أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رانية مرجية - مدرستي... منارةُ القلبِ والعقل














المزيد.....

مدرستي... منارةُ القلبِ والعقل


رانية مرجية

الحوار المتمدن-العدد: 8397 - 2025 / 7 / 8 - 01:38
المحور: الادب والفن
    


(خريجة مدرسة تيراسنطا – الرملة، من الصف الرابع حتى الثامن)
في حضنِ "تيراسنطا" ابتدأ المشوارُ
نورٌ تفتّق في الصباحِ ونارُ
يا مدرستي، يا من غرستِ بدايتي
فيكِ انتشى حلمي، وعانقَ دارُ
من رابعةِ الحلمِ حتى الثامنِ ارتحلتُ
طفلةً على كفِّ الحروفِ تُدارُ
أهدهدُ الأقلامَ بين دفاتري
وفيكِ ينبتُ للندى أشجارُ
يا تيراسنطا، لستِ جدرانًا فقط
بل روحُ حبٍّ، في المدى تختارُ
أنتِ الطفولةُ في بهاءِ حضورِها
وأنتِ للحرفِ الجميلِ منارُ
كلُّ زاويةٍ بكِ تحملُ قصةً
كلُّ درجٍ، صوتٌ، وكلُّ جدارُ
هذي الساحةُ كم بها من ضحكةٍ
طارتْ كطيرٍ لا يُطالُ قرارُ
وهنا المعلمةُ التي كانت لنا
أمًّا، ودفءَ الروحِ حينَ نُحارُ
تمنحُنا صبرًا، ودفقةَ حكمةٍ
وتُريكَ كيفَ يغوصُ فيكَ نهارُ
وهنا المعلّمُ، ذلك المصباحُ
يمشي بعينِ الفكرِ وهو منارُ
ما كان ييأسُ، كان يؤمنُ أننا
نحنُ الغدُ الآتي، ونحنُ فخارُ
فلكلِّ معلمٍ مررتُ بظلّه
شكري، وإن ضاقت به الأشعارُ
لمن علّمني حبَّ الوطنِ، وقيمَهُ
ولمن أراني كيفَ يُبنى الدارُ
يا مدرستي...
يا ضحكةَ الرفاقِ في الحصصِ
يا جرسًا، كانَ في القلبِ انتصارُ
كنتِ لنا البيتَ الذي لا ينتهي
وملاذَنا إن ضاقَ فينا المسارُ
كم مرّ عامٌ، وقلبي فيكِ ساكنٌ
كأنني لم أبتعد، لم أغادرْ، ما صارُ؟
ففيكِ نبضُ العمرِ، ذكراكِ أنشودةٌ
أرددُها، ما دامَ في القلبِ نارُ
لكِ المجدُ يا تيراسنطا الرملةُ
أنتِ الزمانُ، وعطرُهُ، والأثرُ
مدرستي، يا وردةً لا تذبلُ
أنتِ البدايةُ، والبقاءُ، والسفرُ
من القلب... إلى من غرسوا بذور النور
في مدرسة "تيراسنطا" – الرملة، لم أكن مجرّد طالبةٍ تتلقى العلم، بل كنتُ زهرةً صغيرة سقوها بالمحبّة، وثقةٍ، وعناية لا تُنسى. بين الصف الرابع والثامن، تعلّمتُ هناك أن المعرفة ليست فقط في الكتب، بل في السلوك، في الحوار، في احترام الآخر، في الإيمان بالقدرة على الحلم.
كلّ معلمٍ ومعلمةٍ مرّوا في دربي، كانوا أكثر من ناقلين للعلم... كانوا رُسل نور، حملوا رسالتهم بأمانةٍ، وصبرٍ، ومحبةٍ نادرة. كم تركوا في داخلي أثرًا لا يُمحى، وكم كنتُ محظوظة أنني نشأتُ في مدرسةٍ تحترم الإنسان قبل الامتحان، وتقدّر القيم قبل الدرجات.
تيراسنطا لم تكن مجرد مؤسسة تعليمية، بل كانت البيت الثاني، والملجأ الذي احتوانا حين كانت الحياة لا تزال في أول أسئلتها. أذكر كل لحظةٍ هناك كما لو كانت البارحة – صوت الجرس، خطواتي على الأدراج القديمة، دفء الزملاء، وابتسامة المعلمات في الممرات.
واليوم، حين أنظر إلى الوراء، أُدرك كم كانت تلك السنوات جوهرية في تكويني، وكم من قلبي بقي هناك… في "تيراسنطا" الرملة، حيث ولدت فيّ الحروف، وتفتّحت أولى نوافذ الفكر، وبدأت أؤمن أن المستقبل يبدأ من كلمة، ومن يدٍ تزرع دون أن تنتظر المقابل.
شكرًا لكم… فردًا فردًا، وجهًا وجهًا، روحًا روحًا.
بقيتِ في القلب يا مدرستي، ودام عطاؤكِ شمسًا لا تغيب.



#رانية_مرجية (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نعمة الامتنان والشكر: دهشة الوعي وارتقاء الروح
- هناك من يقتل فخرا وهناك من يقتل جهلا
- الحياة بعد الموت : حين تشتاق الأرواح إلى بيتها الأول ،
- الدكتور نبيل طنوس: حين تصبح الكلمة وطنًا، ويصير الناقد أمين ...
- الظلام لا يُحاور النور… فلماذا أفتح نوافذي له؟
- حين يُدفن الصوت قبل الجسد – التنمّر والانتحار في مرآة الوجود
- التوحد: بين دهشة الاختلاف وجمالية التنوع الإنساني
- تقمّص الأرواح: ما بين سرّ الوجود وحكمة التكرار
- سحر خليفة تُضيء -مصابيح أورشليم-: رواية تكتب الوجع المقدسي ب ...
- بين التعميم والتضليل والتحريف... حين تُغتال الحقيقة بأيدٍ نا ...
- **الحرية الحقيقية: تأملات فلسفية في جوهر الوجود**
- غسان كنفاني... حين تصبح الكلمة بندقية واللاجئ نبيًّا
- الأدب الفلسطيني بين 1995 و2024: بين النزيف والنهوض
- أمام الله، بكل قوتي-
- الفوضى التي تصنعنا ، كيف تُهندس الصدمات ملامح أرواحنا ،
- “لأنني لا أملك رفاهية الصمت”
- في حضرة التقاعد: خمسة أصوات تتداخل في مرآة رجل واحد
- كن إنسانًا أولاً… ثم حدّثني عن الدين
- “أصابع اليد… وأوهام الصحاب”
- الساخر الذي فضح المأساة: نبيل عودة قلمٌ من نار ومرآة من ضمير


المزيد.....




- اكتشاف أقدم مستوطنة بشرية على بحيرة أوروبية في ألبانيا
- الصيف في السينما.. عندما يصبح الحر بطلا خفيا في الأحداث
- الاكشن بوضوح .. فيلم روكي الغلابة بقصة جديدة لدنيا سمير غانم ...
- رحلة عبر التشظي والخراب.. هزاع البراري يروي مأساة الشرق الأو ...
- قبل أيام من انطلاقه.. حريق هائل يدمر المسرح الرئيسي لمهرجان ...
- معرض -حنين مطبوع- في الدوحة: 99 فنانا يستشعرون الذاكرة والهو ...
- الناقد ليث الرواجفة: كيف تعيد -شعرية النسق الدميم- تشكيل الج ...
- تقنيات المستقبل تغزو صناعات السيارات والسينما واللياقة البدن ...
- اتحاد الأدباء ووزارة الثقافة يحتفيان بالشاعر والمترجم الكبير ...
- كيف كانت رائحة روما القديمة؟ رحلة عبر تاريخ الحواس


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رانية مرجية - مدرستي... منارةُ القلبِ والعقل