أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - علي دريوسي - الشحادة الفيسبوكية














المزيد.....

الشحادة الفيسبوكية


علي دريوسي

الحوار المتمدن-العدد: 8426 - 2025 / 8 / 6 - 01:34
المحور: المجتمع المدني
    


في زمن العولمة الرقمية، لم تترك وسائل التواصل الاجتماعي مجالًا إلا وغزته، بما في ذلك مفاهيم قديمة مثل "الشحادة" أو "التسول". فقد تطورت الشحادة من كونها سلوكًا يُمارس في الشوارع إلى ظاهرة رقمية جديدة تُعرف اليوم باسم "الشحادة الفيسبوكية"، وهي تسوّل مقنّع أو مباشر عبر منشورات على مواقع التواصل، غالبًا ما تتم عبر عبارات تستدرّ العاطفة أو تدّعي الحاجة أو المصيبة.

هذه الظاهرة بدأت تتفشى في العديد من البلدان العربية، مما يطرح تساؤلات جدّية حول طبيعتها، دوافعها، وأثرها على المجتمعات. بالتأكيد هناك أسباب عديدة لانتشار الظاهرة أهمها الفقر والبطالة التاتج عن تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والأخلاقية، ناهيك عن عدم وجود قوانين واضحة تردع التسوّل الإلكتروني أو تحدّ من استغلال الناس عاطفيًا، ولا ننسى أن نقرة زر فيسبوكي يربطك مباشرة بآلاف المستخدمين.

تأخذ الشحادة الفيسبوكية عدة أشكال، من أبرزها:
منشورات تطلب من المتابعين التبرع لمريض، أو لسداد دين، أو لشراء دواء.
منشورات درامية مليئة بالتلميحات، مثل "والله الحال ضيق"، أو "يومين ما أكلنا".
استجداء التعاطف أو التفاعل عبر قصص مختلقة أو مضخّمة.
بعض الحسابات تنشر صورًا لأطفال مرضى أو محتاجين – غالبًا من مصادر أجنبية – وتطلب التبرع دون رقابة أو إثبات.

التصدي لهذه الظاهرة لا يعني التخلي عن التعاطف، بل توجيهه نحو من يستحقه فعلًا، وفي القنوات الصحيحة. تتم مواجهة هذه الظاهرة بالتوعية عبر الإعلام والمنصات وتوضيح الفرق بين المحتاج الحقيقي والشحاذ الرقمي ثم التشجيع على التبرع عبر جمعيات موثوقة بدلًا من الحسابات الفردية.

أحد الحلول الممكنة والصحيحة هو العمل على تأسيس "منصات التمويل الجماعي" وإدارتها بشفافية من قبل أشخاص يُشهد لهم بالتمتع بالأخلاق العالية.

يوجد في ألمانيا ـ على سبيل المثال ـ أنواع كثيرة من التمويل الجماعي المعروفة والمصممة بعناية، سواء للتبرعات الإنسانية أو لتمويل المشاريع عبر نموذج الاستثمار الجماعي. هذه المنصات منظمة قانونيًا، شفافة، وتخضع للتعريفات والرقابة. وأحيانا يتم تأسيسها عبر جامعات حكومية أو مستشفيات. تختلف جذريًا عن ما نراه في العالم العربي من وجه عشوائي وغالبًا غير موثوق لشحادة رقمية عبر فيسبوك ومنصات التواصل.



#علي_دريوسي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين الكبرياء والتحدي
- حنين الروح
- بين لغتين
- حين خانني الصمت
- شريط ذكريات مفقود
- الإبداع والكفاح
- التوازن
- الرجل الذي أخضع الكبرياء
- حديقة التفاهم
- الرواية الأولى
- الطفل الذي لم تحتضنه قريته
- دائرة الزمن
- الفنان والواقع
- خمارة على ضفاف الراين
- التأقلم المهني
- السورية الألمانية مادلين هاردت
- في غرفة الرنين
- المجداف
- جامع جامعة دمشق
- ورشة شعر أدونيسية


المزيد.....




- إصابات واعتقالات خلال اقتحام الاحتلال مخيم الأمعري
- تصعيد إسرائيلي بالضفة.. اقتحامات واعتقالات وهدم منازل واستيط ...
- السعودية تدعو أعضاء الأمم المتحدة لدعم وثيقة مؤتمر حل الدولت ...
- عائلات الأسرى الإسرائيليين: توجه نتنياهو لاحتلال غزة قد يُسب ...
- إدارة ترامب تسعى لإعدام منفذ الهجوم على موظفي السفارة الإسرا ...
- خبراء لدى الأمم المتحدة أمميون يطالبون بتفكيك مؤسسة غزة الإن ...
- مئات الإسرائيليين يغلقون شارع وزارة الدفاع بتل أبيب للمطالبة ...
- -تايمز-: طائرات تجسس بريطانية تساعد إسرائيل للعثور على الأسر ...
- تصعيد إسرائيلي بالضفة.. اقتحامات في نابلس واعتقالات بالخليل ...
- اجتماع إقليمي بتنزانيا حول مكافحة الفساد وإعداد الخطط المستق ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - علي دريوسي - الشحادة الفيسبوكية