أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رانية مرجية - الله يعرفني… وأنا أعرفه… وهذا يكفي














المزيد.....

الله يعرفني… وأنا أعرفه… وهذا يكفي


رانية مرجية

الحوار المتمدن-العدد: 8407 - 2025 / 7 / 18 - 10:04
المحور: الادب والفن
    


في زحمةِ الأصوات التي تدّعي امتلاك الحقيقة، وفي عالمٍ تتناهشهُ الطوائف، وتتوزعهُ الشعارات، ويُجزّأ فيه الإله على مقاسات البشر، أقفُ صامتة… مطمئنة… وأقول لنفسي بصوتٍ داخلي لا يسمعه أحد: الله يعرفني… وأنا أعرفه… وهذا يكفي.
ليست لديّ بطاقة انتساب لحزبٍ ديني، ولا ختم على جبيني يقول إنني أنتمي لفرقة الناجين وحدها. أنا إنسانة… أُخطئ وأتعلم، أسقط وأقوم، أحب وأتعب، أرتجف وأحلم. ومع هذا، أعرف أن الله لا يُصنّفني في خانة "الصالحين" أو "الخاطئين"، بل يحتويني كما أنا، لأنه هو المحبة، وليس القاضي الذي ينتظر سقوطي ليحكم.
الله ليس طائفة... الله ليس رأيًا سياسيًا...
الله ليس وطنًا ولا جنسية، ولا كتابًا يُحتكر، ولا صلاة تُتلى بلغة واحدة.
الله أكبر من أن يُختزل في كنيسة أو مسجد، أو مذهب أو طقس.
الله لا يُحب لأنك صليت، بل يحب لأنك موجود.
الله لا يعاقبك لأنك ضعفت، بل يحتضنك لأنك إنسان.
في لحظات الظلمة، لم يكن معي شيخ ولا كاهن ولا فتوى.
كان الله هناك… في الصمت، في الدمع، في الرجفة التي تصيب قلبي حين أهمّ بالدعاء.
كان الله معي حين لم أفهم نفسي، حين كرهت ضعفي، حين صرخت في داخلي: "هل ترى؟ أنا هنا!"
وكان الجواب دائمًا: نعم، أراكِ. وأحبكِ رغم كل شيء.
محبة الله ليست صفقة
ليست مشروطة بعدد الركعات ولا بطول اللحى ولا بأسماء القديسين.
هي محبة تنبع من جوهره هو، لا من استحقاقنا نحن.
هي في الهواء الذي لا نراه ولا ندفع ثمنه،
في الشمس التي تشرق على الظالم والمظلوم،
في يد الأم التي تمسح دموع طفلها،
في غصن زيتون ينمو في الأرض رغم الرصاص.
من علمنا أن الله لا يحب إلا من يشبهنا؟
من أقنعنا بأن الجنة حكرٌ على مذهبٍ أو جنسية أو لغة؟
الله الذي خلق الأبيض والأسود، الرجل والمرأة، العربي واليهودي، المسيحي والمسلم، المؤمن والمرتبك…
أيكون حكرًا بعد ذلك؟ أيكون إله فرقة واحدة فقط؟
الله ليس ملكًا لأحد… لكنه أبٌ للجميع
أبٌ لمن يصلي ولمن لا يصلي،
لمن يطلبه كل صباح، ولمن يصرخ في وجهه: "أين كنت؟"
هو القريب من البعيد، والحاضر في الغائب،
وهو لا يخجل من إنسانيتنا، بل يناديها: تعالي كما أنتِ، لا كما يتوقعونكِ أن تكوني.
أنا لا أملك دليلًا على محبتي لله، ولا أسعى لإثبات إيماني في قاعة محكمة،
لكنني حين أرى النور في عيون الفقراء، حين أشعر بالخجل من قسوتي، حين أقدم كأس ماء دون أن أُسأل عن ديانة العطشان…
أعرف أن الله في قلبي، وأنه يعرفني… وهذا يكفي.
الختام: الله للكل… لا للقلّة
لا تُصغوا لمن يوزع الله بين القبور، أو يحصره في الطقوس.
الله في قلب من يبكي من شدّة الحب،
في يد من يُمسك بآخر يوشك أن يسقط،
في شهقة من يصلي دون أن يعرف كيف يبدأ صلاته.
الله ليس لنا فقط… بل للجميع.



#رانية_مرجية (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أن تكون إنسانًا أولاً
- خمسةُ أشهرٍ من الغياب… وكبرُ الحنين
- نظرة من الداخل: المتوحدون وذوو الإعاقات الذهنية التطورية... ...
- البُعدُ أجمَل
- شتّان بين من مهنتهم الأيديولوجيا... وبين من حوّلوها إلى فنٍ ...
- وجعٌ يقاومهُ وجع
- العطاء الموجع… حين تُزهِر الأرواح من دموعها
- -نحنُ الملحُ الباقي... والجرحُ النّديّ-
- -الديك والانتخابات الديمقراطية-
- في حضرة الشراكة: أبطالٌ في قلب الوطن
- بعد موت الأمل: حين يصير القلم موطناً للروح المنفية
- “أطياف أم-
- في مهبِّ الجوع… غزةُ تصرخ
- -صليلُ الوشاةِ... ونحيبُ القلوب-
- -بسمة الصباح وظلّ خالد: حين يتحوّل الحزن إلى حارس-
- الخلاص بالنعمة... حين تتكلم النفس بلغة بولس
- عدالة السماء بعد الانتقال والسماء السابعة في الفكر المسيحي
- اتحبني؟
- دراسة فلسفية وجدانية لقصائد الشاعرة فوز فرنسيس ،
- مدرستي... منارةُ القلبِ والعقل


المزيد.....




- -ميتا- تعتذر عن ترجمة آلية خاطئة أعلنت وفاة مسؤول هندي
- في قرار مفاجئ.. وزارة الزراعة الأمريكية تفصل 70 باحثًا أجنبي ...
- -بعد 28 عاما-.. عودة سينمائية مختلفة إلى عالم الزومبي
- لنظام الخمس سنوات والثلاث سنوات .. أعرف الآن تنسيق الدبلومات ...
- قصص -جبل الجليد- تناقش الهوية والاغتراب في مواجهة الخسارات
- اكتشاف أقدم مستوطنة بشرية على بحيرة أوروبية في ألبانيا
- الصيف في السينما.. عندما يصبح الحر بطلا خفيا في الأحداث
- الاكشن بوضوح .. فيلم روكي الغلابة بقصة جديدة لدنيا سمير غانم ...
- رحلة عبر التشظي والخراب.. هزاع البراري يروي مأساة الشرق الأو ...
- قبل أيام من انطلاقه.. حريق هائل يدمر المسرح الرئيسي لمهرجان ...


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رانية مرجية - الله يعرفني… وأنا أعرفه… وهذا يكفي