حامد الضبياني
الحوار المتمدن-العدد: 8386 - 2025 / 6 / 27 - 08:32
المحور:
قضايا ثقافية
في مطلعِ الهجراتِ تبكي السنونُ
وينكسرُ الحرفُ، والنورُ حزينُ
مضى عامُنا، والركبُ بعدَ نبيِّنا
يُطاردُهُ ليلٌ، ويُغتالهُ الطينُ
مضى عامُنا والحقُّ فينا غريبٌ
يُصلّى عليهِ، ولا يُستجابُ الأنينُ
أيا موكبَ الوحيِ في طيبةٍ صفا
كأنكَ حلمٌ، وكنا الظنونُ
كأن الصحابةَ ما بايعوا بهدىً
ولا سالتِ الدمعاتُ، والعهدُ دينُ
كأن الذي في الغارِ يُذكرُ سهوًا
إذا ما تفاخرَ فيك المجوسُ اللعينُ
سقونا السباءِ على منبرِ النورِ
كأن الذي جاءَ بالوحيِ شينُ
فذاك ابنُ سُميةَ ما عاد يُذكرُ
وذاك الفقيهُ تاهتْهُ العيونُ
تساقَ العروبةُ في الأسرِ حسرى
وتُبكي المنابرُ طيفَ الأمينُ
فأين الرجالُ؟ وأين الجهادُ؟
وهل سيفُنا عادَ وهْوَ السكينُ؟
ذلٌ على ذلٍ، وجوعٌ يئنُّ
وما عادَ في الأرضِ ظلٌ مكينُ
نعانقُ هوانًا، وننسى الرسالةَ
كأنَّ النبيَّ غريبٌ دفينُ
يشهرُ سيفَهُ فارسٌ في الدياجي
ويطعنُ في طُهرهِ المستكينُ
يدّعي حبَّهُ وهو يشتمُ عرضًا
ويغتالُ صِدّيقَهُ المُطمئنِّ
أيا رايةً في حنينٍ ترفُّ،
أما آنَ أن يُستفزَّ الحنينُ؟
أما آنَ للركبِ أن يستفيقَ؟
أما آنَ أن تنهضي يا خيولُ؟
فإن الندى ضاعَ، والملحُ هينُ
وهانَ الذي كانَ بالأمسِ صينُ
هذا زمانٌ بهِ الناسُ صُمٌّ
وفي سمعِهم لم يعد يستكينُ
بكيناك يا عامَنا في المذلةِ
وفيك الهوانُ، وفيك السكونُ
سلامٌ على من تعفَّرَ دربًا
وعافَ الملوكَ، وأحنى الجبينُ
سلامٌ على الهجرةِ النورُ فيها
وفي دربها قد مضى الصادقونُ
فهل من عُمَرْ؟ وهل من سيوفٍ
تُعيدُ الكتابَ، وتُحيي السُّنُنْ؟
وهل نرجعُ الحرفَ عزًّا يُرتّلُ؟
أم الموتُ أولى من الانحناءِ المهينُ؟
#حامد_الضبياني (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟