أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - ناضل حسنين - هل صارت إسرائيل القوة الوحيدة في المنطقة؟














المزيد.....

هل صارت إسرائيل القوة الوحيدة في المنطقة؟


ناضل حسنين
الكاتب الصحفي

(Nadel Hasanain)


الحوار المتمدن-العدد: 8378 - 2025 / 6 / 19 - 22:20
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


منذ انكشاف عجز الدفاعات الإيرانية عن صد الهجوم الجوي الإسرائيلي الأخير، والأوساط السياسية والإعلامية في تل أبيب تعيش نشوة الانتصار. "إيران الكبرى" التي فرضت هيبتها في المنطقة لسنوات، ظهرت مكشوفة، مترنحة، عاجزة عن الرد. هنا قد يقول الكثيرون ان هذه لحظة إعلان موت المشروع الإيراني كقوة موازية لإسرائيل.
لكن هل حقًا انتهى الدور الإيراني في المنطقة؟ وهل صارت إسرائيل "اللاعب الوحيد" الذي لا منازع له؟ الجواب، كما أراه، أكثر تعقيدًا من شعارات النصر العاجل.
صحيح أن الضربة الأخيرة شكّلت صفعة استراتيجية لإيران. الطائرات المسيّرة والصواريخ التي ضربت عمقها لم تتلق رداً حاسماً، والعالم رأى قوة إقليمية كبرى تتعرى من هيبتها دون أن تطلق طلقة فعالة في المقابل. لكن الحرب لم تكن فقط في الجو، ولم تكن فقط مسألة ردع. الحرب، كما يفهمها الإيرانيون، هي مشروع استنزاف طويل، متعدد الوجوه، يخاض في العراق وسوريا ولبنان واليمن، لا في سماء أصفهان وحدها.
وبينما تحتفل إسرائيل بـ"الهيمنة الجوية"، يدرك عسكريوها أن "الردع" لا يساوي "الهيمنة". فحماس في غزة، رغم تدميرها المتكرر، ما تزال تقاتل. و"حزب الله" في لبنان ما يزال يحتفظ بقدرة نارية هائلة، لا تلغى بضربة واحدة. وإيران، التي أصيبت بالشلل مؤقتًا، ما تزال تملك أوراقًا مؤثرة، وإن كانت غير فعالة في المدى القصير، في أكثر من ساحة.
من جهة أخرى، لا شك أن إسرائيل خرجت من هذه الحرب بتفوق عسكري واضح. إنها اليوم، وبلا مبالغة، صاحبة السماء. لا جيش في الشرق الأوسط يضاهي قدرتها على الرصد والتخطيط والتنفيذ السريع. في ميزان القوة التقليدية، لا توجد دولة عربية أو إسلامية تقف في مستواها.
ومع ذلك، فإن هذا التفوق لم يتحول إلى سيطرة فعلية، إذ لا تزال إسرائيل عاجزة عن فرض تسوية في غزة. غير قادرة على تطويع جنوب لبنان. غير قادرة على منع تصاعد التهديد من اليمن أو العراق. والأهم: ما تزال تفتقر إلى شرعية إقليمية تؤمن لها الأمن طويل الأمد.
أما إيران، فرغم الانكشاف المؤلم، لم تغادر ساحة الصراع. مشروعها لا يعتمد فقط على الصواريخ، بل على شبكات النفوذ والعقيدة والمليشيات العابرة للحدود. لعلها انكفأت، لكنها لا ترفع الراية البيضاء.
الشرق الأوسط، إذن، لا يعيش لحظة هيمنة إسرائيلية مطلقة، بل لحظة فراغ في التوازن، اختل فيه الوزن الإيراني دون أن يستقر لصالح أحد. إنها فترة انتقال، فيها سيدة جو، ولا سيدة أرض.
قد تكون إسرائيل تفوقت في الحرب الأخيرة، لكن الحرب نفسها لم تنته. وقد تكون إيران خسرت المعركة، لكنها لم تغادر الميدان.
ومع هذا التذبذب في موازين القوى بين إسرائيل وإيران، لا يمكن إغفال دور الأطراف الإقليمية والدولية التي تؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر في هذا المشهد. فالولايات المتحدة، وإن كانت حليفًا استراتيجيًا لإسرائيل، تتبع سياسات تهدف إلى استقرار المنطقة وتقليل التصعيد، وقد تلعب دورًا في تشكيل أي تسوية مستقبلية.
في المقابل، تسعى دول عربية كبرى، مثل المملكة العربية السعودية، إلى إعادة تشكيل تحالفاتها الإقليمية وتقوية نفوذها، مما يضيف طبقة أخرى من التعقيد إلى معادلة القوى. هذه الديناميكيات المتشابكة تشير إلى أن أي حديث عن هيمنة مطلقة لأي طرف هو تبسيط لمشهد إقليمي تتفاعل فيه مصالح وقوى متعددة.
في المحصلة، لا يمكن اختزال المشهد الإقليمي في ثنائية "منتصر ومهزوم"، فالصراع أكثر تعقيداً وتشابكاً. والمشهد في الشرق الأوسط يتسم بالتعقيد والتداخل، وتبقى موازين القوى عرضة للتغير مع كل تطور سياسي أو عسكري. إسرائيل قد تكون اليوم صاحبة السماء، لكن الأرض لا تزال ساحة مفتوحة لكل الاحتمالات.



#ناضل_حسنين (هاشتاغ)       Nadel_Hasanain#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجريمة تنهش عرب الداخل
- صرخة..
- يوم -القيامة- ..
- المواطن في إسرائيل يدخل كتاب غينيس
- المسيحي الفلسطيني...
- إيران تستعرض... وإسرائيل تنفّذ
- من المسجد الى الكنيست..
- حل الدولتين.. الميت الذي نرفض دفنه
- نشيد الكوفية والشخير الوطني
- ما أشبه اليوم بالأمس..
- إضاءة على التطهير العرقي لعرب الداخل
- إيلون ماسك: عبقري أم مهووس؟
- ترانيم العصائر..
- حين تكون -اللي- أكثر فصاحة من -الذي-
- مفتاح الشرف تحت الخاصرة
- حكايتي مع المجرمين..
- لا تأكلوا -صديقها-!
- كلمة لا بد منها..
- وهم الخلود: فكرة اخترعناها فحكمتنا
- مآسينا التي لم نعد نحفظ أرقامها..


المزيد.....




- حرب غزة: لماذا يتعرض الفلسطينيون من طالبي المساعدات الإنساني ...
- -ما قمنا به في إيران كان رائعًا-.. ترامب: إذا نجحت سوريا في ...
- الاتحاد الدولي للسلة: إعلان هزيمة منتخب الأردن تحت 19 سنة أم ...
- ألمانيا... داء البيروقراطية حاجز بوجه العمالة من أفريقيا
- طهران تبدي -شكوكا جدية- بشأن احترام إسرائيل لوقف إطلاق النار ...
- الحكومة الفرنسية أمام اختبار سحب الثقة
- الموفد الأمريكي إلى سوريا: اتفاقات سلام مع إسرائيل أصبحت ضرو ...
- خبير عسكري: فقدان جيش الاحتلال قوات اختصاصية خسارة لا تعوض
- 40 عاما من الحكم.. الرئيس الأوغندي يترشح مجدّدا للرئاسة
- 47 شهيدا بغزة وعمليات نزوح كبيرة شمال القطاع


المزيد.....

- حين مشينا للحرب / ملهم الملائكة
- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - ناضل حسنين - هل صارت إسرائيل القوة الوحيدة في المنطقة؟