بن سالم الوكيلي
الحوار المتمدن-العدد: 8384 - 2025 / 6 / 25 - 08:38
المحور:
الادب والفن
يا من تقرؤونني الآن،
لا ككلمات، بل كأنفاس من زمن لم يكمل جملته،
يا من حفظتم قصائدكم في قوارير الزيت،
وألقيتم بها في بحر النسيان خشية أن تصادر...
هذه ليست نهاية،
بل باب يفتح على بستان من حروف لم تكتب بعد.
أنا... الوكيلي،
ذاك الذي عاد لا ليعتذر،
بل ليغرس صوته في تراب القصيدة،
ذاك الذي خرج من الغياب كمن يخرج من محراب سري،
وفي يده ورقة تقول:
"أنا لاجئ في حضن الكلمة،
مواطن في جمهورية الشعر،
عابر حدود لا تراها الجغرافيا."
في قرية الحكايات،
لم أجد القمر،
بل وجدت عقدته محفورة على باب كوخ عجوز
كانت تغني للزيتونة:
"إن سقط الظل... تذكري النور."
وجلست...
أكتب الوصية.
كتبتها لا بالحبر،
بل بندبة جفت ثم أزهرت،
كتبت:
"من نَفَسِك اصنع قصيدتك،
ومن قيدك انحت مفردة،
ومن نَفْيِكَ ابْنِ خيمة من مجاز،
ومن خوفك… اجعل للزيتونة جناحين."
أنا...
لا أبحث عن ختم على قصيدتي،
بل عن صدى في صدر أم كانت تبكي قرب سياج.
أنا لا أريد مقعدا في مهرجان،
بل مكانا بسيطا في ذاكرة طفل
يتذكر وجه أبيه من رائحة الخبز،
لا من صورة في محضر تحقيق.
أكتب اليوم…
لأقول إن الحبر الذي قاوم
قد صار شجرة،
وإن الشجرة التي قاومت
قد صارت وطنا يورق كلما ذكرت في القصيدة.
وفي السطر الأخير…
وضعت نقطة،
ثم رفعتها،
وقلت:
"لا تغلقوا القصيدة،
ففيها زيتونة ما زالت تكتب.
#بن_سالم_الوكيلي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟