أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رانية مرجية - أن تكون إنسانًا أولاً














المزيد.....

أن تكون إنسانًا أولاً


رانية مرجية
كاتبة شاعرة ناقدة مجسرة صحفية وموجهة مجموعات

(Rania Marjieh)


الحوار المتمدن-العدد: 8406 - 2025 / 7 / 17 - 10:15
المحور: الادب والفن
    


أن تكون إنسانًا أولاً،
لا في زيف الألقاب ولا في ظل المناصب،
بل في لحظات الوحدة التي تكتشف فيها أنك
أنتَ الوحيد الذي يقف أمام نفسك،
أنتَ الذي تتعلم كيف تعانق جراحك،
وتسير بخطواتك التي تقودك نحو الأمل،
تلك اللحظات التي تذوب فيها الكلمات
ويظل الصمت هو اللغة الوحيدة.
2.
هل تذكر عندما جُرحتَ؟
أو عندما كنتَ تراقب الشمس في مغربها
وأنتَ غارقٌ في ملامحك؟
ذلك الألم الذي لا يُمكن أن يُرسم
بل يُحسّ، ويمسّ الروح من الداخل،
عندما تكادُ أن تُطفئَ كلَ الأنوار
وتُغلقَ أبواب الأمل،
ولكنك تجد في قلبك نافذةً تفتحها
لتُشرق فيها شمسك،
ذلك هو الإنسان.
أن تعود من الموت في كل مرة،
وتُكمل الحياة رغم كل شيء.
3.
أن تكون إنسانًا يعني أن تشعر،
أن تشعر عندما لا يشعر الآخرون.
أن تسمع صوت الألم في عيون من حولك
قبل أن تنطق ألسنتهم.
هل رأيتَ ذلك الطفل الجائع،
الذي يبتسم رغم أن معدته فارغة؟
أو ذلك المسن الذي لا يملك سوى الذاكرة،
لكنه يظل يتذكر كيف كان الحب عميقًا؟
إنك حين ترى هذا،
تتسائل:
أليس هذا هو المعنى الحقيقي للإنسانية؟
4.
في صمت الأموات تتعلم العيش،
وفي طرق الفقراء، تجد دروب الغنى.
أن تكون إنسانًا يعني أن تتقاسم الفرح والحزن،
أن تكونَ من بيننا، لا فوقنا ولا تحتنا،
أن تشعر بوقع المطر على جسدك
كما لو كان يسقي روحك
ويطهرها من كل ما علق بها.
أتعرف معنى أن تكون إنسانًا؟
هو أن تنحني أمام الجمال الذي في البسطاء،
أن تشعر بلذة البساطة
وتدرك أن الحياة ليست سوى لحظات متصلة من الفقد والإيجاد.
5.
أنتَ، يا من تمر في كل يومٍ بمئات الوجوه
وتنسى أن تلتفت إلى عيونهم…
هل فكرت يومًا في أن تكون الإنسان الذي يسكن قلوبهم؟
هل حاولت أن ترى من خلالهم؟
أن تعيش تجربتهم، أن تحمل أوجاعهم
ثم تجد نفسك فيها؟
إن كنتَ تظن أن البشر كالأشياء،
يمكنك استبدالهم أو تركهم،
فقد أخطأت الطريق.
الإنسان، أيها المتكبر،
هو الذي ينقلب على نفسه
ويُعيد ترتيب قلبه كلما خانته الأقدار.
6.
أن تكون إنسانًا أولاً
هو أن تُشعل النار في نفسك
وتقف أمامها لا كي تذوب،
بل كي تُضيء الطريق للآخرين.
أن ترى الجمال في الحطام،
والنقاء في العتمة،
والحب في كل لقاء عابر.
أن لا تنتظر من أحد أن يذكرك أنك إنسان،
بل أن تكون إنسانًا بكل تفصيل في حياتك،
حتى عندما يتجاهلك العالم.
أن تكون إنسانًا هو أن تزرع الأمل
في قلب من لا يعرفه،
أن تمد يدك للمحتاج،
ولا تنتظر منه شكراً.
الختام:
أن تكون إنسانًا أولاً هو أن تتعلم كيف تكون صادقًا مع نفسك ومع الآخرين. هو أن تكتشف أن الجمال الحقيقي ليس في النجاحات الملموسة، بل في القدرة على العيش بصدق، في الضعف كما في القوة، في الفقد كما في الفرح. أن تكون إنسانًا يعني أن تترك أثرًا لا يمحى في الآخرين، حتى ولو لم تترك شيئًا في العالم.
في النهاية، لا يُقاس الإنسان بما يملك، بل بما يزرع في قلوب الآخرين.



#رانية_مرجية (هاشتاغ)       Rania_Marjieh#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خمسةُ أشهرٍ من الغياب… وكبرُ الحنين
- نظرة من الداخل: المتوحدون وذوو الإعاقات الذهنية التطورية... ...
- البُعدُ أجمَل
- شتّان بين من مهنتهم الأيديولوجيا... وبين من حوّلوها إلى فنٍ ...
- وجعٌ يقاومهُ وجع
- العطاء الموجع… حين تُزهِر الأرواح من دموعها
- -نحنُ الملحُ الباقي... والجرحُ النّديّ-
- -الديك والانتخابات الديمقراطية-
- في حضرة الشراكة: أبطالٌ في قلب الوطن
- بعد موت الأمل: حين يصير القلم موطناً للروح المنفية
- “أطياف أم-
- في مهبِّ الجوع… غزةُ تصرخ
- -صليلُ الوشاةِ... ونحيبُ القلوب-
- -بسمة الصباح وظلّ خالد: حين يتحوّل الحزن إلى حارس-
- الخلاص بالنعمة... حين تتكلم النفس بلغة بولس
- عدالة السماء بعد الانتقال والسماء السابعة في الفكر المسيحي
- اتحبني؟
- دراسة فلسفية وجدانية لقصائد الشاعرة فوز فرنسيس ،
- مدرستي... منارةُ القلبِ والعقل
- نعمة الامتنان والشكر: دهشة الوعي وارتقاء الروح


المزيد.....




- شذى سالم: المسرح العراقي اثبت جدارة في ايام قرطاج
- الفنان سامح حسين يوضح حقيقة انضمامه لهيئة التدريس بجامعة مصر ...
- الغناء ليس للمتعة فقط… تعرف على فوائده الصحية الفريدة
- صَرَخَاتٌ تَرْتَدِيهَا أسْئِلَةْ 
- فيلم -خلف أشجار النخيل- يثير جدلا بالمغرب بسبب -مشاهد حميمية ...
- يسرا في مراكش.. وحديث عن تجربة فنية ناهزت 5 عقود
- هكذا أطلّت الممثلات العالميات في المهرجان الدولي للفيلم بمرا ...
- أول متحف عربي مكرّس لتخليد إرث الفنان مقبول فدا حسين
- المسرحيون يعلنون القطيعة: عصيان مفتوح في وجه دولة خانت ثقافت ...
- فيلم -أحلام قطار-.. صوت الصمت في مواجهة الزمن


المزيد.....

- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رانية مرجية - أن تكون إنسانًا أولاً