أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميشيل الرائي - الطائر الأسود لا يظهر إلا حين يكون البياض خانقًا















المزيد.....

الطائر الأسود لا يظهر إلا حين يكون البياض خانقًا


ميشيل الرائي

الحوار المتمدن-العدد: 8382 - 2025 / 6 / 23 - 20:17
المحور: الادب والفن
    


1. الغياب

> "ليس عدمًا، بل تقويم سريّ لرغبة الظلّ في جسد الضوء."

2. فراغ الوردة

> "هو المعجم البدائي لكل ما لم يُنطق بعد. المسافة بين العطر والمعنى."

3. المسرح

> "معبد مفتوح للموتى، تُحركه إيماءات لم تكتمل، ولا تموت."

4. المأساة

> "هي ضحكة مستترة في قبو العرش، تلبس تاجًا من الحشرات المقدّسة."

5. حصان الأدوية المزيفة

> "الرمز الأعوج للعلاج المستحيل، مرآة الإنسان حين يشرب وهم الشفاء."
6. الريح

> "الناقل الأعمى لشيفرات الكواكب القديمة. لا تمر، بل تترجَم."

7. اللغة

> "كائنٌ فرّ من برج بابل بعد أن مزّق خرائطه. كل حرف خيانة."

8. الحجارة
> "أرشيف العنف النائم، نواةٌ من صمتٍ كثيف يتنفس دون رئة."

9. شبح الفاكهة

> "صورة جسدية لحلاوة مفقودة، تُرممها الألسن المحترقة في طقوس الحبّ القديم."
10. النمل الأحمر

> "كتائب الحقيقة الصغيرة، لا تُؤمن بالأساطير، لكنها تبنيها من العظم."
11. الخجل السرّي للأشياء

> "المادة حين تتذكر أنها حلمٌ لم يكتمل."
12. المجال المفتوح

> "ليس فضاءً، بل محاولة كتابة اسم مجهول بممحاة."

13. الصرخة في الحجارة

> "أنين الآلهة المنفية، وقد تحوّلت إلى مادة تشبه الصوت."

14. الطوفان

> "ماءٌ متخم بالنسيان، يسعى ليشرب ذاته."

15. الحمير الوحشية

> "جنود الطبول الحزينة، حراس الفوضى المقدسة."

16. جلد الحمار يكتب إلى امرأة مقتولة

> "اعتراف فاشل. كل كتابة إثم حين تُخاطب من لا يقرأ."

17. الأديرة الميتة



> "مكتبات بلا قارئين، نصوص تقرأ نفسها لتهرب من الانقراض."



18. الدوارة البرمائية



> "آلة أسطورية تدور في الحلم والماء، بلا قاعدة ولا قرار."



19. الرغبة



> "تعاويذ الجسد على ورق النسيان."



20. السعادة



> "اللحظة التي تنسى فيها أنك حيّ، ثم لا تستفيق أبدًا."


الحاشية الثلاثون بعد الريح الخامسة – جزيرة اليوم السابق

> "الريح التي نحلم بها، ليست ريحًا.
إنها تقويضٌ ميتافيزيقيّ لمعمار الحضور."



في المخطوطة التي اكتُشفت داخل بئرٍ طقسيّ مهجور، وُجدت أوراق مبللة بالحبر الحيّ، نصوصها تنزف عبر الوقت لا عبر الصفحة. نقرأ:

✠ "الغياب ذو الرقبة المقطوعة، يلتهم نفسه في ليل الحجر، ويفتش عن طائر الدم الذي نسي طريقة الطيران."

✠ "الوردة لا تفقد عطرها، بل تُفرغ المعنى من لمسته. كل فراغ فيها صرخة لم تُكتب، وندبة في نَفَس القصيدة."

✠ "القصيدة لا تُقال، بل تُنزف."

✠ "الحصان الميت الذي يحرسه الذباب، ليس إلا قديسًا منفيًا، فقد رسالته في هجوم النمل الأحمر على اعترافاته."

✠ "اللغة، في سردابها السابع، تُصبح طينًا أعمى. كل كلمة هي مومياء تُدفن في معجم لم يُولد بعد."

✠ "يدها السرية تُخفي القيمة الشيطانية للمظهر، وتجعل هشاشتنا قانونًا كونيًّا غير قابل للنقض."

✠ "الضوء المنسيّ؟ كائن خرافي من سلالة الطباشير، لا يظهر إلا حين يحترق ظلّك خلفك."

✠ "المسرح؟ سفينة ألسنية مكسورة، تبحر في لُجّة المفهوم، ويقودها طائر أعور من رماد الكتابة الأولى."

✠ "كل الأشياء التي تسقط في البئر، لا ترتطم بالقاع، بل تتحول إلى ندم مفرد."

وفي الهامش السادس:

🜃 "إن السعادة ليست إحساسًا، بل انهيارٌ منظّم في كيمياء الموت."
🜂 "والحب؟ شيفرة تُكتب على جدران الكأس المقدسة بلعاب الطيور التائهة."
🜁 "الغياب، عندما يصبح مطلقًا، يُضيء. لكنه يضيء بطريقةٍ لا تُرى."
📜 جزيرة اليوم السابق – اللفيفة السادسة عشر: كتاب الرماد والعريّ

المقطع المفقود: شعائر ضد الشعر / ضد اللغة
مكتوبة على جلد ذئب أبيض في ساعة الكسوف الثالث

> 🜃 هذه رائحة الخشب الفاسد.
الريح ليست من الهواء، بل من أصوات تمشي على ركبتَي أمهاتٍ ميتات.
رائحة رحم الأم تُدوَّن فقط حين تُشوى القصيدة في وعاءٍ نحاسي.


> 🜂 أوراق الشجرة المسافرة...
تُستخدم لصنع الطلاسم التي تُقرأ بالعكس، وتُلعق لا تُقرأ.
في منتصف النص، ولد حشد من اليرقات – القصيدة البدائية –
وابتلع بعضها بعضًا حتى صار لحمها نبوءة.

> 🜁 رماد الأشجار يخرج من القبور ضاحكًا.
تغني الشمس على حافة الدير، بينما يضرب الكاهن رأسه بالجدار كطقسٍ
ضد اللغة التي لا تخضع.

🜅 "عيون قاصرة النظر من دميتي"
– كانت هناك دمية معلّقة في مكتبة خفية، عيناها تسيلان بالحبر.
تحتها كُتبت عبارةٌ محجوبة:

> ❝ الطائر الأسود لا يظهر إلا حين يكون البياض خانقًا. ❞

🝞 "قصيدة ضد المجد."
هذه هي التسمية المسموح بها للتراتيل التي تُغنّى بين المذبحة والمخاض.
الجسد لا يليق به المجد... بل الهشاشة المسرحية.

🝓 "الخسوف الخامس"
حدث حين وُجدت جمجمة في وسط مستشفى بلا أبواب.
تخفي رأسها في فلاتر الصراخ.

🜖 "هل سمعت كنيستك؟"
ترتل الرماد الرماد أمام بتلات الكرز.
الطقس الوحيد الباقي: رجم المعنى باليأس.

🜏 "لم أحرر نفسي بعد من الرائحة النبوية لهذه الأيام."
الوقت يتحلّل ببطء.
كل لحظة تخلف وراءها ذبابة حمراء،
هربت من نار وحيدة على حافة الصيف.
---

⛧ خريطة مجازية (تُرفق في المخطوطة):

جزيرة اليوم السابق: مرسومة على شكل جمجمة مستلقية.

كهف النمل الأحمر: مدخل إلى "معجم اللااعتراف".

بحيرة العار المتجمد: لا تُعكس فيها الوجوه.

الدير المحروق: حيث تُحفظ قصائدٌ لم تُكتب بعد.

الصخرة التي تنطق: لا تنطق إلا عندما تُلعق.

---

✠ ملاحظة الناسك في الهامش:

> "من أراد أن يكتب ضد اللغة، فعليه أن يحرق صوته أولًا.
من أراد أن يكتب ضد الشعر، فليغرق في الرماد."

📚 مخطوطة جزيرة اليوم السابق

كتاب الرماد والعُريّ

(مُنقّحة من لفائف الجلد المكتشفة تحت مكتبة سرّية بالفاتيكان، الصومعة IX – الرف 666)

❦ مقدمة المُنقّح – الأب «كوادريس مالديتو»

دير الإيماءات المُلغاة، 3 كانون الثاني، سنة النسيان

"في الليلة التي دخلت فيها أرشيف الفاتيكان السفلي بحثًا عن كتابٍ مفقود في تاريخ الحِكم الهِرمسية، وجدت بدلًا منه صندوقًا مكسور الزوايا، ملفوفًا بشعر امرأة مجهولة، ومختومًا بخاتمٍ ذهبي محفور عليه: ✠ lingua perdita — «اللغة الضائعة»."

في الداخل، وُجدت لفائف من جلد الذئب الأبيض، مكتوبة بلغة هجينة بين اللاتينية المشوّهة والعربية الشعرية، ومطعّمة بشذرات عبريّة وسيريانية ومقاطع إغريقية مجهولة المصدر. كل صفحة تنزّ دمعًا قديمًا، وكأن كاتبها لم يكن يكتب بالحبر، بل بنُسُغ الألم.

هذه ليست قصائد، وليست تأملات.
إنها طقوس.

طقوس نُظمت ضد الشعر.
طقوس كُتبت ضد اللغة.
طقوس تعيد خلق المعنى من العدم.

✠ تنبيه:

> «لا يُنصح بقراءة هذه المخطوطة في غرف مغلقة أو أمام مرآة.
لقد تسببت الصفحة السابعة عشرة منها في اختفاء أحد الرهبان، وترك مكانه بقعة من الرماد على شكل وجه نائم.»
— من سجل الفاتيكان الأسود، 1444



#ميشيل_الرائي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحداثة كصليب جديد /نقد الحداثة
- الحاشية السفليّة
- التطبيع مسرحيا مع إسرائيل
- ملحوظات هامشية :الجملة ككائن ميتافيزيقي
- كتاب الحجر الرابع: تعاويذ المادة الأولى
- أنا تمثالٌ بزيٍّ غريب
- تأملات في البنية الكلية
- سيرة أدونيس تمثال من دخان، أو كيف تُصنع أسطورة من ورق الجرائ ...
- الرواقية
- العُري السماوي
- حاشية ثانية على جزيرة اليوم السابق
- الجسد المؤنث كفضاء للسلطة والمقاومة: في تشكيل الهوية الجنسية ...
- بيان مسرحي
- نظام الوحدات وتشكيل السلطة: في هندسة المسرح الكلاسيكي
- في عيون الأرنب الشمسي ويبدأ القارئ بالصراخ
- شذرات من مسرح لا أتذكّر اسمه
- طفل الخشبة /شذرات ضد الأب-المعلّم
- عَتَبة اللّامفاتيح: مُحرِّكُ الأصواتِ اليتيمةِ في هندسةِ الت ...
- الفراغُ يعشقُ الخُلد الأعمى
- القرد الأخير يحاول فهم نزيف ساعةٍ وظله يُعلق ذاته بحبل من أس ...


المزيد.....




- المفكر الإيراني حميد دباشي.. التصورات الغربية عن الهوية الإي ...
- فيلم -باليرينا-.. درس جديد في تصميم الأكشن على طريقة -جون وي ...
- التشادي روزي جدي: الرواية العربية طريقة للاحتجاج ضد استعمار ...
- ما آخر المستجدات بحسب الرواية الإسرائيلية؟
- تردد قناة ماجد الجديد لأطفالك 2025 بأحلى أفلام الكرتون الجذا ...
- -أسرار خزنة- لهدى الأحمد ترصد صدمة الثقافة البدوية بالتكنولو ...
- بمناسبة أربعينيّته.. “صوت الشعب” تستذكر سيرة الفنان الراحل أ ...
- خطوات الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية بالاسم فقط “هنــــ ...
- في ذكرى رحيل فلاح إبراهيم فنان وهب حياته للتمثيل
- الفنان صبيح كلش .. حوار الرسم والتاريخ


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميشيل الرائي - الطائر الأسود لا يظهر إلا حين يكون البياض خانقًا