أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أكد الجبوري - تَرْويقَة: -.لوحة امرأة-/بقلم غونزالو روخاس بيزارو* - ت: من الإسبانية أكد الجبوري














المزيد.....

تَرْويقَة: -.لوحة امرأة-/بقلم غونزالو روخاس بيزارو* - ت: من الإسبانية أكد الجبوري


أكد الجبوري

الحوار المتمدن-العدد: 8398 - 2025 / 7 / 9 - 00:08
المحور: الادب والفن
    


أختيار وإعداد إشبيليا الجبوري - ت: من الإسبانية أكد الجبوري



سيظل الليل حاضرًا يا امرأة، لينظر إليكِ وجهًا لوجه،
وحيدةً في مرآتكِ، خاليةً من الحب، باردة
في واقع الدوار الشديد الذي يُدمركِ.
ستظلين تملكين ليلتكِ وسكينكِ،
وهاتفكِ التافه لتسمعي وداعي بضربة واحدة.

أقسمتُ ألا أكتب لكِ. لهذا السبب أناديكِ في الهواء
لأقول لكِ شيئًا، كما يقول الفراغ: لا شيء، لا شيء،
إلا الشيء نفسه، ودائمًا الشيء نفسه
أنكِ لا تسمعينني أبدًا، وأنكِ لا تفهمينني أبدًا،
مع أن عروقكِ تحترق بما أقول.

ارتدي الثوب الأحمر الذي يليق بفمك ودمك،
وأحرقيني بآخر سيجارة خوفًا من الحب الكبير،
وانطلقي حافية القدمين في الهواء الذي أتيتِ به،
بجرح جمالكِ الظاهر.
أشفقي على من تبكي وتبكي في العاصفة.

لا تموتي عليّ. سأرسم وجهكِ في لمح البصر،
كما أنتِ: عينان تريان المرئي والخفي،
وأنف رئيس ملائكة وفم حيوان، وابتسامة تغفر لي،
وشيء مقدس خالد يطير من جبينكِ يا امرأة،
ويثيرني، لأن وجهكِ هو وجه الروح.

تذهبين وتأتين، وتعشقين البحر الذي يجرفكِ بزبده،
وتبقى ساكنة، تسمعينني أناديكِ في
هاوية الليل، وتقبلينني كالموج.
كنتِ لغزًا. وستظلين لغزًا. لن تطيري معي.
ها أنا يا امرأة، أترك لكِ صورتكِ.



* - غونزالو روخاس بيزارو/ مقتطف من "لوحة امرأة"().
كان غونزالو روخاس بيزارو (1916-2011)() شاعرًا تشيليًا. تُعدّ أعماله جزءًا من التراث الأدبي الطليعي المستمر في أمريكا اللاتينية في القرن العشرين. في عام 2003، مُنح جائزة ثيربانتس()، وحصل على الجائزة الوطنية التشيلية للآداب عام 1992.() خلال مسيرته المهنية، كتب ونشر أكثر من 40 ديوانًا شعريًا()، مُركزًا في كثير من الأحيان خُلد حسه العميق على فتق الكلمات اللحنية التي تُطرب الأذن. بل جعلها تجوب العالم كمكان يطارد صنعة روح حجر النهر النقي. مطلقا صفيره الظهيرة زمنا بلا نوم. إن شئتم.

في 20 ديسمبر 1916، وُلد روخاس في ليبو، تشيلي. بعد التحاقه بمدرسة داخلية بمنحة دراسية، التحق بجامعة تشيلي في سانتياغو لدراسة القانون والأدب(). بالإضافة إلى عمله على أول ديوان شعري له، قام روخاس بتدريس القراءة والكتابة لعمال المناجم في صحراء أتاكاما(). خلال هذه الفترة، أسس أيضًا مجلة أدبية تُدعى ("القطب الجنوبي")() التي تعني بشؤون أدب أمريكا اللاتينية. وشغل منصب رئيس تحريرها().

أكسبه نشر ديوانه الأول، "بؤس الإنسان"، عام 1948()، شهرة عالمية كشاعر. نشر روخاس مجموعات شعرية أخرى لا تُحصى، مثل "ضد الموت" (1964)()، و"الظلام" (1977)()، و"من البرق" (1981)()، طوال مسيرته التي امتدت لسبعة عقود.

بالإضافة إلى ذلك، خلال ذروة أدب أمريكا اللاتينية في ستينيات القرن الماضي، عمل محاضرًا وإداريًا في جامعة كونسيبسيون(). وفي أوائل السبعينيات، عمل روخاس سفيرًا دبلوماسيًا حتى نُفي بسبب التوترات السياسية.() لاحقًا، درّس الأدب الإسباني في جامعات في ألمانيا وإسبانيا والولايات المتحدة ودول أخرى.()

مكّنته منحة غوغنهايم من العودة إلى تشيلي عام 1979. واستقر في مدينة شيلان()، حيث واصل نشر أعماله الشعرية الشهيرة. فاز في سنواته الأخيرة بالجائزة الوطنية التشيلية للأدب (أعلى جائزة وطنية تُمنح للكتاب في تشيلي)، وجائزة ميغيل دي ثيربانتس (1547-1616) الإسبانية()، وجائزة أوكتافيو باث (1914-1998) المكسيكية()، وجائزة خوسيه هيرنانديز (1834-1886) الأرجنتينية().

أخيرا. صورة الشاعر. في معظم تفاصيلها. ولا يُمكن لأي وعي متلقي. أو لأيّ قدرٍ من التصريحات عن عمل الشاعر أن يُغني عن القراءة، كما يُغني السعي عن التفكير، أو الإعلان عن الاستمتاع بتميز الأشياء، أو غمرة الشغف -بسهولةٍ بالغة- عن فنّ الحب. قد تقرأه. لكن. إذًا شعرت في وحدة مغلقة، أو إلي حيثُ لا يُمكن لمثل هذه التدخّلات أن تدخل، وفي جوٍّ من الجدّية الجادة لروح الأنهر خارجا. لذ يكمن الاستبدال في صنع نماذج، وتدريب المُتلقّي على التعلّق بها لا بالأشياء نفسها، وفي حالة كتابته الشعرية والأدبية، فإنّ رائحتها المألوفةٌ. منه. بما يكفي لأيّ طالبٍ مُقبلٍ على الاختبار. بل إن المُشكلة هي أنّ اختياره (شاعرنا). لها لا تُعد النماذج لتُصبح جوهر ما يُمكن قوله - أو ما يُسمَع، وهو نفس الشيء بها. فقط. بل مُركزًا في كثير من الأحيان توهج خُلد حسه العميق على فتق الكلمات اللحنية التي تُطرب الأذن. بل جعلها تجوب العالم كمكان يطارد صنعة روح حجر النهر النقي. مطلقا صفيره الظهيرة زمنا بلا نوم. إن شئتم.

- توفي 25 أبريل 2011.()
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
Copyright © akka2025
المكان والتاريخ: آوكسفورد - 07/06/25
ـ الغرض: التواصل والتنمية الثقافية
ـ العينة المستهدفة: القارئ بالعربية (المترجمة).



#أكد_الجبوري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجنوب العالمي: تشتت المفهوم والثروة - كولومبيا/ الغزالي الج ...
- الديمقراطية للبيع: الانحدار المؤسسي للولايات المتحدة/ الغزال ...
- إضاءة: أوبرا؛ صوت الملهمة الذي شكّل عصر الأوبرا/ إشبيليا الج ...
- خمس قصائد لأنجيلا مارينيسكو- ت: من الإيطالية أكد الجبوري
- إضاءة: أوبرا؛ صوت الملهمة الذي شكّل عصر الأوبرا/ إشبيليا الج ...
- تَرْويقَة: -الأغنية-* للإميليو بربادوس - ت: من الإسبانية أكد ...
- شوبرت والأوبرا (3-3) والأخيرة /إشبيليا الجبوري - ت: من الألم ...
- الديمقراطية للبيع: الانحدار المؤسسي للولايات المتحدة
- إضاءة: أتاهوالبا يوبانكي: رحلة البنفسج البليغة/إشبيليا الجبو ...
- تَرْويقَة: -وغنت الحجارة-/بقلم أتاهوالبا يوبانكي* - ت: من ال ...
- شوبرت والأوبرا (2-3) /إشبيليا الجبوري - ت: من الألمانية أكد ...
- تَرْويقَة: -العودة-/بقلم خوسيه هييرو* - ت: من الإسبانية أكد ...
- شوبرت والأوبرا (1-3) /إشبيليا الجبوري - ت: من الألمانية أكد ...
- انتصار تاريخي للحزب الشيوعي التشيلي/ الغزالي الجبوري - ت: من ...
- تَرْويقَة: -زمن عشته-/ بقلم فرانكو ماتاكوتا*- ت: من الإيطالي ...
- إضاءة: أوبرا -بارسيفال- لريتشارد فاغنر/ إشبيليا الجبوري - ت: ...
- تَرْويقَة: الشمس مائلة فوق بغداد/ بقلم فرانسيس جاميه* - ت: م ...
- بإيجاز: الملحنون الأكثر تأثيرًا على جواكينو روسيني/ إشبيليا ...
- إضاءة؛ روميو مورغا… نظرات غائبة (3-3) والأخيرة/ إشبيليا الجب ...
- تَرْويقَة: -أصغي إلى الصمت-* لآوجينيو دي أندارادي - ت: من ال ...


المزيد.....




- شعوذة.. طموح.. حب.. موسيقى وإثارة.. 9 أفلام تعرض في سبتمبر
- قصة ملك ليبيا محمد إدريس السنوسي الذي أطاح به القذافي
- كيف أصبح مشروب شوكولاتة للأطفال رمزا للاستعمار الفرنسي؟
- المخرج الأميركي جارموش مستاء من تمويل صندوق على صلة بإسرائيل ...
- قطر تعزز حماية الملكية الفكرية لجذب الاستثمارات النوعية
- فيلم -ساحر الكرملين-.. الممثل البريطاني جود تدرّب على رياضة ...
- إبراهيم زولي يقدّم -ما وراء الأغلفة-: ثلاثون عملاً خالداً يع ...
- النسخة الروسية من رواية -الشوك والقرنفل- تصف السنوار بـ-جنرا ...
- حين استمعت إلى همهمات الصخور
- تكريم انتشال التميمي بمنحه جائزة - لاهاي- للسينما


المزيد.....

- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أكد الجبوري - تَرْويقَة: -.لوحة امرأة-/بقلم غونزالو روخاس بيزارو* - ت: من الإسبانية أكد الجبوري