أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميشيل الرائي - الحاشية السفليّة














المزيد.....

الحاشية السفليّة


ميشيل الرائي

الحوار المتمدن-العدد: 8380 - 2025 / 6 / 21 - 17:17
المحور: الادب والفن
    


أ

الهامش قرّر أن يصير مركزًا، فمحا المتن، ثم كتب مكانه: "كان يجب ألا تُكتب هذه السطور."

ن

ت
ي
ل
ي

ن
ح
ن
؟

الحاشية السفليّة:
الكلمات تتحرك ببطءٍ مَرضيّ، وكلّ واحدة تسحب خلفها ذيلًا من النسيان.

لا جملة تبدأ، بل كلّ بداية تسبقها خيانةٌ غير قابلةٍ للتوثيق.
الكائن يتكلم:
«لك أن تكوني، إن لم تُكتبي،
لكِ أن تُمحى الحروفُ التي لم تُخطّ لكِ بعد.»
ثم يسكت.

ثم ينطق ما لم يلفظه أي لسان:

"كِ تَهِ نَاهُ يَا"
ثم يُطفئ نفسه في ظلّ صوته.

وكانت الجملة تقول:
"إذا قرأني أحد، أُعيد ترتيبي من جديد."

ثم يُمحى هذا السطر.

ثم يُعاد.

ثم يُنفى:
"هذا لم يُكتب."

وكل من يقرأ، يسمع تمتمة غير موجهة له.

كان ذلك في الصفحة السادسة والستين من المخطوطة
الصفحة التي لا تحمل عنوانًا ولا رقمًا والتي يظهر فيها كما أخبرني الراهب السيموتي رسم غريب لا يشبه شيئًا مما حُفظ في السجلات ولا يحاكي ما تعلّمه النسّاخ في الأديرة
بدا في بادئ الأمر كهيكل جملة
لكن الجملة بحسب ما لاحظ مالاكياس القارئ افتقرت إلى فعل يقودها أو مبتدأ يمسك بطرفها أو حتى نهاية تُطلق سراح القارئ منها
كأنها جملة وُلدت خارج النحو واستقرت في تلك الصفحة ككائن غير مكتمل كصرخة توقفت في الحلق

اقتربت منها متوجسًا
لم تكن كتابة بل أثر كتابة مثل ظل فكرة عبرت من هنا ونسيت أن تترك نفسها
وتحت الرسم انفتحت ثلاث فجوات بيضاء لا تُملأ بالحبر بل بما لم يُكتب أصلًا

قرأتها كما تُقرأ النبوءات

الأولى قالت ما لم يُفكَّر به بعد لكنه يضغط من الداخل كماء تحت جلد النص
الثانية همست ما تمّ نسيانه قبل أن يُتَذكّر كأن النسيان أسبق من الحدث
والثالثة لم تقل شيئًا لكنها استعصت على النفي لأنك لا تستطيع نفي ما لم يُثبت أصلاً
أغلقت المخطوطة ببطء وأنا لا أعلم إن كنت أنا من قرأها أم أنها في لحظة شرود لغوي قرأتني
حواشي تكميلية

⬸⟡⟠⦿⧗ ⧼⨳⌖⟣⧽ ⬸⦷⟒⟊⟓⟡⟟⧬⧗
⚯⦷⟟⟟⦿⟗⟠⟜⟠⟡⧭ ⧩⟡⧩⧬⟠⟟⦷⧣⟣⦸⟠⟗⧼⨳
⧼⨳⧭⧣⟠⟗⟡⧼⨳⧼⧣⟣⟡⟟⟟⦷⧬⧣⧼⨳⧭
⟡⟟⟠⟜⟗⧬⟟⧩⟡⟣⦷⟗⧭ ⟠⧼⧣⟣⟡⟟⟟⦷⟣⧬⧼⨳⧼⧣⟣
⧼⨳⧭⧣⟠⟗⟡⟟⧼⨳⧼⧣⟣⟡⟟⟟⦷⧬⟣⧩⟟⟠⟜⟗⧬⟟

[13]
أيّ شيء يُقال عن "الشيء"
يُنقصه.
كل وصف
جريمة
ضد اللامُوصوف.
> في المنتصف، رسم غريب يُشبه هيكل جملة،
بلا فعل
بلا مبتدأ
بلا نهاية

يشير الرسم إلى فراغات ثلاث:

ما لم يُفكَّر به

ما تمّ نسيانه قبل وجوده

ما لا يمكن نفيه لأنه لا يُثبت

صُحّح في الهامش:
"حين تقول: أحبك، فأنت تكتب ظلّك على جسد لا تعرفه."
"الضمير طُفيليٌّ على السياق. لا ذات قبل النحو."
كأنَّ النصّ يتذكّر ماضيه دون أن يعرف كيف يعود إليه.



#ميشيل_الرائي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التطبيع مسرحيا مع إسرائيل
- ملحوظات هامشية :الجملة ككائن ميتافيزيقي
- كتاب الحجر الرابع: تعاويذ المادة الأولى
- أنا تمثالٌ بزيٍّ غريب
- تأملات في البنية الكلية
- سيرة أدونيس تمثال من دخان، أو كيف تُصنع أسطورة من ورق الجرائ ...
- الرواقية
- العُري السماوي
- حاشية ثانية على جزيرة اليوم السابق
- الجسد المؤنث كفضاء للسلطة والمقاومة: في تشكيل الهوية الجنسية ...
- بيان مسرحي
- نظام الوحدات وتشكيل السلطة: في هندسة المسرح الكلاسيكي
- في عيون الأرنب الشمسي ويبدأ القارئ بالصراخ
- شذرات من مسرح لا أتذكّر اسمه
- طفل الخشبة /شذرات ضد الأب-المعلّم
- عَتَبة اللّامفاتيح: مُحرِّكُ الأصواتِ اليتيمةِ في هندسةِ الت ...
- الفراغُ يعشقُ الخُلد الأعمى
- القرد الأخير يحاول فهم نزيف ساعةٍ وظله يُعلق ذاته بحبل من أس ...
- تشريح الدرس الأكاديمي
- دليلُ الماعزِ الأعمى إلى علاماتِ الترقيمِ المقدّسةِ


المزيد.....




- طهران تحت النار: كيف تحولت المساحات الرقمية إلى ملاجئ لشباب ...
- يونس عتبان.. الاستعانة بالتخيل المستقبلي علاج وتمرين صحي للف ...
- في رحاب قلعة أربيل.. قصة 73 عاما من حفظ الأصالة الموسيقية في ...
- -فيلة صغيرة في بيت كبير- لنور أبو فرّاج: تصنيف خادع لنص جميل ...
- باللغة الفارسية.. شيخ الأزهر يدين استمرار الغارات الإسرائيلي ...
- “اخر كـلام “موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان 195 الموسم السابع في ...
- فيلم -المخطط الفينيقي-.. كم تدفع لتصبح غنيا؟
- حرارة الأحداث.. حين يصبح الصيف بطلا صامتا في الأفلام
- -بردة النبي- رحلة كتاب روائي في عقل إيران الثورة
- تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك 2025 بتحديثه الجديد على النايل ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميشيل الرائي - الحاشية السفليّة