رانية مرجية
الحوار المتمدن-العدد: 8419 - 2025 / 7 / 30 - 08:41
المحور:
الادب والفن
يا ابني،
يا مَن كنتَ في حضني نغمةً،
وفي صوتي قمراً لا يغيب…
يا زياد،
يا وجعي الجميل،
ويا دمعةً اختبأتْ في عيني سنيناً،
كي لا يُقال إنّ فيروز تبكي…
من أين أبدأ الرثاء؟
وأنتَ القصيدة التي لم تكتمل،
والوتر الذي رفض أن يُعزف إلا حرًّا…
أنتَ الخروجُ على اللحن،
الذي علّمني أن الغضب صلاة،
وأن الحب لا يكون بلا وجع.
كنتَ تقول لي:
“الموت عادي… متل الميّ الباردة عالصبح.”
لكنني بردتُ، يا ابني،
بردتُ كأن الناي انكسر في صدري
والشتاء تاه في داخلي…
من أين أُنشدك؟
وأنتَ الشريد في مدائن الصوت،
تكتب للضجر،
وتبكي باسم الوطن المصلوب على حائط الصمت؟
تضحك ساخرًا من كل شيء،
حتى من موتك…
أذكرك طفلًا يربك البيانو
كمن يسأل الله عن شكل العالم،
ثم أذكرك رجلاً
ينفث تمرده في أغنية،
في شتيمة،
في سيجارةٍ تذوب كأوطاننا…
رحلت؟
لا، بل ذُبتَ فينا،
كما تذوب صلاةٌ في حنجرتي
حين أناديك على المسرح ولا تجيب…
سأكمل الغناء عنك،
لا لأنني أقوى،
بل لأنني أحببتك كما لا تحب الأمهات،
وكما لا يجرؤ الزمن أن يُعيد…
زياد،
يا ابني،
يا مطرًا تأخر،
ويا قمرًا غادر شرفته باكرًا،
سلامٌ لك في المنفى الأزلي،
وسلامٌ عليّ…
كلّما اشتدّ الصمت في بيتنا،
وغاب عن الدار صوتُك…
فلتشهد الملائكة:
أنني بكيتُ،
لكن بصوتٍ لا يُسمَع،
كأني أنا من مات…
وأنتَ من صار اللحن الأبدي.
#رانية_مرجية (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟