أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أكد الجبوري - 5 قصائد/ بقلم إيزابيل دي روانو* - ت: من الإسبانية أكد الجبوري















المزيد.....

5 قصائد/ بقلم إيزابيل دي روانو* - ت: من الإسبانية أكد الجبوري


أكد الجبوري

الحوار المتمدن-العدد: 8408 - 2025 / 7 / 19 - 08:27
المحور: الادب والفن
    


أختيار وإعداد إشبيليا الجبوري - ت: من الإسبانية أكد الجبوري

1- المُدّعون

المُدّعون
لتدمير الآثار،
لا بدّ من الصمت،
فالقديسون بنوا أعمدتهم،
لكنهم بلا رايات.

ما المكانة التي سنمنحها
لكل شخص في تاريخنا؟
لم يعد الأمر يُهم،
فالأبطال ماتوا،
وكل شخص يُختلق أفعاله.

الزمن اختراعٌ خبيث،
لم يتعلم أبدًا الإيمان بالحقيقة،
لأنه وُلد عاريًا كالبشر،
وإلى جانبه ذلك، السؤال؛
هل للحقيقة وجود؟



2- الموت في الزمن

خيوط عنكبوتية داكنة،
سجن مرير،
ظلال حزينة،
رمال،
قبر يظهر
مع كل خطوة بلا معنى
ينزل
سرًا،
يخفي وجهه
ليحرم
فجرًا جديدًا.



3- الليل

أي عمر، أي برد هذا،
أي عاصفة يمكن أن تكون أشد فظاعة
من ليلةٍ وحيدة،
ليلة بلا شيء،
كهف منسي،
وأنت ممر سري،
من الجليد.
وأقول ليلةً وحيدة،
ليلةً من الزمن.
ولست أتحدث عن الشغف،
أو دفء الجسد،
ولا أتحدث عن شخص،
أو عن شيء،
بل أتحدث عن ليلةٍ وحيدة
في مواجهة الكون،
في اللانهاية،
أن تكون وحيدًا مع الكون المتلألئ،
مع أسئلة الحفريات،
مع أنفسنا،
مع كل شيء.

4- يدي

هاتان يداي تعرفان الصعود الأسمى،
وأفظع العار.

إنهما كبرقين جريئين،
أو كسنونوين أسيرين متواضعين.

تتشابكان في الصلاة أو الحب،
مع القداسة أو مع الهذيان،
وتخيفهما النار،
وتصطدمان بوجه.

هاتان يداي تعرفان الكذب،
وهما ملحتان. لقد منحتاني شغفًا ساميًا،
وحنان ملاك نور.

تتذكران جناحًا ذابلًا،
وتعرفان أخاديد الطيران،
تعرفان كل أنواع الحمى.

5- إلى لويس سيرنودا

يا شيخ العصر الوحيد،
أراك بكأس الروم،
تكتب حزنك الضبابي،
تنبض بالحياة كفرسٍ مجنونة،
ترتشف ببطء دمعة رمادية،
باهتة،
مصفرة،
مع هبوب رياح الصيف.

أراك ملفوفًا بأوراق داكنة في شقتك الهادئة،
منفصلًا عن المدينة،
تمشي خلسةً،
تراقب السماء وهي تتلاشى قطرةً قطرةً،
هاربًا في ضباب المطر المعدني،
محميًا من المهرات الرهيبة
تلك التي امتطت عادتك القديمة
في دموع اليقظة.

أحييك في الجمر البعيد،
على شواطئ الأرق النائية،
وفي دوامات الانتظار المضطربة.

كطفل،
أجدك في قصر مهجور،
إذ أشعر بفراشات رائعة تنمو في داخلك،
فرحة أجساد مجهولة،
مرغوبة في كل مكان.

أحبك في ذلك التوهج
من الخوف الشهواني

حيث وُلدت اللهجة الكئيبة،
في نوافذ الأحلام،
في ذلك الأنين الخافت
لمراهقٍ مُشتعلٍ في الخريف،

أحبك في تمايل الغرف المنسية،
المُتجاهلة على السلالم الوهمية،
تُطفئ ألمًا مجهولًا،
تبتلع قبلاتٍ قذرةً خلسةً من النهار،
تشتري ربيعًا غير موجود
تحت صمت الظلال والشراشف المُجعّدة.
أبحث عنك مُختبئًا في دور السينما المُظلمة،
غارقًا في أي زاوية، مُتأملًا،
يُفكّر في سذاجتك المُبعثرة،
جالسًا في حانةٍ ما، هاربًا مُهزومًا،
يسمع صفيرًا فظًا لحزمة،
يُخزّن الظلال، يُكسر المرايا الزائفة،
يُطلق سهامًا مُرّة دون رد.

وحين كنتَ تُحبُّ المشي على الجسور،
والشعور بجريان الأنهار،
وسماع صوت البحر،
كنتَ تختفي مع خيوط الشفق،
وتنظر إلى النجوم أحيانًا.

أحيانًا تُؤلمني الحياة،
أكادُ أتذكر تعبيرك،
وصوتك الصامت،
وتلك العيون الضائعة،
وراء مسافةٍ خفية،
إذ يداك المتناثرتان على أبواب الفجر،
حال الأغنية التي تغلي دائمًا في أبراج رعبك،
كما الكمان المُنحني الذي يتسلل عبر تأملاتك،
كما الآلة الكاتبة التي تتبعك، وحال
أسطوانات الجاز تلك
التي تُخفي نفسها في الظلام.

ثم أشتاق بالحال إلى الستائر المتناثرة حولك،
ذلك اللغز الفارغ،
وتلك الأساطير عن الطرق المتناثرة، و
جيتار النفخ المصحوب بأصواتٍ أجشّة،
والمنظوراتٍ المُتذبذبةٍ
لعليّاتٍ هزيلة،
حال انتحار أجراسٍ غريبةٍ مُختلّةٍ
وهي تختفي في أقفال الزمن المُدمّر.

أشتاق إلى القلق المتناثر الذي مزّق ارتعاشك،
كطائر صغير انتزعه الشتاء،
ورحلتك الطائشة مع السائل المنوي المنطفئ،
تلك الإبرة التي كسرت برقك النابض،
نصل الشغف الذي يتسلّق توهجك،
حيث عناقك الدافئ الحلو لعندليب هائل،
عن الليالي التي صرّ فيها العالم عليك،
غير مدفون،
خلف سلسلة جبال من الريش الأزرق،
والوردة التي فقدتها على الدروب البحرية،
عن تلك العاطفة المحسوسة،
والدروب المفتوحة،
أمام حذائك الذي وطأ المناطق غير المؤكدة،
حيث يحجز مرساة قرمزية الملذات المحرمة،
خلف أبواب النوم المفتوحة بعنف.

أشعر بك،
عابرًا، من ضخامةٍ غامضة،
تعيش في صفوف المُتحدّين،
في تلك الوحدة الصعبة
التي تُثقل كاهلنا بحمل أكوامٍ من العبث،
بين صيغٍ مُرهقةٍ ومُلزمة،
في هرمٍ من الملل المُستمر،
وملل تكرار القصص،
في مُراوغاتٍ مُختبئةٍ في متاهاتٍ مُفككة،
في ذلك الزئير الكئيب الذي يولد ويُحرق،
في الاحتجاج الذي ينقلب ويُجرح،
بجانب الجدران.
لأنه يأتي وقتٌ لا يعود فيه شيءٌ ذا قيمة،
فتنفجر قصائدك،
وتنتشر كثورانٍ مُتوهج،
كحممٍ عنيفة.

لأنك متّ في سلسلة أسابيع
من الفقمات المحشوة،
في أضواء الشوارع الصامتة
التي تكسر الشوق الزاحف،
في الأسِرّة المهجورة،
في تماسيح
التحنيط غير المكتمل،
في السنوات التي تتضاعف،
في تلك اللحظة التي لم تعد تُفاجأ فيها،
في ذلك الرعب المفاجئ الذي اجتاح، مُدمّر،
مخيف، في الصوت المفاجئ الذي عوى
مُطالِبًا، عميقًا، في سائل من الحمى
كمنصة سائلة حملتكِ.

كانت هناك أسطح من الجليد،
صرخة تتكسر إلى أشلاء،
حزنٌ مُريعٌ من الانقسام،
من الفرار،
من الاختباء في الضواحي الحجرية،
من كونك هشًا،
مُدخنًا،
زائلًا، من مجرد إلقاء
صلاة مُدفأة في بلورات مُحطمة،
في بردٍ اجتاح الأزقة النائمة،
من طقسٍ عاصفٍ يُعذب ت
حت أسلاكٍ مُصابة بالصرع
متزامنًا مع خشخشة
الموت الجنائزي.

واختفيت في دماء الجثث الأرجوانية المذابة،
في هدوء المتجول الذي كسر القيود الاستبدادية،
في الشعلة الشرسة التي لا تنطفئ
والتي أشعلتها،
في الموقف الشجاع
والمؤلم لكونك نفسك.
———————
*- إيزابيل دي روانو (1945-)() شاعرة وكاتبة وصحفية ومعلمة غواتيمالية لامعة. فازت بجائزة ميغيل أنجيل أستورياس (1899-1974)() الوطنية للأدب في عام 2001(). اخترت عينة لتكون مدخلا أنموذجًا. للقارئ.
وهي مؤلفة المجموعات الشعرية؛
- "المنحوتة" (1967)()،
- "أغنية الحب في مدينة غواتيمالا" (1988)()،
- "أولئك من الريح" (1999)().
- "قهوة اسبريسو" (2002)(). و
- أغنيات زاهية (2006)().

- ومجاميع أخرى من كتابات نثرية ونقدية … إلخ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
Copyright © akka2025
المكان والتاريخ: آوكسفورد ـ 07/18/25
ـ الغرض: التواصل والتنمية الثقافية
ـ العينة المستهدفة: القارئ بالعربية (المترجمة).



#أكد_الجبوري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المآلات الاستراتيجية من قصف إسرائيل لدمشق/ الغزالي الجبوري - ...
- تَرْويقَة: -الآن أصبحتُ أنا-/ بقلم ماي سارتون- ت: من الإنجلي ...
- إضاءة: لويجي كيروبيني: نبوغ الوعي الموسيقي الرومانسي الكلاسي ...
- تَرْويقَة: -أيامٌ مُتحجرْة-/ بقلم جون تارديو*- ت: من الفرنسي ...
- تَرْويقَة: -ها هي الوردة-/ بقلم خوانا دي إيفارفورو- ت: من ال ...
- بإيجاز: أوبرا؛ -غيوم تيل- لروسيني: البنية و الخلق الإبداعي/ ...
- تَرْويقَة: -يقولون الأشياء لا تتكلم-/ بقلم روزاليا دي كاسترو ...
- البلوغ الأدبي والخيال العلاجي: نحو توجه أدبي آسيوي للمكتبات/ ...
- الحوسبة الكمومية وأثرها على مفاهيم الخوارزميات المعرفية - ت: ...
- تَرْويقَة: -السفينة الغامضة-/ بقلم أنطونين أرتو - ت: من الفر ...
- مراجعة: كتاب: أصل الديالكتيك السلبي لسوزان باك موريس /شعوب ا ...
- تَرْويقَة: -للمرة الأولى-/ بقلم إنريكي غوميز كوريا - ت: من ا ...
- تَرْويقَة: - غزارة الحبُّ-/ بقلم أمادو نيرفو* - ت: من الإسبا ...
- بإيجاز: أوبرا؛ ريتشارد فاغنر: نيتشه، التلميذ المتمرد/ إشبيلي ...
- تَرْويقَة: -أغسطس: سانتا روز-/ بقلم إيدا فيتالي - ت: من الإس ...
- بإيجاز: أوبرا؛ -حلاق إشبيلية- الكوميديا الأوبرالية الأحترافي ...
- تَرْويقَة: -الأيام الأخيرة-/ بقلم ميشيل ويلبيك - ت: من الفرن ...
- بإيجاز: أوبرا؛ -حلاق إشبيلية- الكوميديا الأوبرالية الأحترافي ...
- تَرْويقَة: -إذا نسيتني-/ بقلم بابلو نيرودا - ت: من الإسبانية ...
- تَرْويقَة: -.لوحة امرأة-/بقلم غونزالو روخاس بيزارو* - ت: من ...


المزيد.....




- فرقة موسيقية بريطانية تقود حملة تضامن مع الفنانين المناهضين ...
- مسرح تمارا السعدي يسلّط الضوء على أطفال الرعاية الاجتماعية ف ...
- الأكاديمي العراقي عبد الصاحب مهدي علي: ترجمة الشعر إبداع يوط ...
- دراسة تنصح بعزف الموسيقى للوقاية من الشيخوخة المعرفية.. كيف؟ ...
- كتّاب وأدباء يوثقون الإبادة في غزة بطريقتهم الخاصة
- حين أكل الهولنديون -رئيس وزرائهم-.. القصة المروّعة ليوهان دي ...
- تكريم الإبداع والنهضة الثقافية بإطلاق جائزة الشيخ يوسف بن عي ...
- أهمية الروايات والوثائق التاريخية في حفظ الموروث المقدسي
- -خطر على الفن المصري-.. أشرف زكي يجدد رفضه مشاركة المؤثرين ف ...
- هل يحب أطفالك الحيوانات؟ أفلام عائلية أبطالها الرئيسيين ليسو ...


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أكد الجبوري - 5 قصائد/ بقلم إيزابيل دي روانو* - ت: من الإسبانية أكد الجبوري