بعيديَ , فما أبعد الحبّ , وهم دون أن يتركوا شيئًا يُذكر , وألأحباب يمرّون في حياتنا للحظات , لكن أثرهم يبقى كالشمس التي تُدفئ الأرواح حتى بعد غيابها , وكما يقول شمس الدين التبريزي : ((عندما تزهر الروح لا يهمها تعاقب الفصول , أزهر من جديد أثبت لهم أن الذبول خرافة )) .

ألقلب أكثر اعضاء الانسان تمرداً وتقلّب , فوضعه الله في قفص , تقول له من نافذة القلب كما كتبت فوز حمزة : (( كالقمر أول المساء , يتدلى النور منه , سقط طيفك على أطراف ردائي )) , يتأثر عمق صاحبنا بعبق رفيف القلب ليجيبها بكلام نشرته كاتبة اسمها شمس الشموس : (( تمر بنا الحياة ولا نفيق , إلا عندما نجد قطار العمر قد مر بنا…هناك مقولة رافقتنا تقول , أن الغد أجمل , حتى كبرنا واكتشفنا أن الجمال الحقيقي , كان بالأمس وليس فى الغد )).

اللغةُ مرآةُ الضمير, والشمسُ لا تخطئ طريقَها , ورائعة هي الروح التي تعانق روحك وتطمئنها بأنها توأمها , ونادرة هي النفس التي تنشر في حياتك عطر الامان والاهتمام دون أن تطالبك بثمن العطر , سلاما لمن يملكون وجه صبوح وابتسامة صافية تبهج القلب وتسر العين وتنعش الروح , سلاما على من يملكون صدق المشاعر في زمن عزت فيه المشاعر الصادقة , سلاما للقلوب الطيبة النقية التي تثمر حبا وتعطينا الأمل في الحياة لمن يملكون جمال الروح وصفاء النية ولا تعرف قلوبهم سوى الحب والاخلاص والوفاء.






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقامة العميان .
- مقامة الحنين .
- مقامة الفرح .
- مقامة عبثية .
- مقامة ألأستلال .
- مقامة الأقصاء .
- مقامة الصقيع .
- مقامة الجهل ( الحفر في العقول ) .
- مقامة السفراء .
- مقامة ألأمشجي .
- مقامة الونين .
- مقامة البحث عن السعادة .
- مقامة المسكون .
- مقامة سفلة السفلة .
- مقامة نبي بني عبس .
- مقامة بوصلة لطفية الدليمي .
- مقامة الرويبضة .
- مقامة عودك رنان .
- مقامة الفرج بعد الشدة .
- مقامة لا يختبئان .


المزيد.....




- شاهين تتسلم أوراق اعتماد رئيسة الممثلية الألمانية الجديدة لد ...
- الموسيقى.. ذراع المقاومة الإريترية وحنجرة الثورة
- فنانون يتضامنون مع حياة الفهد في أزمتها الصحية برسائل مؤثرة ...
- طبول الـ-ستيل بان-.. موسيقى برميل الزيت التي أدهشت البريطاني ...
- بين الذاكرة وما لم يروَ عن الثورة والانقسامات المجتمعية.. أي ...
- كيف نجح فيلم -فانتاستيك فور- في إعادة عالم -مارفل- إلى سكة ا ...
- مهرجان تورونتو يتراجع عن استبعاد فيلم إسرائيلي حول هجوم 7 أك ...
- بين رواندا وكمبوديا وغزة.. 4 أفلام عالمية وثقت المجاعة والحص ...
- المعمار الصحراوي.. هوية بصرية تروي ذاكرة المغرب العميق
- خطه بالمعتقل.. أسير فلسطيني محرر يشهر -مصحف الحفاظ- بمعرض إس ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة البيلسان .