رانية مرجية
الحوار المتمدن-العدد: 8427 - 2025 / 8 / 7 - 08:29
المحور:
الادب والفن
يا قدّيسةً لم تُزَكِّها الكنائس،
ولا رفعها المذبحُ فوق الجدران،
لكنني كنتُ أراكِ
في كلِّ سجدةٍ،
وفي كلِّ دمعةِ تائب،
وفي كلِّ ابتسامةِ أمٍّ
تداري جوعَ أولادِها بالحنان.
منذ جيلِ العاشرة
وأنتِ تحرسين مكتباتِ المدينة
كأنكِ ملاكٌ موكَّلٌ بجمعِ الكتبِ النادرة،
كنتِ تقتنين لي أجملَ ما كُتب في الأدب،
كأنكِ تعلمين أن الكلمات
ستكون نجاتي
في عمرٍ لا يُؤمَنُ فيه بالنجاة.
كم من مرةٍ عدتِ بالكتبِ بدلَ الخبز،
وبالقصائدِ بدلَ الحلوى،
وتقولين لي همسًا:
"الشِّعرُ يُشبعُ أكثر، يا صغيرتي،
والقصصُ تنبتُ فيكِ أجنحة
حين تنكسر الأبواب."
كنتِ قارئةً عظيمة،
لا تحفظين النصوص، بل تسكنينها،
تقرئين القصائدَ كمن يصلّي،
كمن يتهجّى أسماءَ الله في العتمة
ويجد فيها ملاذًا وضياء.
وحين كنتِ تقرئين بصوتكِ الخفيض،
كانت الحروفُ تذوبُ كالشمع،
وكانت الجدرانُ تُصغي،
كأنها تسمعُ صدى امرأةٍ
لا تخافُ من الحقيقة،
ولا تتوارى خلف الأقنعة.
يا أمي…
حين أكتبكِ اليوم،
لا أكتب عن موتٍ ولا عن فُقدان،
بل عن حياةٍ أبديةٍ
أسكنها كلما قرأتُ كتابًا،
كلما كتبتُ قصيدة،
كلما شعرتُ أن الأدبَ صلاتي
وأنكِ أولُ من أرشدني للقبلة.
يا مَن علمتِني أن اللهَ لا يُعبَدُ بالخوف،
بل يُحَبُّ كما أحببتِني،
بلا شروط،
بلا حساب.
#رانية_مرجية (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟