رانية مرجية
الحوار المتمدن-العدد: 8414 - 2025 / 7 / 25 - 10:02
المحور:
الادب والفن
ضاع الرجاء في المدى
وانتحر الصباح على فم الليل
ودُفن الحُلمُ تحت عتباتِ السُكون
تبدّدت الينابيع، وغابت البدايات
فلا سلام، ولا احتمالات
صارت الذئابُ أشبه بالذباب
تحومُ حولَ جثّة الحقيقة
لا تُحصى ولا تُعدّ
تتكاثر كالأوهام
تنهش ما تبقّى من يقينٍ
في عصرٍ بلا ضمير
الكلُّ يتقيأ الحياة
ولا أحد يبتلع المعنى
فلا حياة تُشبه الحياة
ولا موتٌ يليق بالموت
وجودُنا مهزلة
أو كذبة
أو سُخريةُ آلهةٍ ندمت!
لا أمل في النقاء
ولا أمل في النجاة
نحن نسلُ الأكاذيب
نتنفس خيانة
نركع للعملة
ونسجد للفراغ
طعنتُ صدقي مرارًا
ووشيتُ بشرفي للعدم
فصفّق لي الحاضر
وامتزج القُبحُ بالتبرّج
وتجمّلَ الفسقُ بألوانِ الرُقي
وأنا الآن
أعترف...
نعم أعترف
بأنني انتهيتُ، قبل أن أبدأ
أنني متُّ ميتةً ثالثة
ميتةً بلا كفن، ولا وداع، ولا صلاة
مقيدةٌ بآلاف اللعنات
وأسلاكٍ شائكةٍ من الذكريات
روحي تتلوى كأفعى مطعونة
تسأل ربَّها بخشوعٍ موجوع:
يا من تهب الحياة
هل يُبعث الميت مرتين؟
هل يعود العدمُ ويخترق الزمن؟
هل تقوم القيامة على رمادِ الإنسان؟
جنودُ الظلام
خرّبوا محرابي
دكّوا جدار إيماني
وذبحوا الرجاء على مرأى من روحي
لم تبقَ إلا أنت يا الله
وشظاياي.
#رانية_مرجية (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟