|
قوافل الشهداء واحدة في مساراتها الوطنية
عصام محمد جميل مروة
الحوار المتمدن-العدد: 8430 - 2025 / 8 / 10 - 18:16
المحور:
كتابات ساخرة
يتعجب الجنوبيون و اللبنانيون اليوم بعد تفاقم مشروع أقرتهُ الحكومة اللبنانية بالتنسيق مع رئاسة الجمهورية وبحضور كافة اعضائها من معظم الكتل البرلمانية المتمثلة في الحكومة العرجاء الثقيلة السمجة "" والتصفيق المُعيب بعد إنسحاب وزراء الثنائي "" في قراراتها وتحديها العلني لمحور الممانعة والمقاومة الباسلة التي ابدعت وسطرت في مسيراتها المستمرة التي لن يُثنيها اي قرار مدعوم مباشرة من السفارات الصهيوامريكية المتمركزة على بعد امتار من مقرات الحكومة اللبنانية وقصر بعبدا التي باشرت تنفيذ مسودات خبيثة فرضها المبعوث السيئ السمعة والسيط طوماس باراك القادم من بين رجال الاعمال المنغمسين من الراس حتى القدمين في تأمين الامن والامان والاستقرار للكيان الصهيونى قبل تعيينهِ سفيراً لبلاده في تركيا الذي بدأ ينتشي متبختراً كالطاووس بعدما وصلت اقدام جنود الاحتلال الصهيوني الى مشارف مدينة الاعراق والحضارات القديمة دمشق التي منعت الاستعمار الفرنسي والعثماني والبريطاني قبل تعويم سديمية التحضير لردف الاراضي العربية المحتلة داخل وعلى كامل فلسطين الابية . فكانت الصدمة منذ تاريخ بداية التهكم الغربي الذي اشاع سهولة نشوء و ظهور دولة الكيان الصهيونى بلا عوائق تُذكر في ادبيات المنظرين الصهاينة الذين اعتمدوا على ضعف و وهن و تيهان قرارت العرب بعد احداث المنطقة مباشرة غداة الحرب العالمية الاولى التي أحدثت انفجارًا !؟. ما زال الى كتابة هذه المقالة يتصاعد كالنار في الهشيم لتوسع مشروع الشرق الاوسط الجديد - الذي يتم ترجمته على كافة جيران دول الطوق لفلسطين المحتلة وبرعاية دولية . لكننا اليوم ننظر الى هول و ضخامة الحدث الفاشل الذي ابدتهُ الحكومة اللبنانية بعد جلستين متتاليتين- 5 و 7 آب - اثمرت عن فرض قوانين حصرية السلاح بأيادي الجيش اللبناني بعد سلسلة اتصالات وحوارات سرية وعلنية قصيرة وبعيدة المدى في تحديد جدية تلك القرارات وايجابياتها كما ترسمها اللجنة الخماسية التي تبلورت افعالها مباشرة بعد عدوان ايلول الماضي عام 2024 - حيث تمادت إسرائيل في عدوانها الخبيث بعد عمليات تجسسية قاتلة ادت الى ضرب وحدة وقوة الرضوان الخاصة عبر الانفجارات لأجهزة البيجر والهواتف الذكية بعد تفجيرها في زمنٍ واحد ، وكان استهداف القيادة المركزية لحزب الله الذي خاض حرب الاسناد في تسديد ضربات مدروسة صاروخية وصلت الى منزل رئيس عصابة ومرتزقة العدو الصهيوني بينيامين نيتنياهو في منتزه قيسارية المحصن . كما لاحظنا تمكن عصابات الصهاينة تحت غطاء دولي امريكي في رسم خطة امنية ضخمة ادت الى إغتيال قائد المعركة سماحة السيد الشهيد حسن نصرالله، ونائبه السيد هاشم صفي الدين ، اضافة الى القائد الميداني الشيخ نبيل قاووق ، الذي خاص معظم المعارك منذ 1992 و 1996 و انسحاب العدو من كامل الاراضي اللبنانية دون قيد او شرط في 25 ايار عام 2000 وصولاً الى عدوان تموز 2006 ، وكما لايخفى على الجميع مراحل التبادل للأسري تحت مفاوضات لعبت اجهزة حزب الله دوراً كبيراً في مناورات عسكرية وامنية رغم تقنيات الاتصالات الغربية وتأمينها بأسلوب التجسس و وضعها تحت اوامر الموساد الاسرائيلي. كما قادت تلك المجوعة المميزة في اسلوبها المقاوم الى جانب دعم كبير من خبرة قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني الشهيد قاسم سليماني - الذي تم استهدافه إغتيالاً في العاصمة العراقية بغداد عام 2020 . ومن حينها ادركت قيادة حزب الله ان اوسع عمليات التجسس اخذت تحصد القيادات بعد انفجار بقايا الربيع العربي في دمشق عام 2011 وصاعداً حيث إضطرت قيادة المقاومة رغماً على التدخل المباشر في سوريا لتأمين خطوط الامدادات اللوجستية العسكرية لترسانة الاسلحة التي كانت ضرورة ايصالها لمناطق مباشرة على حدود شمال فلسطين المحتلة في جنوب لبنان الصامد والباسل . من ابشع التوقعات بعد قرارت الحكومة اللبنانية رغم اعتراض قيادة الثنائي الشيعي حزب الله وحركة امل على تجريد وتسليم السلاح تحت انظار اللبنانيين رغم احتلال الاراضي اللبنانية ورغم ملاحقة إسرائيل علناً ابناء بيئة المقاومة في معظم تواجدهم شرقاً وغرباً و شمالاً وعلى حدود سوريا . لم يكن الانفجار عصر امس داخل واحد من كبار مخازن حزب الله الذي وصلت اليه قوات الجيش اللبناني ، وحاصرت المكان بعد تسلمه من قيادة اليونيفيل الذين مسحوا المكان ومنحوا قيادة الجيش اللبناني رخصة تحميل الصواريخ ونقلها بعيداً . مما ادي الى كارثة وطنية حقيقية طالت جنود الجيش اللبناني البواسل و للحقيقة والتاريخ أن شهداء الجيش الابطال معظمهم من المجندين الجدد ومن سكان الجنوب اللبناني ومنطقة عكار الابية في تقديم الغالي والنفيس دفاعاً عن الشرف والوفاء والتضحية . قرية مجدل زون - و وادي زبقين في محاذاة مدينة البطولة والعطاء والشهداء صور الابية التي قاتلت الإسكندر و المحتلين والغزاة منذ قديم الزمان. فها هي اليوم تتشح بالسواد بعد زف ابناءها الميامين شهداء الجيش والمقاومة يتعمدون بالدماء شاء مَنْ شاء وآبى مَنْ ابى . ان المسيرة واحدة وكاملة في توأمة اكفان الشهداء . العريس الشهيد عباس فوزي سلهب ، العريس الشهيد احمد فادي فاضل ، العريس الشهيد ابراهيم خليل مصطفي ، العريس الشهيد هادي ناصر الباي ، العريس الشهيد محمد علي شقير ، العريس الشهيد إبن الفيحاء يامين الحلاق ، وهناك العشرات من الجرحي أُصيبوا و نُقِلوا الى المراكز الصحية في مدينة صور و ضواحيها . كان بالامكان تفادى تلك الخسارة الكبيرة في رساله واضحة ضد رئيس الجمهورية جوزيف عون ، و عراب الحكومة والسفارات القاضي الفاشل وليس العادل نواف سلام ، اللذين يتحملون مسئولية دماء شهداء الجيش في اعناقهم ، بعد قرارت سريعة وكأن العدو الصهيوني غادر اراضينا واصبحنا في حالة رغيدة و فسحة انتشار السياحة كما يُشاع على لسان السفيرة الاميركية في حظيرة عوكر ليزا جونسون ، وضيوفها المتعاقبون منذ الاتفاق المشئوم غداة 27 تشرين الثاني نوفمبر الماضي 2024 ، وصولاً الى انتخاب جوزيف عون في 9 كانون الثاني مطلع العام . فكانت مورغان اورتاغوس و طوماس براك وجوه تتشابه بما قام بهِ فيليب حبيب المبعوث الاميركي ايام اجتياح بيروت عام 1982 ، وخروج السلاح الفلسطيني من لبنان وغدرت القوات اللبنانية تحت حماية الجيش اللبناني في مجزرة مخيمات فلسطينية غاب شبابها وحملة سلاحها ، صبرا وشاتيلا الشهيرة واعتقال الالاف من المناضلين داخل عاصمة المقاومة والضاحية بيروت وما زال مصيرهم مجهول الى اللحظة . لا لعقيدة جديدة تتحضر لها الحكومة اللبنانية كما شهدتها اتفاقيات السابع عشر من ايار عام 1983 داخل الاراضي اللبنانية حيثُ تم التصدى لها وكان إجهاضها جلياً على تخوم الضاحية الجنوبية الشموس التي دكت النظام اللبناني وإنسحاب قوات المارينز بعد تدخلها المباشر عند طلب الشيخ امين الجميل الذي ورث مشروع شقيقه بشير الجميل الذي تم مقتلهِ منعاً بتوسع خانة العلاقة وحلقاتها المشبوهة مع إسرائيل حينها محذرةً التوسع في نشر سيرة معاهدات مع العدو الصهيوني. واليوم يبدأ مشروع قوافل الشهداء والدماء الزكية العطرة ، واحدة في مساراتها الوطنية وإحتضان السلاح وعدم التفريط في رصاصة واحدة التي حافظنا عليها كما نحافظ على رموش أعيُننا ومآقينا التي تنظر الى مستقبل التحرر من الظلم والعبودية سواءاً كان ذلك على جبهة الجنوب اللبناني اوحتى داخل الجمهورية اللبنانية التي ترتمى في احضان السفارات الخادمة لإسرائيل وزبانيتها . الموقف اليوم - لا تحلموا - في وقوفنا طوابير - اطفالاً ونساءاً وشيوخاً وعجزة . امام ثكناتكم لتسهيل مهمة دماؤنا التي تنبض رصاصاً صاعقاً زاعقاً مداه عنفوان، و صداه عزة وكرامة وشهامة تفوق ما تتوقعون . والتاريخ شاهد على ما نقول قسماً.
عصام محمد جميل مروة.. اوسلو في / 10 آب - اغسطس / 2025 / ..
#عصام_محمد_جميل_مروة (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نيتنياهو في مجلس الوزراء اللبناني
-
ليث عبد الغني وإنهمار الكتابة والتوثيق
-
تعويم زفة .. زياد الرحباني
-
إستراحة مقاتل .. صوتٌ مقاوم
-
حتى لو إنسحبت إسرائيل من مواقعها المُستحدثة لا مجال لبحث تسل
...
-
القرنفل المقاوم الذي لن يسقُط
-
فرانشيسكا ألبانيز ضحية جديدة لِمزاعم ترامب
-
إجترار أمريكي شرق اوسطي مغلوط
-
الشيخ نعيم قاسم والمسيرة بلا كوابح
-
عربات جدعون مقابل مقاومة لن تُردع
-
تقتلُني وأنا جائع و تدعىَّ حق الدفاع عن النفس
-
تحالف أبراهام القادم
-
ماذا لو شارك سلاح الجو الإيراني ضد تل ابيب
-
ماذا في جعبة ترامب الأن
-
حرب ليست باردة بل حاميةً بإمتياز
-
هجوم مُنظم و ردع إيراني غير مسبوق
-
إسرائيل لا تصادر بل تقتحم
-
إنذارًا بالإخلاء عيدية نزعة خوف من المقاومة
-
من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها -- في المقابل أليس من حق المسل
...
-
آدم الناجى الأوحد من عائلة آدم و حواء و ألاء
المزيد.....
-
حسين الجسمي يحيي -ليلة من العمر- في الساحل الشمالي وليلى زاه
...
-
أنطونيو بانديراس في عيده الـ65: لن أعتزل التمثيل
-
مقهى -مام خليل-.. حارس ذاكرة أربيل وقلبها النابض
-
بمشاركة 300 دار نشر.. انطلاق -معرض إسطنبول للكتاب العربي- في
...
-
الصدق أحلى يا أصحاب. قصة للأطفال جديدة للأديبة سيما الصيرفي
-
هل يمكن للذكاء الاصطناعي حماية ثقافة الشعوب الأصلية ولغاتها؟
...
-
مجتمع ما بعد القراءة والكتابة: هل يصبح التفكير رفاهية؟
-
السعودية.. تركي آل الشيخ يكشف اسم فنان سوري سيشارك وسط ضجة -
...
-
المحرر نائل البرغوثي: إسرائيل حاولت قهرنا وكان ردنا بالحضارة
...
-
مجاهد أبو الهيل: «المدى رسخت المعنى الحقيقي لدور المثقف وجعل
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|