أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حمد - المجتمع الدولي ضميرمستتر مصاب بالشلل














المزيد.....

المجتمع الدولي ضميرمستتر مصاب بالشلل


محمد حمد

الحوار المتمدن-العدد: 8391 - 2025 / 7 / 2 - 21:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كان يا ما كان قبل بضعة أعوام من هذا الزمان كيان اسمه "المجتمع الدولي". وكان له صوت مسموع ويتمتع باحترام الجميع. وينظر إلى الى بني آدم نظرة عادلة لا تفرّق بين الصعيدي المصري والهولندي الاشقر. فكلاهما بشر، باستثناء اختلافات ظاهرية بسيطة لم تكن ذات أهمية في نظر المجتمع الدولي" آنذاك.
لكن بعد مرور السنين تقدّم العمر بالمجتمع الدولي وأصبح شيخا طاعنا في السن. يعتمد كليّا على حفنة من الأقوياء الأشداء. سيطرت تماما على كل قراراته ووجهات نظره ومؤسساته التي ما زالت تحمل صفة "الدولي" ربما لحفظ ماء الوجه. اما نحن في الشرق وغيره فلدينا مع "المجتمع الدولي" ايام وليال من العتاب والعذاب والصراخ باعلى الاصوات لما جرى لنا وما زال يجري حتى هذه الساعة، على ايدي من يعتبرهم "المجتمع الدولي" فوق القوانين والأعراف والشرائع السماوية والأرضية. بعيدين كل البعد عن العقاب والعتاب حتى ولو بكلمات رقيقة جدا. كما يحصل عادة بين العشاق.
ولمن لا يعرف ما هو "المجتمع الدولي" أود أن اوضح، أنه عبارة عن "نادي للاغنياء جدا" مكوّن من حفنة من الدول تقودها أمريكا. ولا حاجة لذكر الاسماء. اما بقية دول العالم فهي إما خاضعة خضوعا تاما و أما لا تبالي بما يجري حولها. وأما تؤدي دور شاهد ما شافيش حاجة !
واليوم، في عصر البلطجة الأمبريالية يكفي أن تغضب عليك دولة واحدة من نادي "الكبار" لتصيبك الف داهية. واذا الصقوا بك تهمة ما كالإرهاب أو العداء للسامية على سبيل المثال. فلن ينقذك منها أحد إلا ملك الموت، إذا كنت محظوظا. ولتعلم أن حفنة من الدول الكبرى، لا تزيد عن عشر دول، ويسمونها "المجتمع الدولي" تتحكّم بمصير ومستقبل ثلاثة أرباع شعوب ودول العالم. وتمسك بيدها سيف العقوبات الصارم الذي لا شفاء منه إذا وقع على رأس دولة. وجمهورية كويا هي أكثر الأمثلة وضوحا على ما اقول.
وبالامس، وما زال الحديث عن "المجتمع الدولي" قامت دويلة اسرائيل بقصف مقهى على شاطيء غزة وقتلت وإصابت العشرات من الابرياء. كان مجرد مقهى وليس ورشة لتصنيع الأسلحة ولا مخزن للصواريخ ولا ترتاده شخصيات قيادية من حركة حماس. كان مجرد مقهى يأوي أناسا أبرياء جلسوا بما خفّ حمله من الثياب الصيفية. فهل سمعتم صوت " المجتمع الدولي" مندّدا أو محذّرا أو رافضا أو مهدّدا بعقوبات من نوع ما. طبعا لا !
ولماذا لا؟ لأن ضمير "المجتمع الدولي" يصاب بالشلل عندما يتعلق الامر بدويلة اسرائيل المدلّلة. بينما يكشّر عن أنيابه الحادة مع الدول الفقيرة لابسط الأخطاء ولاتفه الاسباب.
فلا تعوّلوا كثيرا، مهما تقطٌعت بكم السُبل، على مجتمع "دولي" بالاسم فقط. له عين عوراء لا ترى ما يرتكبه بعض الكبار من جرائم وانتهاكات، رغم كثرة الأدلة والبراهين الموثقة، وعين أخرى حمراء متقّدة مع الفقراء ومع من لا حول ولا قوة لهم إلا بالله !
أن من يعوّل على هذا "المجتمع الدولي" في إعادة حقوقه المسلوبة ورفع الظلم عنه او انصافه كمن يعوّل على ابليس في التوسّط له بدخول الجنة !



#محمد_حمد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يا جلال الصغير ما اصغرك !
- هدوء يسبق العاصفة ام استراحة محارب مرهق ؟
- عندما تصبح الحقيقة ضحية للحروب والصراعات المسلحة
- قلبٌ مترامي الاشواق...يكاد يشبهني !
- اتسلّق صخور الاماني ومرايا الوعود
- هكذا تكلّم حاخام البيت الأبيض دونالد ترامب
- هل من خبر عاجل يريح القلب؟
- اسرائيل لن تنتصر وإيران لن تنهزم
- سنقف الى جانبكم مكتوفي الايدي كما عوّدناكم
- خلاف بين دونالد ماسك وايلون ترامب !
- من يرشّكم بالماء سوف نرشّه بالدم
- رواتب الإقليم بين كتابنا وكتابكم !
- ايتمار بن غفير: الحلّ في غزّة بالقتل لا بالتفاوض
- مفاوضات -ام الحواسم- بين موسكو وكييف
- 343 حزبا سياسيا في العراق...ما شاء الله !
- تحالف الراغبين ام تحالف العاجزين ؟
- امريكا ولوثة العداء للآخرين...
- حصلنا على 4 تريليون دولار من احفاد حاتم الطائي
- يا موطني ليش انت من دون الدول صاحت عليك الصايحة ؟
- قمّة بغداد، يا ضيفنا لو زرتنا لوجدتنا...


المزيد.....




- هذا ما قاله أبو عبيدة.. إسرائيل وحماس تتبادلان الاتهامات بعر ...
- في أول ظهور منذ مارس.. أبو عبيدة يتحدّث عن -معركة استنزاف طو ...
- البرازيل: المحكمة العليا تفرض على الرئيس السابق بولسونارو وض ...
- أكسيوس: إسرائيل تطلب من واشنطن إقناع دول باستقبال مهجّرين من ...
- هل تستحق مشدات الخصر كل هذا العناء؟ إليك 8 آثار جانبية محتمل ...
- روسيا تحكم بالسجن على 135 متظاهرا ضد إسرائيل بداغستان
- واشنطن بوست: الديمقراطيون يجرّبون الشتائم لمواجهة تأثير ترام ...
- أردوغان لبوتين: الاشتباكات في السويداء تشكل تهديدا للمنطقة ك ...
- غاليبولي الإيطالية تستضيف -حنظلة- قبل إبحارها لكسر الحصار عن ...
- صحفي يواجه نائبا جمهوريا بتصريحاته حول إبادة وتجويع المدنيين ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حمد - المجتمع الدولي ضميرمستتر مصاب بالشلل