أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - رانية مرجية - “بيني وبين الدبلوماسية ألف ميل وميل” أكتب بوضوح… لا أتملق














المزيد.....

“بيني وبين الدبلوماسية ألف ميل وميل” أكتب بوضوح… لا أتملق


رانية مرجية

الحوار المتمدن-العدد: 8385 - 2025 / 6 / 26 - 01:48
المحور: قضايا ثقافية
    


في زمنٍ باتت فيه الكلمات تُزَيَّن أكثر ممّا تُقال، وتُصفّف الحروف كما تُصفّف التسريحات في حفلات المجاملة، أجد نفسي – كما كثيرين – على هامش هذا المهرجان.
أنا لا أكتب كي أُعجب أحداً. لا أصوغ عباراتي كي أُرضي “صاحب قرار”، ولا أختار مفرداتي بناءً على “المزاج العام”.
منذ أن بدأت أكتب، وأنا أؤمن أن الكلمة إن لم تكن مرآةً نزيهة، فهي خيانة للذات وللقارئ.
■ لستُ دبلوماسية… ولن أكون
كثيرون قالوا لي: “كوني أكثر دبلوماسية”، “اختاري ألفاظك بعناية”، “خفّفي من حدّة الصدق”…
وكأن الصراحة باتت تهمة، والوضوح صار عيباً.
أنا آسفة، لا أملك هذه الليونة. لا أجيد أن أقول “ربما” عندما أقصد “لا”، ولا أجيد أن أبتسم عندما يوجعني القهر، ولا أُجيد أن أكتب مقالة فيها كل شيء إلا الحقيقة.
أنا أكتب، لا لأكسب، بل لأقول.
أكتب لأن الصمت خيانة، ولأن المجاملة تواطؤٌ ناعم.
وإذا كانت “الدبلوماسية” تعني طمس الحدود بين الأبيض والأسود، فأنا أعتذر من الجميع: لوني واضح، كلمتي حادّة، وقلمي لا يتعرّج.
■ لا أتملّق أحداً
ليس من طبعي أن أُطري على مسؤولٍ فقط لأنه يملك منصباً، أو أُشيد بعملٍ لا يليق، فقط لأن صانعه يملك نفوذاً.
التملّق في قاموسي شكلٌ ناعم من النفاق، وأكثر خبثاً منه.
ومن أراد مَن يلمّع صورته أو يُدلّله بكلمات خالية من المعنى، فليرحل إلى أقلام أخرى…
أمّا قلمي؟
فهو لا يعرف الحياد الزائف، ولا يعرف التزويق، ولا يخضع إلا لسلطان الضمير.
■ الوضوح مسؤولية
قد يظن البعض أن الوضوح جُرأة عابرة، أو ثورة مزاجية.
لكن الحقيقة أن الوضوح – في زمن التضليل – هو مسؤولية.
حين تقول الحقيقة كما هي، دون أن تخشى سيفاً ولا مقصلة، فإنك تمارس أنبل ما في الصحافة، وأصدق ما في الكتابة: أن تكون شاهداً لا تابعاً، أن تكون نبيلاً لا موظّف رأي.
وليس من السهل أن تكون واضحاً، بل هو أثقل الطرق وأقساها، لكنه أيضاً الأصدق.
■ القارئ يستحقّ الحقيقة
القارئ ليس ساذجاً، ولا يريد خطباً مكرّرة، ولا يتشوّق لنصوص متكلفة كُتبت كي تُرضي الجميع.
بل يريد من يكتب له، لا عليه.
يريد من يصرخ باسمه حين لا يستطيع، ومن يعرّي الواقع عندما يكسوه الإعلام الرسمي بالأكاذيب.
وإن كنتُ أُتّهم أحياناً بأنني “قاسية” أو “صريحة أكثر من اللازم”، فليكن.
أنا أختار أن أكون حقيقية، لا أن أكون مطبوعة بلغة المحاباة.
■ بيني وبين الدبلوماسية ألف ميل وميل…
ربما كنت سأربح أكثر لو كنت “أكثر ليونة”، وأكسب علاقات أكثر لو كنت “أكثر دبلوماسية”،
لكنني كنت سأخسر نفسي، وسأخون قلمي، وسأصير نسخةً زائفة منّي.
وهذا ما لا أريده.
أنا لستُ مشروع سلطة، ولا صدىً لأي جهة.
أنا ابنة وجعي، وكاتبة من لحم الحقيقة، وصاحبة رأيٍ لا يعرف التجميل، ولا يسكن الصمت.

أقولها بملء قلبي:
إذا كان الصدق جريمة، فليشهد التاريخ أنني مجرمة.
وإذا كان الوضوح فضيحة، فليكتبوا عني كلّ ما شاءوا.
أنا لا أكتب كي أُرضي، بل أكتب لأن الحقيقة لا تحتاج إلى إذن.



#رانية_مرجية (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحن مسيحيون ولسنا نصارى
- الحمد لله على نعمة الإنسانية
- “الإبداع لا يُختَصر في جماعة: دعونا نتحرر من الشليلة”
- سوريا… وترتيلةُ الدم في كنيسة مار إلياس
- ✦ مسيحيو الشرق: ملح الأرض ونورها
- من يستطيع أن يُعرب كلمة “صُمير”؟
- من قال إن الكنائس لا تُفجّر؟! — دماء مار إلياس تصرخ في شوارع ...
- الرملة واللد ويافا: ثلاثية الجرح الفلسطيني من النكبة إلى معر ...
- الإصغاء كفعل مقاومة: من دورة توجيه المجموعات في مركز ريان، إ ...
- -همسات من الوطن العربي-- قصص قصيرة جداً
- أن تكون مثقفًا يعني أن تشجّع غيرك وتدعمه
- أمي، هل تسمعينني الآن؟
- ارتعاش الخلاص
- حين تنطق الأرض وتبكي السماء
- وصايا لعصر تائه
- يا مَن كُسِرَ قلبه ولم يصرخ، الربُّ معك!
- ثلاث نَفَسات… وإلهٌ واحد لا شريك له
- كيف تفقد وزنك؟
- قلمي
- ⟡ صلاة الأرواح وأهازيج الغياب ⟡


المزيد.....




- السعودية.. فيديو ضرب ورفع سكين على رجل مُسن أمام باب مسجد يش ...
- هل دمر القصف الأمريكي منشأة فوردو بشكل كامل؟ رئيس استخبارات ...
- CIA تكشف امتلاكها أدلة وسط ضجة مدى فداحة الأضرار بمنشآت إيرا ...
- قائد الجيش الإسرائيلي يكشف عن -تحرك بري في عمق إيران-، وطهرا ...
- فوضى استخباراتية أميركية.. هل يتكرر سيناريو -العراق 2003- ؟ ...
- قبل شن ضربة قطر.. ترامب يشعل تفاعلا بكشف اتصال إيراني وما قا ...
- ترامب يشيد بالضربات الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية ...
- ترامب ينتقد محاكمة نتانياهو ويصفها بـ-الاضطهاد- ويشيد بدوره ...
- تقرير: إسرائيل توقف إدخال المساعدات لغزة انتظارا لخطة الجيش ...
- البيت الأبيض: يورانيوم إيران المخصب -تحت الأنقاض-


المزيد.....

- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الساد ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الثال ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الأول ... / منذر خدام
- ازمة البحث العلمي بين الثقافة و البيئة / مضر خليل عمر
- العرب والعولمة( الفصل الرابع) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الثالث) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الأول) / منذر خدام
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- قواعد اللغة الإنكليزية للأولمبياد مصمم للطلاب السوريين / محمد عبد الكريم يوسف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - رانية مرجية - “بيني وبين الدبلوماسية ألف ميل وميل” أكتب بوضوح… لا أتملق