رانية مرجية
الحوار المتمدن-العدد: 8404 - 2025 / 7 / 15 - 12:01
المحور:
الادب والفن
يا أمةً كانتِ التاريخَ مفخرتي
واليومَ صارتْ على الأطلالِ تنتحبُ
ما بينَ ماضٍ سخيِّ الفخرِ منبلجٍ
وحاضرٍ خانَهُ التّأريخُ والسببُ
غزّةُ تنامُ على أشلاءِ عاصفةٍ
تُدمي العيونَ، وفيها الحرفُ يلتهبُ
حِصارُها ألفُ سيفٍ في مواجعِنا
وطفلُها بينَ نارِ القصفِ ينتحبُ
أيُّ البُكاءِ يُداوي جُرحَ مِئذنةٍ
هَوَتْ، فهل بعدَها للروحِ مُكتسبُ؟
وأيُّ وعدٍ سيأتي كي يُرمِّمَنا؟
إذا القريبُ من الأعداءِ قد هربوا!
يا غزّةَ المجدِ، يا شمسي إذا افترقوا
أنتِ البُكاءُ، وأنتِ الضوءُ، والشهبُ
أنتِ التي كلُّ قيدٍ لا يُكبِّلكِ
والنخلُ ينمو، وإن كبّتْ بهِ التربُ
وفي العواصمِ صدى يُرثى لفرقتِنا
كأنَّنا جزرٌ في الموتِ تنجذبُ
ضاعَ السؤالُ، وأمسى الصمتُ ديدنَنا
حتى دعونا الذي من صوتِهِ عجبُ
من أين أبدأ يا تاريخُ مرثيتي؟
وكلُّ دربٍ على أشلائنا يُنسبُ؟
أينَ العُروبة؟ بل مَن نحنُ إن سُئلوا؟
إن الجوابَ دمٌ، والنارُ تكتتبُ
لكنَّ في غزةَ المعنى نُعيدُ لهُ
نبضَ الحياةِ، وفي الأكبادِ يُكتتبُ
فالطفلُ فيها، وإن ماتتْ طفولتُهُ،
يُهدي لأمّتِهِ ما عجزوا — الغضبُ
يا أمّتي، قولي: أما آنَ الرحيلُ إلى
نورِ الخلاصِ؟ أما آنَ الذي وجبُ؟
كفى بكاءً، فإن القدسَ تندبُنا
وغزّةٌ بينَ نارِ الشوقِ تلتهبُ
فارفعْ جراحَكِ يا تاريخُ، واحتملِ
وجعاً يُقاومهُ وجعٌ... ولا هربُ
#رانية_مرجية (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟