أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رانية مرجية - توجيه مجموعات للمتوحدين: عبور إلى عالمٍ آخر














المزيد.....

توجيه مجموعات للمتوحدين: عبور إلى عالمٍ آخر


رانية مرجية

الحوار المتمدن-العدد: 8424 - 2025 / 8 / 4 - 09:31
المحور: الادب والفن
    


حين نتحدّث عن التوحّد، لا ينبغي أن نراه كقوقعة مغلقة أو عالمٍ منزوي بعيد عن عالمنا،

بل هو عالم آخر… موازٍ، مدهش، نقي، وإن بدا لنا غامضًا.



إنّ الأشخاص من طيف التوحّد لا يعيشون في ظلام،

بل في نورٍ لا نعرف كيف نراه.

ولا يعانون من “نقص”، بل من “فائض”

— فائض حساسية، فائض صدق، فائض ضجيج داخلي يعجز العالم الخارجي عن احتوائه.



وهنا، يبرز دور المجموعات التوجيهية والعلاجية،

كجسور إنسانية مدهشة تُقام بين هذا العالم وذاك.

إنها ليست جلسات تمرين فقط، بل مساحات لقاء،

حيث تُعلّمنا الفروق كيف نكون أكثر إنصافًا، أكثر رحمة،

وأقلّ هوسًا بالتطابق.



وبصفتي مشرفة وموجِّهة لهذه المجموعات،

أعترف أنني لا أقدّم فقط، بل أتلقّى.

ففي كلّ جلسة، ومع كلّ طفل،

أشعر أنني أفيض نورًا، وكأنّ أرواحهم النقيّة

تمنحني طاقةً لا توصف.

أنا لا أُدرّبهم فحسب،

بل أتنفّس معهم، أتعافى، أندهش،

وأكتشف كم كنتُ أجهل الحبّ الصامت.



نعم، أستمتع كثيرًا بهذا العمل،

لأنّه يلامس جوهر إنسانيتي، ويوقظ فيّ

ذلك الجزء الدافئ الذي كدتُ أنساه وسط ضجيج الحياة.

فأنا لا أُرافقهم من باب “الواجب”،

بل من باب الامتنان،

لأنهم يمنحونني فرصة رؤية العالم بعين أخرى،

أصدق، أعمق، وأجمل.



في هذه المجموعات، يتعلّم الطفل المتوحّد أن يتعامل مع محيطه تدريجيًا،

ويتعلم المحيط كيف يحتضن اختلاف الطفل لا أن يصنّفه أو يعالجه بالقسوة.

نستخدم الفن، اللعب، الموسيقى، التكرار، والرغبة الصادقة في التواصل…

وليس الصراخ أو التصحيح القهري.



لكنّ التحدّي ليس في تقنيات التوجيه فقط،

بل في النية الأخلاقية التي نقود بها هذه المساحات.

هل نُريد دمج المتوحّد في عالمنا لنُعيد تشكيله وفق مقاساتنا؟

أم أننا نتعلّم أن نتّسع لعالمه، ونحترم حدوده، ونرافقه كما هو؟



في كل لقاء، نتعلّم درسًا جديدًا:

أن الصمت ليس جهلًا،

وأن الانعزال ليس غطرسة،

وأن البكاء دون سبب واضح… ربما هو لغة أخرى نحن من نجهلها.



ليس الهدف من التوجيه أن “نصحّحهم”،

بل أن نمنحهم أدوات يستطيعون بها أن يعبروا إلينا… إن أرادوا، وبالطريقة التي يختارونها.



أما نحن، فعلينا أن نتعلّم كيف نُصغي إلى من لا يعبّر بالكلمات،

كيف نُحبّ من لا يبتسم بالضرورة،

وكيف نحترم من يعيش “بين سماء وسماء”.



#رانية_مرجية (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دوائر الظلم
- الله منحك الحرية… فلا تسلّمها لأحد
- 🌿 القدسُ… حين تتنفسُ الروحُ حجارةً 🌿
- “النهر المتصحِّر”… مرثيّة لوطن مصلوب على ضفاف الخيبة قراءة و ...
- في حضرة الزُرقة النقية
- ما بين الحُبُورِ والوجع
- ✦ بين الحبر والنبض: حين وجدتُ ذاتي بين القراءة وقلوبه ...
- � في السماء السابعة… أمي 🌿
- � رثاء فيروز لزياد 💠
- 🌿 القدسُ… حين تتنفسُ الروحُ حجارةً 🌿
- الحياة في زمن العار والنفاق
- فلسطين في عام 3000
- -حين غاب زياد-
- 🌾 دمٌ أصفر
- حب على الحاجز
- من ينظر إليّ كإنسان، هو من سيبقى 🌿 – فلسفة القلب في ز ...
- الراهب الطيب صانع المعجزات
- استيقظتُ نفسي: من نور ونار وسماء
- شاهدة قبر من رخام الكلمات: كتابة على حافة الوجع والبعث
- الوجود يتقيأني… وأنا أبتلع القيامة


المزيد.....




- صوت الأمعاء الخاوية أعلى من ضجيج الحرب.. يوميات التجويع في غ ...
- مقتل الفنانة العراقية ديالا الوادي بدمشق
- لبنان: المسرح.. وسيلة للشفاء من الآثار النفسية التي خلفتها ...
- -طحين ونار وخوف وأنا أحاول أن أكون أمًا في غزة الجائعة-
- وفاة الفنانة ديالا الوادي في حادثة سرقة بدمشق
- مشروع قانون فرنسي لتعجيل استعادة الممتلكات الثقافية المنهوبة ...
- أكثر 10 لغات انتشارا في العالم بعام 2025.. ما ترتيب اللغة ال ...
- مشروع قانون فرنسي لتسريع إعادة منهوبات الحقبة الاستعمارية
- خلال سطو مسلح على شقتها.. مقتل الفنانة ديالا الوادي بدمشق
- فن الشارع في سراييفو: جسور من الألوان في مواجهة الانقسامات ا ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رانية مرجية - توجيه مجموعات للمتوحدين: عبور إلى عالمٍ آخر