أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رانية مرجية - الأدب الفلسطيني بين 1995 و2024: بين النزيف والنهوض














المزيد.....

الأدب الفلسطيني بين 1995 و2024: بين النزيف والنهوض


رانية مرجية

الحوار المتمدن-العدد: 8390 - 2025 / 7 / 1 - 10:01
المحور: الادب والفن
    


من يقرأ الأدب الفلسطيني بين عامي 1995 و2024 لا يمكنه أن يفصل بين الحبر والدم، بين اللغة والهوية، بين القصيدة والمنفى، بين الرواية والجدار. إنه أدب كُتب تحت الخطر، ونُحت من الصمت والحرمان، وسُقي من خيبات السياسة ووجع المكان، لكنه أيضًا أدب النهوض، والمقاومة الثقافية، وتثبيت الوجود في وجه المحو.

أولاً: الأدب الفلسطيني بعد أوسلو – الحيرة والتمزق
اتفاق أوسلو في 1993 شكّل بداية مرحلة جديدة للأدب الفلسطيني، بدأت تتضح معالمها أكثر بعد 1995. مرحلة لا يمكن وصفها بالتحرر، بل بالتمزق والقلق الوجودي. لم يعد "العدو" خارجيًا فقط، بل بدأ الأدب يلتفت إلى الداخل: فساد السلطة، الانقسام، الصراع بين النخبة والشعب.

إبراهيم نصر الله، برواياته الملحمية مثل زمن الخيول البيضاء، لم يهادن أحدًا. صوّر القضية الفلسطينية كملحمة جمالية ووجودية.

سحر خليفة، في رواياتها خلال هذه الحقبة، أبرزت الجدل بين الأنثى والمجتمع الذكوري من جهة، وبين الفلسطيني والسلطة من جهة أخرى.

رشاد أبو شاور، ظل وفياً للغة الثورة والحنين إلى المخيم، ولكن بلغة أكثر وجعًا وقلقًا.

ثانياً: الجيل الجديد – الكتابة من داخل النار
في العقدين الأخيرين، ظهر جيل شاب لم يعش النكبة لكنه وُلد في ظلها، لم يذق المنفى بالمعنى الكلاسيكي، بل عاشه داخل "الوطن المجزّأ". هذا الجيل أعاد تعريف فلسطين كهوية شخصية يومية لا مجرد شعار قومي.

مجدي دعيبس، كتب عن الفلسطيني الذي يعيش في مناطق الـ48، المحاصر بالهوية الإسرائيلية، بلغة سخرية سوداء.


غسان زقطان، الشاعر الذي هاجر كثيرًا، لكنه ظلّ يبحث عن "مكان بلا منفى"، لغته ضبابية لكنها مشحونة بكل ثقل الغياب.

ثالثاً: النسوية الفلسطينية – الصوت الذي كان خافتًا وصار عاصفة
لم تعد الكاتبة الفلسطينية مجرّد ظلّ لمأساة شعبها، بل صارت فاعلة نقدية داخل هذا الخطاب. برزت كتابات نقدية وجريئة عن الجسد، الدين، الزواج، التحرش، وأيضًا عن الاحتلال كقمع مضاعف.


ميسون أسدي، كاتبة قصصية تتناول واقع المرأة الفلسطينية في أراضي 48، بأسلوب جريء، يكشف ازدواجية القمع.

ربى بلال عسّاف، في نصوصها المسرحية، حوّلت المسرح إلى بيت وجدان فلسطيني، مليء بالأسئلة الجارحة عن الوجود والمرأة والوطن.

رابعاً: الشعر كنافذة خلاص
بين 1995 و2024، لم يخفت الشعر الفلسطيني، بل تطوّر ليصبح أكثر تجريبًا. انتقل من خطاب شعاراتي إلى لغة مشحونة بالأسى والبحث عن المعنى.

تميم البرغوثي، ربط بين الفصحى والمسرح الشعبي، وخلق جسراً بين التاريخ والواقع بلغة غنائية آسرة..

مراد السوداني، أعاد إلى القصيدة الفلسطينية هدوء النار، واشتغالها على الرمزية.

حنان جبيلي عابد، شاعرة من جيل جديد، تنسج قصائدها كمن تصلّي للهوية وللذاكرة، بشاعرية تخترقك كقذيفة ببطء.

خامساً: المنفى الرقمي – الكتابة على حافة فيسبوك
ما بين 2010 و2024، ظهر نمط جديد من الأدب الفلسطيني: كتابة فيسبوكية/رقمية تخلط بين الشعر والمقال، بين اللغة الكلاسيكية والمحكية، بين السياسي والوجداني. ومع الحرب على غزة، والهجمات على الضفة، صار "المنشور" سلاحًا ومتنفسًا ومرآة.

لكن أيضًا، كان هذا منبرًا لتفريغ الغضب، لا دوماً لإنتاج أدب خالد. ومع ذلك، نجد فيه جماليات جديدة، وجرأة على كسر الأنواع الأدبية التقليدية.

سادسًا: التحديات المستقبلية
رغم كل هذا التنوع، يبقى التحدي الأكبر هو: كيف يكتب الفلسطيني أدبه في ظل التطبيع الثقافي، ومصادرة الأرض، والتغييب الإعلامي؟

هل يكون الأدب أداة بقاء؟ أم مجرد توثيق للخسارات؟
هل نحتاج لأدب يحتفل بالفرح، لا فقط بالموت؟
هل يستطيع الجيل القادم أن يكتب فلسطين خارج الأسى؟ ربما، لكن دون أن ينسى أنه يكتبها من قلب الجرح.

خاتمة
الأدب الفلسطيني بين 1995 و2024 لم يعد حكرًا على المقاومة، لكنه لم ينفصل عنها. إنه أدب التناقضات، أدب الهُويات المشظّاة، أدب "اللاوطن" الذي يصرّ أن يكون وطنًا على الورق.
هو المرآة التي لم تنكسر، رغم أن الجدار تهشّم.
هو الصوت الذي لم يصمت، رغم أن الرصاص يصمّ.
هو فلسطين، حين لا نجدها، فيجدها الحرفُ فينا.



#رانية_مرجية (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمام الله، بكل قوتي-
- الفوضى التي تصنعنا ، كيف تُهندس الصدمات ملامح أرواحنا ،
- “لأنني لا أملك رفاهية الصمت”
- في حضرة التقاعد: خمسة أصوات تتداخل في مرآة رجل واحد
- كن إنسانًا أولاً… ثم حدّثني عن الدين
- “أصابع اليد… وأوهام الصحاب”
- الساخر الذي فضح المأساة: نبيل عودة قلمٌ من نار ومرآة من ضمير
- أيمن عودة… حين يُقصى الصوت الحر من كنيست الاحتلال
- “بيني وبين الدبلوماسية ألف ميل وميل” أكتب بوضوح… لا أتملق
- نحن مسيحيون ولسنا نصارى
- الحمد لله على نعمة الإنسانية
- “الإبداع لا يُختَصر في جماعة: دعونا نتحرر من الشليلة”
- سوريا… وترتيلةُ الدم في كنيسة مار إلياس
- ✦ مسيحيو الشرق: ملح الأرض ونورها
- من يستطيع أن يُعرب كلمة “صُمير”؟
- من قال إن الكنائس لا تُفجّر؟! — دماء مار إلياس تصرخ في شوارع ...
- الرملة واللد ويافا: ثلاثية الجرح الفلسطيني من النكبة إلى معر ...
- الإصغاء كفعل مقاومة: من دورة توجيه المجموعات في مركز ريان، إ ...
- -همسات من الوطن العربي-- قصص قصيرة جداً
- أن تكون مثقفًا يعني أن تشجّع غيرك وتدعمه


المزيد.....




- مصر.. غرامة مشاركة -البلوغرز- في الأعمال الفنية تثير الجدل
- راغب علامة يسعى لاحتواء أزمة منعه من الغناء في مصر
- تهم بالاعتداءات الجنسية.. فنانة أميركية تكشف: طالبت بأن يُحق ...
- حمامات عكاشة.. تاريخ النوبة وأسرار الشفاء في ينابيع السودان ...
- مؤلَّف جديد يناقش عوائق الديمقراطية في القارة السمراء
- الأكاديمية المتوسطية للشباب تتوج أشغالها بـ-نداء أصيلة 2025- ...
- 5 منتجات تقنية موجودة فعلًا لكنها تبدو كأنها من أفلام الخيال ...
- مع استمرار الحرب في أوكرانيا... هل تكسر روسيا الجليد مع أورو ...
- فرقة موسيقية بريطانية تقود حملة تضامن مع الفنانين المناهضين ...
- مسرح تمارا السعدي يسلّط الضوء على أطفال الرعاية الاجتماعية ف ...


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رانية مرجية - الأدب الفلسطيني بين 1995 و2024: بين النزيف والنهوض