أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - رانية مرجية - من قال إن الكنائس لا تُفجّر؟! — دماء مار إلياس تصرخ في شوارع دمشق














المزيد.....

من قال إن الكنائس لا تُفجّر؟! — دماء مار إلياس تصرخ في شوارع دمشق


رانية مرجية

الحوار المتمدن-العدد: 8382 - 2025 / 6 / 23 - 08:39
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


حين يهتزُّ جرس كنيسة مار إلياس في الدويلة، لا ليدعو المؤمنين للصلاة، بل لينهار مع أجسادهم المتناثرة، ندرك أن الجحيم لم يعد ينتظر أحدًا في الآخرة، بل يُستورد إلينا بالجملة، ومجّانًا.
مجزرة اليوم في دمشق، في قلب كنيسة أرثوذكسية، ليست “حدثًا إرهابيًا عابرًا” كما يطيب لوكالات الأنباء أن تُسطّح الألم وتُعقّم الدم. إنها إعلان رسمي بأن المسيحي العربي لم يعد فقط مهجَّرًا ومضطهَدًا، بل صار مذبوحًا ومُفجَّرًا في بيته، وداخل قداسه، وأمام صليب الرب الذي لم يعد يكفي ليحميهم.

❖ المجزرة ليست مجرد رقم
ما بين عشرين قتيلاً وأكثر من خمسين جريحًا، لا نعد ضحايا فقط. نحن نعد قلوبًا توقفت عن الخفقان في بيت الرب، أرواحًا كانت تقول: “السلام لك يا مريم”، قبل أن تقاطعها شظايا الحقد باسم الله ذاته. هل رأيتم إلهًا يتبنّى قاتليه؟!
أيّ عقيدة هذه التي تحوّل جسد المؤمن إلى عبوة ناسفة؟ أيّ عدوّ هذا الذي لا يفرّق بين مسجد وكنيسة، بين صومعة ومئذنة؟ بل أيّ مجتمع هذا الذي لا يعود يحمي ضعفاءه حين يسجدون؟!

❖ حين يُفجَّر الإيمان
ليس في الأمر فقط تفجير كنيسة. إنه تفجير لما تبقى من نسيجٍ وطني مشروخ، وتفجير لذاكرتنا الجمعية التي اعتادت، منذ ألفي عام، أن ترى المسيحيين جزءًا لا يتجزأ من فسيفساء هذه البلاد. حين تُفجَّر كنيسة مار إلياس، لا تنفجر معها فقط جدران حجرية، بل تنفجر فكرة العيش المشترك برمّتها. تُفجَّر أجراس طفولتنا التي اعتادت أن ترنّ في رمضان، وتستقبلنا في الميلاد كما في العيد.

❖ ما بعد التفجير: صمت أشدّ انفجارًا
مَن سيتجرأ على مساءلة الجناة؟ ومَن سينبس ببنت شفة؟ لا أحد. لأن القاتل معروف. ولأن الجهات التي درّبته ومَوّلته وسلّحته، تدّعي اليوم الحزن عليه. نعم، القاتل ليس فقط ذاك الانتحاري الذي فجّر نفسه بين المقاعد الخشبية، القاتل الحقيقي هو ذلك العالم العربي المتخاذل، المتواطئ، الذي يشهد مجازر الأقليات وكأنها لا تعنيه.

❖ المسيحيون في المشرق: من مواطنين إلى أهداف
لقد آن أوان القول الواضح: المسيحيون في المشرق العربي يُقتَلون مرتين: مرةً بالتفجير، ومرةً بالتجاهل. دماؤهم لا تُغطّي شاشات التلفزة، ولا تستفزّ بيانات الجامعة العربية، ولا تحرّك حملات التضامن. إنهم الأقلية التي لا أحد يجرؤ أن يعتبرها ضحية، كي لا يُتهم بـ”الطائفية المعكوسة” أو بـ”خدمة أجندات خارجية”.
لكن الحقيقة أبسط من كل هذه الخرافات: هؤلاء المذبوحون، اليوم، في كنيسة مار إلياس، كانوا سوريين، دمشقيين، عربًا قبل أن يكونوا مسيحيين. كانوا يصلّون من أجل سوريا… فأُجبروا أن يصلّوا على أرواحهم.

❖ كلمة أخيرة في وجه النسيان
قد لا يُحاسَب أحد. قد تُمحى أسماء الضحايا بعد أسبوع. قد لا تنكّس الأعلام. لكن دماءهم لن تُنسى. فكل رصاصة اخترقت قدّيسًا، ستعود لتخترق ضمير هذا العالم.
وفي النهاية، من قال إن الكنائس لا تُفجّر؟!
لقد فُجّرت اليوم، مرّتين: مرةً بالحقد، ومرةً بصمتنا



#رانية_مرجية (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرملة واللد ويافا: ثلاثية الجرح الفلسطيني من النكبة إلى معر ...
- الإصغاء كفعل مقاومة: من دورة توجيه المجموعات في مركز ريان، إ ...
- -همسات من الوطن العربي-- قصص قصيرة جداً
- أن تكون مثقفًا يعني أن تشجّع غيرك وتدعمه
- أمي، هل تسمعينني الآن؟
- ارتعاش الخلاص
- حين تنطق الأرض وتبكي السماء
- وصايا لعصر تائه
- يا مَن كُسِرَ قلبه ولم يصرخ، الربُّ معك!
- ثلاث نَفَسات… وإلهٌ واحد لا شريك له
- كيف تفقد وزنك؟
- قلمي
- ⟡ صلاة الأرواح وأهازيج الغياب ⟡
- كيف تصبح وزيرًا في دولة عربية؟
- قراءة في حكمة الفناء من منبر الإنسان الباحث
- “حين تُقصف الهشاشة: ذوو الإعاقة بين نيران الحرب وصمت الدولة”
- حين يغيب الضوء، نبقى نحن”
- الكتابة الإبداعية… حين نداوي الجرح بالحبر
- لن يكون ردًا إيرانيًا… اطمئنوا!
- قناع الغفران… وشروخ في قلب الربّ


المزيد.....




- -أمريكا ستنقذه-.. ترامب مدافعًا عن نتنياهو وسط محاكمته بتهمة ...
- مقتل عدة أشخاص خلال هجمات للمستوطنين الإسرائيليين بالضفة الغ ...
- خبراء: عملية خان يونس أكبر مقتلة للإسرائيليين هذا العام وأقس ...
- إنفوغراف: قتلى وجرحى الاحتلال الذين سقطوا في غزة خلال يونيو ...
- وزراء إسرائيليون يقرون بالفشل في غزة ومسؤولون بالائتلاف يدعو ...
- ترامب: أميركا أنقذت إسرائيل والآن ستنقذ نتنياهو من المحاكمة ...
- ترامب يعترف بتقييم الاستخبارات حول وضع مواقع إيران النووية ب ...
- بعد وقف إطلاق النار.. وزير دفاع إيران يصل الصين في زيارة تست ...
- موجة حر غير مسبوقة تجتاح شرق روسيا: حرارة قياسية وحرائق تهدد ...
- عاجل | حماس: جرائم الاحتلال ومستوطنيه وآخرها في كفر مالك تست ...


المزيد.....

- اشتراكيون ديموقراطيون ام ماركسيون / سعيد العليمى
- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - رانية مرجية - من قال إن الكنائس لا تُفجّر؟! — دماء مار إلياس تصرخ في شوارع دمشق