رانية مرجية
الحوار المتمدن-العدد: 8424 - 2025 / 8 / 4 - 02:22
المحور:
الادب والفن
سؤال لا يطرحه إلا من خبر أن اللغة ليست زينة ولا زخرفة، بل دمٌ يسيل من الحروف، ونبضٌ يتسرّب من بين السطور.
وأنا لا أملك لغتي، بل هي التي تملكني، تسكنني، تكتبني كلما ظننت أنني أكتبها.
لغتي لم تأتِ من كتب اللغة ولا من معاجم الفصحى.
بل من رائحة الخبز في صباحات الرملة، من صوت أمي وهي تصمت فيصرخ العالم في عينيها،
من تنهيدة أبٍ كان يحاول أن يخبئ انكساره خلف ابتسامة لم تكتمل،
من دموع النساء العائدات من صلاةٍ لم تُستجب بعد،
ومن شقوق الجدران التي تحمل ذاكرة البيوت المهجورة.
لغتي نبتت في داخلي كما تنبت شجرة في بيتٍ منسي،
كبرت مع حزني، وغذّتها خيباتي، وسقتها الوحدة حين ظننت أن لا أحد يسمعني إلا الورق.
هي ليست ترفًا ثقافيًا، ولا رصيدًا بلاغيًا.
بل لغتي حصاد لأسئلتي التي لا إجابة لها،
ومرآة لجراحي التي تعبت من الاختباء.
في كل كلمة أكتبها، هناك وجع صادق، وحلم مقموع، وصوت خافت يحاول أن لا يُنسى.
لقد تعلّمت أن اللغة الحقيقية لا تُدرّس، بل تُعاش.
لا تأتي من القواعد، بل من الفوضى التي في القلب.
لا تُكتب بالحبر وحده، بل بالدموع أحيانًا، وبالصمت كثيرًا.
وحين يسألونني: من أين أتيتِ بهذه الثروة اللغوية؟
أبتسم وأقول:
من القهر الذي لم يقتلني.
من الحنين الذي لم يخذلني.
ومن الله، الذي حين كنتُ أظنّه بعيدًا، كان يزرع الكلمات في روحي، كي أكتبها ذات وجع، لا ذات موهبة
#رانية_مرجية (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟