أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - رانية مرجية - أيمن عودة… حين يُقصى الصوت الحر من كنيست الاحتلال














المزيد.....

أيمن عودة… حين يُقصى الصوت الحر من كنيست الاحتلال


رانية مرجية

الحوار المتمدن-العدد: 8386 - 2025 / 6 / 27 - 00:11
المحور: المجتمع المدني
    


لم يُقصِ الاحتلال الإسرائيلي أيمن عودة من الكنيست لأنه فاسد. ولم يُزَحْه لأنه متطرف. أقصوه لأنه قال الحقيقة. والحقيقة في هذه البلاد تُعدّ تهمة.
أنا، رانية مرجية، ابنة الرملة، لا أنتمي للحزب الشيوعي الإسرائيلي، ولا أتفق مع أيديولوجيته، ولا أنكر مآخذي عليه، كما لا أتعامل مع الكنيست كفضاء سياسي نقيّ. ولكنني، برغم كل ذلك، لا أستطيع أن أبقى صامتة أمام هذا الإقصاء الذي طال أحد آخر الأصوات التي ما زالت تقف في وجه السيل، وتقول: “أنا هنا… فلسطيني، وأرفض”.
أيمن عودة، الذي دخل الكنيست لا حبًّا فيه، بل التزامًا منه بأن يكون صدى لنبض الناس في عكا وأم الفحم والطيبة، لم يقبل أن يتحوّل إلى ديكور في مسرح ديمقراطي زائف. ولم يكن في أي لحظة تابعًا، ولا مسترضيًا، بل ظلّ يمشي في خطّ التوازن المستحيل: بين التمثيل البرلماني وكرامة الانتماء.
لقد أرادوا إخراسه، لا فقط إخراجه. أرادوه نموذجًا للفشل، عقوبةً لكل من يتجرأ على رفض الإجماع الصهيوني، ولكل من لا يصوّت وفق أهواء الأجهزة، أو لا يساير الرواية الرسمية التي ترى في الاحتلال “أمنًا”، وفي المقاومة “تحريضًا”.
لكن ما لا يدركونه أن أيمن لم يكن فقط نائبًا، بل مرآة للناس، لهؤلاء الذين يحملون جوازات سفر زرقاء، ولكنهم في قلوبهم وضمائرهم فلسطينيون حتى العظم.
وقد رفض أن يكون شاهد زور في مسرح كنيست يُمرّر القوانين العنصرية بدم بارد، ويشرعن تهجيرنا وهم يبتسمون.
وما يجب أن يُقال بصوت واضح: إن إقصاء أي نائب عربي، وملاحقته، وإهانته، هي ليست مجرد إجراءات ضد شخصه، بل هي إهانة غير مباشرة لكل من صوّت له، وكل من اختاره ليكون ممثله. إن هذه الممارسات البغضاء بحق الممثلين العرب في الكنيست، موجهة إلينا نحن، الناخبين، الفلسطينيين الباقين في وطنٍ لم يعد يعترف حتى بشبح مواطنتنا.
يريدون القول لنا بوضوح: حتى من تنتخبونه، لن يُسمح له بأن يرفع صوته.
وإنكم، أنتم أيضًا، مُقصَون وإن كنتم صامتين.
إن ما حدث مع أيمن عودة هو درس جديد في كيفية تعامُل “ديمقراطية” الاحتلال مع كل من يحاول أن ينطق باسم الحق، ولو همسًا. وقد اختاروا أن يُقصوه بعد أن كشف بوضوح معاداته لقانون القومية، ورفضه لمسيرة الفاشيين في قلب أحياء القدس، وإصراره أن يقول ما لا يريدون أن يسمعوه.
لن أقول إنني أتفق معه دائمًا. بل خالفته مرارًا، وانتقدته أحيانًا. لكنني لن أتنكّر للحظة لكونه من القلائل الذين وقفوا في الكنيست، وسمّوا الأشياء بأسمائها، وأحرجوا السقف الذي يخيّطونه فوق رؤوسنا كي نختنق تحت اسم “المواطنة”.
أيمن عودة لم يُقصَ من الكنيست فقط، بل من مشهد سياسي لا يحتمل الحقيقة. لكنّ الحقيقة تبقى، لأنها لا تسكن المقعد، بل الضمير.
وهذا الصوت، مهما أرادوا إسكاته، سيبقى، لأنّه خرج من جراح الناس، لا من دهاليز السلطة.
في زمن المساومات، وفي عصر النواب الصامتين، يبقى أيمن مثالًا لمن آمن أن الكنيست ليس مكانًا للراحة، بل ساحة نضال يجب أن تُستغل، طالما وُجد فيها من يرفض أن ينحني.
وأنا أقولها اليوم بصراحة:
قد لا أنتمي إلى حزبه، وقد لا أتفق معه فكريًا، ولكنني أنحني احترامًا لصدق صوته، لأن الحرية لا تكون بالتشابه، بل بالاختلاف الشريف.
فشكرًا أيمن، لأنك صرخت حين صمتَ الآخرون. ولأنك رفضت، حين اختاروا التواطؤ.
ولأنك ذكّرتنا، ونحن نكاد ننسى، أن الكلمة، حين تكون حرة، أقوى من أي مقعد.



#رانية_مرجية (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- “بيني وبين الدبلوماسية ألف ميل وميل” أكتب بوضوح… لا أتملق
- نحن مسيحيون ولسنا نصارى
- الحمد لله على نعمة الإنسانية
- “الإبداع لا يُختَصر في جماعة: دعونا نتحرر من الشليلة”
- سوريا… وترتيلةُ الدم في كنيسة مار إلياس
- ✦ مسيحيو الشرق: ملح الأرض ونورها
- من يستطيع أن يُعرب كلمة “صُمير”؟
- من قال إن الكنائس لا تُفجّر؟! — دماء مار إلياس تصرخ في شوارع ...
- الرملة واللد ويافا: ثلاثية الجرح الفلسطيني من النكبة إلى معر ...
- الإصغاء كفعل مقاومة: من دورة توجيه المجموعات في مركز ريان، إ ...
- -همسات من الوطن العربي-- قصص قصيرة جداً
- أن تكون مثقفًا يعني أن تشجّع غيرك وتدعمه
- أمي، هل تسمعينني الآن؟
- ارتعاش الخلاص
- حين تنطق الأرض وتبكي السماء
- وصايا لعصر تائه
- يا مَن كُسِرَ قلبه ولم يصرخ، الربُّ معك!
- ثلاث نَفَسات… وإلهٌ واحد لا شريك له
- كيف تفقد وزنك؟
- قلمي


المزيد.....




- غوتيريش: ميثاق الأمم المتحدة ليس -قائمة طعام- بحسب الطلب
- ليبيا: لماذا تريد حكومة الشرق -التخلص- من بعثة الأمم المتحدة ...
- رويترز: البيت الأبيض يريد خفضا كبيرا لتمويل برامج التحقيق بج ...
- هيومن رايتس: خفض المساعدات أدى لإغلاق آلاف مدارس أطفال الروه ...
- الأونروا: مخيمات اللاجئين في شمالي الضفة تشهد تدميرا مستمرا ...
- هل تصبح برامج تلفزيون الواقع وسيلة جديدة لمنح الإقامة للمهاج ...
- غوتيريش: مبادئ الأمم المتحدة تتعرض لهجمات غير مسبوقة
- قصف الاحتلال نقطة توزيع طحين وسط دير البلح وقتل 18 مدنيًّا ج ...
- هيئة الأسرى: معلومات خطيرة عن إعدامات داخل معتقل إسرائيلي
- ألمانيا تُوقف تمويل عمليات إنقاذ المهاجرين في المتوسط


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - رانية مرجية - أيمن عودة… حين يُقصى الصوت الحر من كنيست الاحتلال