انتصار تاريخي للحزب الشيوعي التشيلي/ الغزالي الجبوري - ت: من الإنكليزية أكد الجبوري

أكد الجبوري

الحوار المتمدن-العدد: 8391 - 2025 / 7 / 2 - 11:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

المعطيات العلمية والتعليمية للمقالة؛
- كيف حددت هيمنة الحزب الشيوعي على الحزب الحاكم، و كيف تعزيز موقفه في التفاوض على القوائم البرلمانية؟.
- ما الخبرة في دراسة فجوة انخفاض نسبة المشاركة في الانتخابات التمهيدية الرئاسية، وتمكن التغلب عليها؟.
- كيف إدارة مصادر وعناصر القوة لجانيت خارا في سد الفجوة بين جناحي اليسار واليمين؟.
- ما دور خوسيه أنطونيو كاست، زعيم بينوشيه، وكيف تم زجه هو المرشح المرجح و المنافس لمواجهة جولة الإعادة؟.
- ما المجال الحيوي والاستراتيجي في كسب حقوق العمال والوحدة في مواجهة اليمين المتطرف؟.
- هل إدارة الميزة النوعية "لعبة شبح الشيوعية" في منافسة مواجهة شبح الفاشية (بينوشيه، النسخة التشيلية). كيف؟.


يُعد فوز جانيت جارا (1974-)() تاريخيًا. إنها المرة الأولى التي يحظى فيها مرشح رئاسي من الحزب الشيوعي بفرصة حقيقية للفوز برئاسة تشيلي. أنتصار جارا يُحدد معالم المعركة ضد اليمين المتطرف

حققت جانيت جارا فوزًا ساحقًا في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية. فازت مرشحة الحزب الشيوعي وحزب العمل الإنساني بنسبة 60.16%() من الأصوات (825,663 صوتًا)()، تليها كارولينا توها (1965-)() (385,249 صوتًا)()، مرشحة الحزب الاشتراكي الديمقراطي (الحزب الاشتراكي، الحزب الليبرالي، الحزب الراديكالي، الحزب الديمقراطي الشعبي، والديمقراطية المسيحية). حصل جونزالو وينتر (1987-)() (12,795 صوتًا)()، مرشح الجبهة العريضة، على 9.02% من الأصوات()، بينما حصل خايمي موليت (1963-) ()(37,654 صوتًا)()، مرشح الاتحاد الإقليمي الاجتماعي الأخضر، على 2.74% من الأصوات().

بناءً على هذه النتائج، تُحدد بعض العوامل الرئيسية لفهم ما ينتظرنا في الأشهر المقبلة قبل الانتخابات الرئاسية.

1. هيمنة الحزب الشيوعي على الحزب الحاكم، وتعزيز موقفه في التفاوض على القوائم البرلمانية.
يعزز هذا الفوز مكانة الحزب الشيوعي كقوة سياسية رئيسية داخل الحزب الحاكم. وقد أتاحت لها شعارات نضال اليسار، التي تجلت في إعطاء الأولوية لحقوق العمال، والموقف الرافض لاتفاقية (أس كو أم)-كوديلكو()، والسياسة الخارجية المنفتحة على مجموعة البريكس+()، والتركيز على العمال، بالإضافة إلى كاريزما المرشحة وفضائلها، تحقيق فوز ساحق في هذه الانتخابات التمهيدية الرئاسية للحزب الحاكم. لم تُضاعف فقط تقدم كارولينا توها، بل ضاعفت أيضًا تقدم غونزالو وينتر بستة أضعاف.

ستكون هذه النتائج مهمة في تحديد القوائم البرلمانية، حيث يبدو الحزب الشيوعي أقوى، بينما يضعف حزبا جبهة أمبليو والحزب الاشتراكي الديمقراطي. مع هذه النتائج، من الممكن أن يُعاد إحياء النقاش حول قائمة برلمانية واحدة للأحزاب الرئيسية (جبهة أمبليو، والحزب الاشتراكي، والحزب الاشتراكي)()، إذ ليس من مصلحة الحزب الاشتراكي الترشح في قائمة منفصلة. في هذه الأثناء، ستتخلف الأحزاب الكبيرة عن "الأحزاب الصغيرة"(). في حالة حزب الاتحاد الإقليمي الاجتماعي الأخضر، فقد أعلن بالفعل أنه لن يكون جزءًا من قائمة موحدة، لذا من المحتم وجود قائمتين برلمانيتين على الأقل، على الرغم من أن طموحات موليت في أن يصبح عضوًا في مجلس الشيوخ مهددة بالنتائج الضعيفة التي حققها في دائرته الانتخابية. سيكون هذا عنصرًا سيتم تحليله في الأسابيع المقبلة.

2. انخفاض نسبة المشاركة في الانتخابات التمهيدية الرئاسية، ولكن يمكن التغلب عليها.
الشيء الوحيد الذي يُثير الاستياء في ترشيح جانيت جارا هو أن عدد المشاركين بلغ مليونًا و420 ألفًا و85 شخصًا فقط، وهو رقم أقل من عدد المشاركين في الانتخابات التمهيدية لعام 2021،() والذي بلغ مليونًا و750 ألفًا()، بين دانيال جادو (1967-)() (الحزب المحافظ) وغابرييل بوريك (1986-)() (الحزب الاشتراكي الديموقراطي). وإذا أُضيفت أصوات الـ 150 ألف صوت من الانتخابات التمهيدية التقليدية للحزب الاشتراكي الديمقراطي لعام 2021، بين باولا نارفايز (1972-)() (الحزب الاشتراكي)، وياسنا بروفوست (1969-)() (الحزب الديمقراطي المسيحي)، وكارلوس مالدونادو (1963-)() (الحزب الراديكالي)، فإن عدد الأصوات في هذه الانتخابات التمهيدية لعام 2025 انخفض بنحو 400 ألف صوت،() ليصل إلى أقل من 10% من إجمالي عدد الناخبين()، والذي كان يحق لأكثر من 15 مليون شخص التصويت بموجبه. باختصار، لم تكن المشاركة جيدة، لأن النتيجة الجيدة تعني تجاوز عدد الأصوات مليوني صوت. على أي حال، حصلت على أصوات أكثر من سيباستيان بينيرا (1949-2024)() في الانتخابات التمهيدية الرئاسية لعام 2017()، وهو العام الذي فاز فيه في نهاية المطاف بولايته الثانية. لهذا السبب، يمكن أن تؤدي حملة قوية إلى عودة قوية، لا سيما بالنظر إلى أن الجولتين الأولى والثانية انتخابات إلزامية التصويت.

3. يجب على جارا سد الفجوة بين جناحي اليسار واليمين.
يواجه ترشيح جانيت جارا تحديًا مزدوجًا لتوسيع قاعدة ناخبيهم، من "اليسار" و"اليمين". على اليسار، يحرم فوز خارا حاكم فالبارايسو، رودريغو مونداكا (1961-)()، من الترشح، بعد أن أشار إلى استعداده للترشح في الانتخابات الرئاسية في حال فوز كارولينا توها. لذلك، لم يتبقَّ سوى ماركو إنريكيز-أومينامي (1973-)() وإدواردو أرتيس (1951-)()، وكلاهما يجمعان التوقيعات للتسجيل كمرشحين مستقلين. وفي حالة حزب آرتيس (الحزب الشيوعي - العمل البروليتاري)()، فمن المستحيل عمليا أن يتراجع عن ترشيحه لصالح جارا، ولكنه على الأرجح لن يحصل على 36 ألف توقيع اللازمة لتسجيل ترشيحه كمستقل().

في حالة حركة اليسار البيئي، ونظرًا لافتقارها إلى هيكل تنظيمي لجمع 36,000 توقيع()، وارتباطها بمجموعة بويبلا، التي تضم أيضًا شخصيات من الحزب الشيوعي، فمن المحتمل أن تتمكن من التفاوض مع جانيت جارا ورفض ترشيحها لصالحها. ولتحقيق ذلك، ستكون إجراءات أحزاب اليسار البيئي الشعبي، وهو ائتلاف شارك في الانتخابات الإقليمية الأخيرة بحوالي 10%() من الأصوات في المناطق التي تنافس فيها، مهمة. إذا حصلت جانيت جارا على دعم حركة اليسار البيئي الشعبي وبعض أحزاب اليسار البيئي الشعبي، فإنها ستُغلق جناحها اليساري، وستحصل على دعم يسار غير حكومي. من المهم أن يُدرك الحزب الحاكم أن قواه وحدها لا تكفي لمواجهة اليمين المتطرف.

الجناح الآخر هو "اليمين". أعلنت عدة شخصيات داعمة لترشيح كارولينا توها (1965-)()، سواءً كانت تنتمي إلى الحزب الديمقراطي المسيحي أو المستقلين التاريخيين في تحالف الأحزاب، عن استعدادها لدعمها، ولكن ليس مرشحًا من الحزب الشيوعي أو تحالف الحرية. ولمنع أي انشقاق في هذا القطاع، ستحتاج توها إلى ضمان أصوات الديمقراطيين المسيحيين، وهو حزب لم يشارك رسميًا في الانتخابات التمهيدية، وبالتالي يمكنه الترشح للرئاسة. ويمكن لأعضاء مجلس الشيوخ من هذا الحزب، مثل ياسنا بروفوست (1969-)() وفرانسيسكو هوينتشوميلا (1944-)()، بالإضافة إلى عمدة لا بينتانا، كلوديا بيزارو (1964-)()، أن يلعبوا دورًا محوريًا في إقناع الحزب بترشيح جارا. على أي حال، سيكون من الممكن حتمًا لبعض الشخصيات من هذا القطاع أن ترغب في الانضمام إلى مرشح مستقل مثل هارولد ماين نيكولز (1961-)() أو حتى أن تكون على استعداد لدعم مرشحة مثل إيفلين ماثي (1953-)().

في سيناريو تُغلق فيه جانيت جارا جناحها الأيسر وتُبطئ الانفصال على اليمين، فمن المتوقع أن تحصل على ما لا يقل عن 38% من الأصوات(). وبهذه النتيجة، التي توقعتها استطلاعات رأي مثل لا كوزا نوسترا، ستتقدم بلا شك إلى الجولة الثانية، حتى في المركز الأول.

4. خوسيه أنطونيو كاست، زعيم بينوشيه، هو المرشح المرجح لمواجهة جولة الإعادة.
السيناريو المذكور أعلاه مرجح جدًا أيضًا بسبب انقسام الجناح اليميني، الذي من المتوقع أن يرشح إيفلين ماثي، التي تمثل الجناح اليميني التقليدي؛ وخوسيه أنطونيو كاست (1966-)()، الذي يمثل الجناح اليميني المتطرف لبينوشيه؛ يوهانس كايزر (1976-)()، ممثلاً عن جناح اليمين المتطرف المؤيد لبينوشيه (1915-2006)() والمناهض للتطعيم؛ وفرانكو باريزي (1967-)()، مرشحاً يمينياً شعبوياً. في هذا القطاع، حل ترشيح كاست محل ترشيح ماثي، لذا إذا استمر هذا التوجه، فمن المحتمل أن يتأهل كاست إلى الجولة الثانية. في حالة باريزي، يتزايد ترشيحه على حساب ترشيح كايزر، بينما يخسر الأخير لصالح باريزي وكاست.

5. حقوق العمال والوحدة في مواجهة اليمين المتطرف: الخطاب المحتمل لترشح جانيت جارا (1974-)().
فيما يتعلق بخطاب جانيت جارا، من المرجح أن يتمحور حول محورين: تحسين ظروف عمل الطبقة العاملة، مع اقتراح زيادة الحد الأدنى للأجور إلى 750 ألف بيزو()، وكبح جماح اليمين المتطرف. من غير المرجح أن يكون لها أفق أوسع للتحول، ولذلك ينبغي أن تكون حكومة استمرارية لحكومة غابرييل بوريك، مع هيمنة أكبر للحزب الشيوعي، مما قد يعني رغبة أكبر في التغيير. هذا قد يحوّل إدارة جانيت جارا المستقبلية إلى حكومة "الموجة التقدمية الثالثة" في أمريكا اللاتينية، أقل خجلاً من حكومات "الموجة الثانية" التي قد تميز إدارة غابرييل بوريك (1986-)().

على أي حال، يُعد فوز جانيت جارا تاريخيًا. هذه هي المرة الأولى التي يحظى فيها مرشح رئاسي من الحزب الشيوعي بفرصة حقيقية للفوز برئاسة تشيلي. يُمثل هذا الترشيح، على الأقل، مقترحًا واضحًا لمواجهة اليمين المتطرف: ببرنامج تحولي يركز على توسيع حقوق العمال، وليس على الحنين إلى ماضٍ يستحيل تكراره في السياق الحالي، كما اقترحت كارولينا توها، المرشحة من النواة التاريخية لحزب تحالف الأحزاب الذي حكم خلال حكومات ما بعد الديكتاتورية.

6. شبح الشيوعية في مواجهة شبح الفاشية (بينوشيه، النسخة التشيلية).
سيُثير هذا النصر مخاوف اليمين بأكمله بسبب "شبح الشيوعية" الذي يُخيّم على تشيلي. لكن تجدر الإشارة إلى أنه في انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني 1932، حقق الحزب الشيوعي أفضل نتائجه في تاريخ ألمانيا()، لكنه خسر أمام الحزب النازي بقيادة هتلر (1889-1945)() . يجب ألا ننسى أن الحزب الذي يُثير أكبر مخاوف الشعب التشيلي، والذي يُشكّل تهديدات حقيقية، هو شبح الفاشية الذي يُمثّله خوسيه أنطونيو كاست (1966-)()، وهو المُنافس المُحتمل لجانيت جارا في جولة الإعادة المُقرر إجراؤها في 14 ديسمبر/كانون الأول 2025(). اليقين الوحيد في الأشهر المُقبلة هو أنها ستكون أسابيع.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
Copyright © akka2025
المكان والتاريخ: آوكسفورد ـ 07/02/25
ـ الغرض: التواصل والتنمية الثقافية
ـ العينة المستهدفة: القارئ بالعربية (المترجمة).

#أكد_الجبوري (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل