أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد خليل - لماذا يتراجع ترامب؟ ولماذا بدأت إسرائيل بالانكفاء؟














المزيد.....

لماذا يتراجع ترامب؟ ولماذا بدأت إسرائيل بالانكفاء؟


خالد خليل

الحوار المتمدن-العدد: 8374 - 2025 / 6 / 15 - 15:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تحليل استراتيجي لمرحلة ما بعد الضربة: إيران ترسم قواعد اشتباك جديدة

مقدمة: حين تُفرض المعادلة بقوة الرد

ما يجري حاليًا في المنطقة ليس مجرد تصعيد، بل لحظة فاصلة في تشكّل نظام ردع جديد، فرضته إيران عبر سلسلة من الضربات المحكمة والمعايرة بعناية فائقة.

لقد وصلت الرسالة. الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي عاد إلى الحكم وهو يحمل في جعبته أوهام كسر إيران و”استعادة الهيبة”، بدأ يتراجع بخطوات متسارعة بعد أن تبيّن له أن إيران ليست هدفًا هشًّا يمكن زعزعته بعمليات اغتيال أو قصف لمفاعل هنا أو منشأة هناك.

وهنا تكمن العقدة: حين يتراجع ترامب، فالمسألة ليست فقط أمريكية… إنها إعلان ضمني بانكسار الأداة الإسرائيلية على صخرة الردع الإيراني.



1. إيران لا ترد فقط… بل تُعيد هندسة الردع

لم تكن ردود طهران مجرد ردّ فعل على اعتداءات إسرائيلية أو استفزازات أمنية. ما قامت به إيران في الآونة الأخيرة هو إعادة صياغة كاملة لمعادلات الاشتباك، وتفكيك لمنظومة الردع القديمة التي طالما تمسّك بها الغرب.

الضربات لم تكن عشوائية:
• تم اختيار أهداف حساسة، بعضها في العمق العسكري الإسرائيلي، وبعضها الآخر في دوائر نفوذ الهيمنة الغربية.
• الرسالة كانت واضحة: من يضربنا، سندمّر مركز ثقله. لا قواعد ولا خطوط حمراء بعد اليوم.

توقيت الردّ كان سياسيًا بامتياز:
• الرد الإيراني لم يأتِ منفعلاً، بل جاء محسوبًا، مؤلمًا، وموجّهًا بدقة لخلخلة مشاريع إسقاط الدولة من الداخل.
• إيران ردّت كرأس حربة لقوة إقليمية تصوغ الحدث، لا كدولة “تحت الحصار” تبحث عن موطئ ردٍّ باهت.


2. ترامب يتراجع لأن البدائل احترقت

الرئيس الأميركي لم يكن يمانع استخدام القوة المفرطة ضد إيران. بل كان ـ وما زال ـ يراهن على أن الصدمة والهيمنة النارية يمكن أن تفرضا الإذعان. لكنّ ما واجهه كان شيئًا آخر تمامًا.

الخطة الأصلية:
• اغتيالات مركّزة.
• قصف منشآت نووية.
• دفع نحو انهيار داخلي من خلال حرب نفسية وأمنية.

النتيجة على الأرض:
• إيران لم تنهر.
• الشارع الإيراني التفّ حول الدولة.
• الردّ جاء استراتيجيًا، لا انتقاميًا فقط.
• ميزان المبادرة انتقل من تل أبيب وواشنطن إلى طهران.

لذلك، كان لا بد لترامب أن يتراجع… لأن التصعيد لم يعد ورقة رابحة بل عبئًا استراتيجيًا.


3. إسرائيل في وضع دفاعي غير مسبوق

بعد كل جولة تصعيد، اعتادت تل أبيب أن تنهي المعركة بفرض صورة “اليد العليا”. لكن هذه المرة، شيء مختلف تمامًا قد حصل:
• إيران ضربت، وتقصّدت أن تُبقي الباب مفتوحًا على التصعيد.
• إسرائيل لم تعد تعرف كيف ترد من دون أن تفتح على نفسها أبواب الجحيم.
• الردع الذي كان من طرف واحد، أصبح متبادلًا ومعكوسًا.

بل وأكثر من ذلك، إسرائيل تعيش للمرة الأولى:
• قلقًا استراتيجيًا على عمقها.
• هشاشة أمنية في جبهتها الداخلية.
• غياب المظلة الأمريكية الواضحة.


4. هذه ليست معادلة توازن… بل معادلة تفوق دفاعي إيراني

الرد الإيراني الأخير لم يهدف فقط إلى إحداث “توازن رعب”، بل إلى شيء أعمق:
• إيران تريد أن تُفهم الجميع أن الضربات لم تعد تمر دون كلفة باهظة.
• كل نقطة استهداف إيرانية ستقابلها نقطة ضعف عند العدو تُضرب بقوة.
• الأمر لم يعد حربًا نفسية… بل نظامًا ردعيًا مدروسًا ومنفّذًا بإتقان.

إيران قالت ما لم تجرؤ عليه كثير من الدول:

“لسنا في موقع الدفاع… نحن في موقع الفرض”.


5. من الآن فصاعدًا: الحسابات تغيّرت

الذي تغيّر ليس فقط الموقف الأميركي، بل طبيعة الصراع نفسه:
• لم تعد واشنطن قادرة على أن تكون رأس الحربة.
• لم تعد تل أبيب تجرؤ على الذهاب بعيدًا دون عواقب استراتيجية.
• ولم تعد إيران مضطرة إلى تبرير ردّها، بل باتت تمارسه بوصفه حقًا سياديًا أصيلاً.


خاتمة: التراجع ليس تكتيكًا… بل اعترافٌ بالهزيمة السياسية

ما فعله ترامب ليس مناورة مؤقتة. إنه إقرار ضمني بأن مشروع إسقاط الدولة الإيرانية فشل، وبأن كلفة الاستمرار في التصعيد باتت أعلى بكثير من أي مكسب ممكن.

وما تفعله إسرائيل اليوم من محاولات لالتقاط الأنفاس ليس تهدئة، بل انكفاء اضطراري أمام ضربة استراتيجية زلزلت عقيدتها العسكرية.

إيران لم تنتصر لأنها ردّت… بل لأنها غيّرت قواعد اللعبة كلها.



#خالد_خليل (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أريد…
- معمارية الرد السيادي المتعدد المحاور: تجسيد للرؤية الإيرانية ...
- الخوف من التطور والذكاء الاصطناعي: انكفاء في أدوات المعرفة أ ...
- بين جرأة إيلون ماسك وبلادة ترامب
- الوعي واللاوعي بين التحليل النفسي ونظرية تذبذب المعلومات (IO ...
- نظرية التذبذب المعلوماتي: الجمع بين ميكانيكا الكم والنسبية ف ...
- القصيدة التي حلمتُ بها
- عوالم لا حصر لها: رؤية علمية وإنسانية لموقعنا في الكون / مقا ...
- مرآة الرؤى المتكسّرة ( نوفيلا شعريّة رمزيّة )
- تراتيل جوفية
- سيكولوجية الخوف من المستقبل: الذكاء الاصطناعي نموذجًا
- اليمن… حين يكتب المنسيّ خرائط الردع الجديدة
- القبة الذهبية الأميركية: درعٌ أم شرارة؟ – قراءة تقنية واسترا ...
- زمن الدم المؤجل — صرخة من تحت الركام
- مناجاة البحر
- من الرماد إلى الوعي: في النكبة كحدث كوني والنهضة كفعل خارج ا ...
- الإمارات والولايات المتحدة: اتفاقية الذكاء الاصطناعي بين الط ...
- الغياب (قصيدةٌ تمشي في القلب حافية)
- ترامب يتفقد الركام: من قصف غزة؟ ولماذا يبدو مندهشًا؟
- السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط: التوسع الإسرائيلي، تهجير ...


المزيد.....




- نتنياهو: هاجمنا إيران لمنع -محرقة نووية- وهذا ما قاله عن -تغ ...
- أنور قرقاش يعبر عن إدانة الإمارات الضربات الإسرائيلية على إي ...
- الجيش الأردني: نسقط الصواريخ والمسيرات التي تنتهك مجالنا الج ...
- سكان القدس يخزنون المؤن وسط تصاعد التوتر مع إيران
- نيكولا ساركوزي يفقد وسام الشرف الفرنسي بعد إدانته رسمياً
- لماذا هبت دول عربية وتركيا لمساعدة سوريا؟
- نتنياهو: العملية الإسرائيلية قد تؤدي إلى تغيير النظام في إير ...
- تركي آل الشيخ لجمهور الزمالك: لا تصطادوا في الماء العكر
- وزير الخارجية القطري ونظيره الفرنسي يؤكدان أهمية الاستقرار ف ...
- إسرائيل لم تخطر بريطانيا بهجماتها مسبقا


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد خليل - لماذا يتراجع ترامب؟ ولماذا بدأت إسرائيل بالانكفاء؟