رانية مرجية
الحوار المتمدن-العدد: 8423 - 2025 / 8 / 3 - 22:29
المحور:
الادب والفن
ما انتهت النكبةُ...
بل اتسعتْ
صارتْ ظلًا في حقائبِ الغياب
وصوتًا يُرعدُ في خرائطِ الصمت،
كبرَت معنا،
كما تكبرُ الندبةُ في الجبينِ
والشوكُ في الحنجرة.
ما زلنا نعيشُ النكبة
في الغبارِ المعلّقِ على أكتافِ الوقت،
في حجارةٍ تُصلّي وحدَها،
في مفاتيحَ
تئنُّ في صدورِ العائدينَ بلا عودة.
ما زلنا نعيشُ النكبة
في حنينِ زيتونةٍ
اقتُلِعتْ من تربتها
وما زالت تُرزقُ بالحياةِ من دموعِنا.
في القرى التي لم يَبقَ منها
إلا أسماءٌ تحرسها القصائد
وصورُ الأجدادِ على الجدرانِ المهجورة.
ما زلنا نعيشُ النكبة
في قلوبٍ تُدقُّ عند الحواجز،
في وجوهِ الصغارِ
الذين يكتبونَ على الطينِ:
"سنرجعُ،
ولو من بينِ الدمارِ والدم."
ما زلنا نعيشُ النكبة
في عيونِ المسنّين
حين يُسألون عن الديار،
في شهقةِ الأغاني التي لا تُغنّى،
وفي الرغيفِ المجروحِ
بسكّينِ الاحتلال.
ما زلنا نعيشُ النكبة
لأنّ العدالةَ أُعدِمتْ
ولأنّ القتيلَ يُسأل دومًا عن دمه
ولأنّ القاتلَ يُصافَحُ على موائدِ الأمم.
لكننا...
ما زلنا نُقسمُ بالشمسِ
أنّ الخيمةَ ليست بيتًا،
وأنّ العودةَ ليست حُلمًا
بل حقًّا...
يُكتَبُ بالحجرِ،
ويُوقَّعُ بالدم،
ويُعلَنُ من حنجرةِ الأرضِ
كلّما صاحتْ: "أنا هنا، باقية!"
#رانية_مرجية (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟