أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة ألأستلال .














المزيد.....

مقامة ألأستلال .


صباح حزمي الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 8429 - 2025 / 8 / 9 - 13:37
المحور: الادب والفن
    


لازال صاحبنا يقلب ديوان الشاعرة , وقد نشر اليوم ماقال أنه صورة ادبية جميلة في الاسلوب , وصرخة عالية على الاستغلال , وتوعية ذكية حين أستل من الديوان : (( وتبتهج القيود , وهي تأكل معاصمهن , في ظل احتراق المزارع الموجوعة , كي يحيا المتخمون ويتبادلون القبل تحت مظلات عذابنا )) , نص طبقي يعبر عن عذابات المسحوقين , في دول ماتت واقفة بعد غزوها , ووقف الذيول يخطبون في جنازتها , بلد تشرب فيه الشمس من النفط , يتسكع الضوء على الأرصفة , ويستجدي المواطنُ (( أمبيرًا )) من حياة الذين أغرقوا البلاد في ظلمات العتمة , وصاروا اليوم سادة النور, بلاد لا يُحاسَب الخراب فيها , بل يُرشَّح , والذاكرة لا تموت , لكنها تُخدَّر بخطبة , أو شعار , أو عباءة , تُحاصرنا الظلمة , لا لأن الكهرباء مقطوعة , بل لأن العقول مُطفأة , يتباكى المعمم على أطلالها وهو يغزل أكاذيب النور, يرمي اللوم على عباءةٍ تكسو الغيوم , وتُنسى الأرواح في زحام الوعود الفارغة , أما الناس , فلا تزال تحفر في الأرض طلبًا لنبع حياة , لكن الأبواب تُغلق , والأنوار تنطفئ بلا رحمة .

الذين يتبادلون القبل تحت مظلات العذاب , يذكروني بمحمد الجزائري حين كتب : (( في زمن الأستنتاجات يظل النوريون يصلون بأباحية, صلاة الجسد العاري , وهو يحرق بخوره في أحواض السمك الشكسبيري اللاهث , وبطقوس عدمية , يتبادلون القبلات , ويطبعون بقعا من السم على شفاه بعضهم )) , كما أني كنت قد تفاجأت وانا اقرأ نقاشات تدور حول نصا هزليا ( الحلزونة ) في احد أفلام عادل امام تتم مناقشته وبحثه كأنه يحمل مضمونا لرسالة : (( الحلزونه والحلزون اتقابلو في خورم الاوزون الحلزونه جوه متاهه والحلزون لما استناها هربت وقعت جوه البير , والسما بتمطر مسامير والحلزون مكبوت واسير الحلزونه انتحرت فجأه , والحلزون , خبطته عربيه عدت في ميدان التحرير)) , وهي من ديوان ( أبيع نفسي ) للممثل والكاتب ضياء الميرغني والذي يقول فيه : ((أبيع نفســـى لاول مشتـــرى آت , ابيع مقهورا حبيبـاتـى كـلـمـاتــــى ,فليسـقـط الشـعـر ولـتـنـهار أبياتى, فالشعر شعرى والمأساه مأساتى)) , وفوجئت اكثربمن كتب في مجلة معروفة ( اليوم السابع ) ان هذا النص يحمل رسائل كثيرة , ذلك هو الهزل المرير الذي يبهج القيود حين تأكل المعاصم .

في النص المستل , لا شيء شعري يجزيء وحدة الموقف , ولا شيء يمزق مصير الفكرة , لا شيء يمنع من قول الحقيقة كاملة , كل بيتٍ يولد بتمامِ معناه , كل فكرةٍ جاءت بموضعها الواضح , اي انها لم تمد ذراعها اكثر مما ينبغي , لغة شعرية تنطلق من الصدر بقوة , ترعب كل لئيمٍ من لؤماء اعداء الشعب و الحرية و ثعالبها الخانعة , وتكتشف الفرق بين ( الصراخ الهادر) و ( الصوت الأليم ) في قراءة نص مكتوب بعفةِ حديثِ الطيور القادرة على التفريق بين الوقوف على اعلى النخيل او في أسفل العجوة , لا أحد يحب ان يكون بموضعٍ واحدٍ , المبدأ يقوم على : (( أن من يبحث عن الطريق عليه ان يتحرّك من مكانه , , وان يفصح عن هديرِ القول و الفعل )) .

هذا النص المستل , ذو القيمة الجمالية , وهذا الإحساس المتخيل بكامل عدته الإنسانية , يساري في طرحه , فكيف تكتبه شاعرة أرستقراطية ؟ لم تشهد ولم تعرف وقع تفاصيل معاناته , ألا اذا ارادت ان تعبر عن حالة عذاب أخرى , لا تبوح بها , فتوارت بهذه الطبقة المنكوبة على مر الزمن , وهنا تبرزالقابلية الفنية للشاعرة , حين كتبت نصا كأنه رجاء أو مطلب يختلف في عمقهِ و في استفساراتهِ عن شعلة الشاعر فيها لتضيء نعمةِ الخطابِ , بأسلوبٍ شعريٍ , ابتغته بقصد تحويل الواقع الطبقي الى الوجداني , والى مشاركةٍ فعليةٍ , مليئةٍ بالمعاني .

أهمس لصديقي العتيد , أتدري (( ماذا تفعلُ الشاعرةُ بالعيد؟ تُلبسُ القصيدةَ فستانًا من نقطتين , وفاصلة , وتعلّقُ في أُذنِها قافيةً رنّانة , تُحاولُ أن تخبزَ كعكًا من المجاز, لكنّ الفرنَ يُحرقُ الصورَ التشبيهية , تُرسلُ بطاقاتِ تهنئةٍ ممهورةً ببصمةِ إصبعِ حلمٍ كان ساهرًا معها ليلةَ العيد , تُعطي العيديةَ للقصائدِ الصغيرة : خُذوا وزنًا خفيفًا , واحذروا الزحافَ في الأزقّة , تُفكّرُ: هل تضعُ الشَعرَ على وزنِ الرمل؟ أم تُطرّزُه على البحرِ الكامل؟ تُزيّنُ مرآةَ اللغةِ بأشرطةِ ضحكٍ استعاري , وتُقلّبُ فنجانَ القهوة : هُنا حرفٌ عاشق , وهُناكَ نقطةٌ تهربُ من آخرِ السطر, وفي المساءِ , تُهدهدُ العيدَ نفسهُ ,وتهمسُ له : كُن خفيفَ الوطءِ على القصيدة , فهي تتدلّى من بلّورةِ وزنٍ قد تنكسرُ من كثرةِ الأماني )) .






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقامة الأقصاء .
- مقامة الصقيع .
- مقامة الجهل ( الحفر في العقول ) .
- مقامة السفراء .
- مقامة ألأمشجي .
- مقامة الونين .
- مقامة البحث عن السعادة .
- مقامة المسكون .
- مقامة سفلة السفلة .
- مقامة نبي بني عبس .
- مقامة بوصلة لطفية الدليمي .
- مقامة الرويبضة .
- مقامة عودك رنان .
- مقامة الفرج بعد الشدة .
- مقامة لا يختبئان .
- مقامة المانديلائية .
- مقامة ألأستثمار .
- مقامة الهُبْرِيس .
- مقامة الرثاثة .
- مقامة الشامات .


المزيد.....




- جسّد شخصيته في فيلم -أبولو 13-.. توم هانكس يُحيي ذكرى رائد ا ...
- -وزائرتي كأن بها حياء-… تجليات المرض في الشعر العربي
- هل يمكن للذكاء الاصطناعي حماية ثقافة الشعوب الأصلية ولغاتها؟ ...
- -غزة فاضحة العالم-.. بين ازدواجية المعايير ومصير شمشون
- الهوية المسلوبة.. كيف استبدلت فرنسا الجنسية الجزائرية لاستئص ...
- أربعون عاماً من الثقافة والطعام والموسيقى .. مهرجان مالمو ين ...
- أبو الحروب قصة جديدة للأديبة منال مصطفى
- صدر حديثا ؛ أبو الحروف والمدينة الهادئة للأديبة منال مصطف ...
- غزة في المسابقة الرسمية لمهرجان فينيسيا السينمائي
- السلطان و-الزواج الكبير- في جزر القمر.. إرث ثقافي يتوّج الهو ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة ألأستلال .