أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميشيل الرائي - أقنعةٌ لم تُجرّبْها القصيدة














المزيد.....

أقنعةٌ لم تُجرّبْها القصيدة


ميشيل الرائي

الحوار المتمدن-العدد: 8385 - 2025 / 6 / 26 - 19:50
المحور: الادب والفن
    


الذي، ربما، لا يقرأ هذا النصّ، بل يقرأ انزياحه.
إلى ما لم يُكتب بعدُ في الهامش،
إلى السؤال الذي يظلّ يتقدّم، رغم استنفاد الجواب،
إلى ما يُسمّيه البعضُ هذيانًا،
وأسميه: أثرًا على صفحةٍ لم تُطبَع.
لست أكتب شعرًا، يا صديقي،
أنا فقط أضع الأقواس حول فكرة الشعر،
وأجعل اللغة تتذكّر أنها، في البدء، لم تكن تنتمي إلى أحد.


---

اضطراب الكائنات في ترتيب الأشياء.
النسرُ الإمبراطوري، طائرُ الجزر، الذي يبلغ ارتفاعُه أربعةً وأربعين مترًا، مكسوٌّ بالبرونز، المُكوَّن من ألفٍ ومئتي مدفعٍ مأخوذٍ من العدو.
يعلوه تمثال، ودفترٌ نُسخت فيه أغاني السفينة، وكتابٌ لكنفوشيوس بالصينية، أُخذ مصادفةً أثناء النهب.
وفيه، على الصفحة البيضاء الخلفية، كُتبت مذكّرات الحملة الساذجة.

طيورُ الطفولة — محاريثُ ميكانيكُ المحيط، أو شو إيث.
أيدي الأشجار المتشقّقة تتجمّد دومًا في البكاء.
قميص يسوع الزهريّ يصطاد ذبابًا فلكيًّا.
تقويمٌ خريفيّ في كلّ شجرة.
حديقةُ حيواناتٍ غامضة،
وريشٌ يرى ماءً فاسدًا يتدفّق من أطراف الظبي.
مصابيحُ من سحابة ثلج،
موسيقى الفوانيس المتعرّجة تُحدث ضجيجًا في طابعِ بريدِ الزهرة.

البقرةُ تلد عينًا حيّةً بالألم، أو بالحديد،
على شاطئ البحر، تلتفّ.
الكرةُ إلى الأعلى.
شظايا أوانٍ زجاجيةٍ صغيرةٍ في بطون الغزلان الهاربة.
أفكاري تتّجه إلى مرعى أغنام، نحو اللانهاية، متناظرةً،
قلائدُ نورٍ سوداءُ نحيفة.
حريقٌ داخل حجرٍ بركانيّ مات في البرّية.
المطر: زهرةُ مجاعة.
معطفُ قلوبٍ مضادٌّ للماء،
يُسهِّل علينا الهروب منها.
وقاربُ الربّ مغطّى بالنباتات.

لا لمشاهدةِ ظلّك يتضاءلُ على طرقِ الاستغاثة.
أشعلِ النار في صوتي، يا أخي.
أحملُ امتيازَ زرعِ العاصفة.
انهض، اصرخْ ليلتَك، إن تجرّأتَ على رفعِها فوق رأسِك،
وإلقائها على الأرض.
دعْ كيفك يتكلّم، فلديك باقةٌ نبويةٌ
عندما تغني عن الكوارث.

الرَّعشةُ السوداء.
أنا أقنعةٌ تأكلُ قممَها.
علماءُ الأورام الوقائية،
أنا العُشبُ في يدك.
مع اعتِمام الجماعِ في القطب الجنوبي،
أحبك على عددٍ لا يُحصى من الزهور المغلقة،
يُمجّدُها المستقبل.
الحقائقُ التي لا تُطاق،
التي تجعلنا نحلم — حُرّ.
المنجنيق.

شِباكٌ على شواهدِ القبور.
الممثلون لديهم شِباكٌ في الصخور.
أقنعةٌ، مياهُكِ البعيدة.
وبين الحين والآخر: شبكة.
الظلامُ سجنُنا.
الدخانُ يحوم.
السفنُ الغامضة: نحن أقنعة.
لدينا أشعةٌ تتّجه نحونا بالمحاريث والأطفال.
الكوكايين يؤدي إلى تآكلِ الجدرانِ ببطء،
من أجل متعتِه.
ثلجٌ خشن، أبيض، مشتعلٌ في كلّ مكان،
يحوم نحو هاوية الأرامل.

نساءٌ يبثثن رغوةً بيضاء.
يحرسُه العشبُ الذي لا ينام.
موتٌ على وسادةِ النشوة،
في قلوبِ النسّاجين.
الجمبازُ الشجاع.
أعطني زهرتَك الأخيرة،
ولتكن سيفًا.

كنتُ أرى أبياتي غير المنشورة
تأتي إليَّ هذا المساء كشخصيّاتٍ وأذرعٍ مليئةٍ بالهدايا،
في نهاية الحفلة، أصقلُ أغنيتي.

طفلٌ يركض أمامَنا في فرحه،
إلى حياتِه المجهولة.
النجومُ المتراصّةُ في البرد.
نافذةُ هذه البلاد المحترقة،
في رائحةِ النجم والرماد.

من أيّ مدينةٍ مشتعلةٍ اضطُرّوا إلى الفرار؟
ثورٌ أغرق سيوفَه الأنيقة في ندى الحكاية.
المنجنيق.
نقلٌ وتنظيمُ القشرياتِ الزرقاءِ الطويلة.
ظلالُ صفحاتٍ على أيادٍ متأمّلة.
ثيرانٌ عمياء،
الساحاتُ الداخلية المظلّلة.
حجارةٌ كثيفةٌ كالألسنة المكشوفة.
شواطئُ جديدةٌ لم يُقتربْ منها أحد.
جناحٌ مجهولٌ يغمس منقارَه في مياهٍ منفصلة.

الشاعرُ الذي يترك آثارًا على رحيلِه
في أيدينا، يجعلُ من ذاكرتِنا حجرًا مماثلًا.
ما هي سماءُ الرغبة في نظرك؟
نظرتُك الثابتة تسلبُ الجزء الذي نحتفظُ به من الطبيعة في أنفسِنا.
لا أسمحُ لك بمعرفة الاسمِ الذي شكّلته شفتاك.
المنجنيق.
إعادةُ تجميعِ الينابيعِ المحسوسة في العظام.
الخيطُ الداخليّ الذي يحملك
إلى أماكنَ في الظلّ.

ازدراءُ الآلهةِ التي فينا
يثبّتُ الرمالَ على حافّةِ الموجة.
كانت السفنُ تفكُّ رموزَنا،
ثم رموزُنا تفكُّ السفن.

على أسنانِك أسمعُ من يتثاءب.
على البلياردو، في كلّ الرياح.
تذاكرُ عبر الأطلسي.
ثلاثُ مئةٍ وخمسٌ وثمانون،
ضدَّ تكرارِ الرقم ستة.

الإلهُ الملحُ في داخلي
يزرعُ رأسَه البشريّ
منظرًا صخريًّا.
ستارةُ الدم، ضوضاءٌ كبيرةٌ مملّة.
مع اعتِتام الجماعِ في القطب الجنوبي.
الأرضُ كلّها في الخارج،
في المنقارِ المُظلِم،
يتدحرجُ ويستعيد مطلقَ الحجارة.
ينبثق الفراغ.
لا يوجد شيءٌ بيننا
سوى هذا المصباحِ الصخريّ.

في الساعةِ التي ترحّبُ به،
والتي ليس لها اسم،
كنا مثل الطيور.
في النجوم، الحفلات، والحرائق.
أمسكَ العالمُ بالمدخنة.
إلى وردةٍ أربطُ نفسي.



#ميشيل_الرائي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في أنساق التغريب البريشتي
- السلفية المعولمة حين يتخذ التنوير شكل فتوى / نقد الحداثة
- الطائر الأسود لا يظهر إلا حين يكون البياض خانقًا
- الحداثة كصليب جديد /نقد الحداثة
- الحاشية السفليّة
- التطبيع مسرحيا مع إسرائيل
- ملحوظات هامشية :الجملة ككائن ميتافيزيقي
- كتاب الحجر الرابع: تعاويذ المادة الأولى
- أنا تمثالٌ بزيٍّ غريب
- تأملات في البنية الكلية
- سيرة أدونيس تمثال من دخان، أو كيف تُصنع أسطورة من ورق الجرائ ...
- الرواقية
- العُري السماوي
- حاشية ثانية على جزيرة اليوم السابق
- الجسد المؤنث كفضاء للسلطة والمقاومة: في تشكيل الهوية الجنسية ...
- بيان مسرحي
- نظام الوحدات وتشكيل السلطة: في هندسة المسرح الكلاسيكي
- في عيون الأرنب الشمسي ويبدأ القارئ بالصراخ
- شذرات من مسرح لا أتذكّر اسمه
- طفل الخشبة /شذرات ضد الأب-المعلّم


المزيد.....




- موعد نزال حمزة شيماييف ضد دو بليسيس في فنون القتال المختلطة ...
- من السجن إلى رفض جائزة الدولة… سيرة الأديب المتمرّد صنع الله ...
- مثقفون مغاربة يطلقون صرخة تضامن ضد تجويع غزة وتهجير أهاليها ...
- مركز جينوفيت يحتفل بتخريج دورة اللغة العبرية – المصطلحات الط ...
- -وقائع سنوات الجمر- الذي وثّق كفاح الجزائريين من أجل الحرية ...
- مصر.. وفاة الأديب صنع الله إبراهيم عن عمر يناهز 88 عاما
- سرديّة كريمة فنان
- -وداعًا مؤرخ اللحظة الإنسانية-.. وفاة الأديب المصري صنع الله ...
- الحنين والهوية.. لماذا يعود الفيلم السعودي إلى الماضي؟
- -المتمرد- يطوي آخر صفحاته.. رحيل الكاتب صنع الله إبراهيم


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميشيل الرائي - أقنعةٌ لم تُجرّبْها القصيدة