أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد خليل - معمارية الرد السيادي المتعدد المحاور: تجسيد للرؤية الإيرانية في إدارة الاشتباك الإقليمي والإنذار بمرحلة ما بعد الحرب المحدودة














المزيد.....

معمارية الرد السيادي المتعدد المحاور: تجسيد للرؤية الإيرانية في إدارة الاشتباك الإقليمي والإنذار بمرحلة ما بعد الحرب المحدودة


خالد خليل

الحوار المتمدن-العدد: 8372 - 2025 / 6 / 13 - 21:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تحليل استراتيجي – حزيران 2025


لم يعد السؤال المطروح إقليميًا هو هل سترد إيران؟ بل إلى أي مدى سيُدفع الإقليم نحو مواجهة مفتوحة ما لم تتراجع إسرائيل والولايات المتحدة عن سياسة استباحة السيادة؟

في ضوء الرؤية الإيرانية الحالية، أصبح الرد المحسوب جزءًا من معمارية استراتيجية تُرسي معادلة مفادها أن كل خرق جديد للسيادة الإيرانية سيُقابل بردٍّ يقود – إن لم يُردع – إلى تفجير شامل على مستوى الإقليم. فالمعادلة لم تعد ثنائية (هجوم وردّ)، بل تحوّلت إلى مسار هندسي يُقاس بتفاعل العوامل وتراكب المساحات والنهايات المحتملة.



أولًا: ماهية المعمارية – الرد كإستراتيجية إنذار ميداني

تعكس معمارية “الرد السيادي المتعدد المحاور” رؤية إيرانية تعتبر الرد خطوة في مسار مركّب يُفضي إلى إحدى نتيجتين:
• إما خضوع المعتدي لمنطق التوازن والردع الجديد
• أو انزلاق متسارع نحو حرب إقليمية مفتوحة

الرؤية الإيرانية تقوم هنا على مبدأ: “الرد كخط أول للإنذار الاستراتيجي، وليس فقط كعقوبة أو إجراء دفاعي.”

المرتكزات الأساسية:
1. تشظية الجبهات وتعقيد الحسابات العسكرية
توزيع الرد بين الجبهات البرية والبحرية والسيبرانية، يجعل من الاستجابة المعادية غير قادرة على حصر ساحة المواجهة أو ضبط إيقاعها.
2. وحدة القرار وتعدد أدوات الضغط
الرد يُدار مركزيًا لكنه يُنفذ عبر أذرع متزامنة، ترسل رسائل متدرجة، لكن قابلة للتحول السريع إلى نمط الحرب الشاملة.
3. رفع تكلفة الاحتواء
من وجهة النظر الإيرانية، الرد يجب أن يُشعِر الطرف المعتدي بأن خيار الاحتواء لم يعد مضمونًا، وأنه قد ينزلق – رغماً عنه – إلى مواجهة واسعة النطاق.



ثانيًا: مبررات التصعيد الاستراتيجي

إيران لا تسعى إلى الحرب، لكنها وفق رؤيتها الحالية لن تتجنبها إذا كان الثمن هو القبول بهشاشة الردع. هذا المنطق يقوم على معطيات ملموسة:
• تزايد الانخراط الإسرائيلي في استهداف العمق السيادي الإيراني (العسكري والعلمي والنفسي).
• الدعم الأمريكي الضمني لهذه العمليات، وتوفير مظلة دبلوماسية تمنع التنديد بها.
• الاقتراب من خطوط حمراء نووية وأمنية لم يعد ممكناً السكوت عنها.

في هذه البيئة، تعتبر طهران أن أي امتناع عن الرد البنيوي هو انتحار استراتيجي مؤجل.



ثالثًا: الأهداف الإيرانية – عبر الرد وتبعاته

الرؤية الإيرانية لا تفصل بين الرد وبين ما بعد الرد، بل تُدرج الفعل ضمن استراتيجية مفتوحة تهدف إلى:
1. فرض خضوع سياسي للخطوط الحمراء الإيرانية
بحيث تُجبر تل أبيب وواشنطن على الاعتراف الفعلي بأن استهداف السيادة الإيرانية سيجرّ المنطقة إلى الانفجار.
2. ردع متعدد المستويات (ميداني، سيبراني، إقليمي)
لمنع أي طرف من تكرار الفعل دون أن يتوقع كلفة تتجاوز المسرح العسكري إلى مستويات سياسية وأمنية واقتصادية.
3. إعادة هندسة المشهد الأمني الإقليمي عبر الحرب أو بظلها
فإيران مستعدة – إن اضطرّت – للذهاب نحو مواجهة واسعة، لكنها تُفضّل فرض التوازن دون الحاجة إلى حرب شاملة. وإذا لم تخنع تل أبيب وواشنطن لهذا التوازن، فالحرب ستكون النتيجة الطبيعية.



رابعًا: احتمالات المواجهة المفتوحة – حين يصبح الرد مفتاح الحرب

وفق الرؤية الإيرانية، لا يمكن استبعاد اندلاع حرب إقليمية إذا:
• لم تُغيّر إسرائيل نمط الاستهداف العابر للحدود.
• استمرت الولايات المتحدة في توفير غطاء سياسي واستخباراتي للهجمات.
• فشل الوسطاء في احتواء التصعيد عند نقطة “الرد الأول”.

في هذه الحالة، يتحوّل الرد السيادي إلى ممر إلزامي لحرب متعددة المسارح تشمل:
• ساحة البحر الأحمر والخليج العربي.
• عمق فلسطين المحتلة.
• قواعد أمريكية في العراق وسوريا.
• وربما نقاط احتكاك غير تقليدية في آسيا الوسطى أو حتى البحر المتوسط.



الخاتمة: الرد كأفق مفتوح لا كإجراء مغلق

في المنظور الإيراني، لم يعد الرد نهاية الحدث، بل بدايته.
و”معمارية الرد السيادي المتعدد المحاور” ليست مجرد خطة دفاعية، بل رؤية استراتيجية لفرض توازن قسري لا يمكن الفكاك منه إلا بأحد طريقين:
• الامتثال لقواعد اشتباك جديدة تُصاغ من طهران
• أو الدخول في حرب إقليمية لا أحد يمكنه التحكم بحدودها أو نتائجها

وعليه، فإن الرد الإيراني الجاري أو المرتقب هو أول فصل من معركة كبرى، قد تُخمد بالاعتراف بالخطوط الحمراء، أو تُشعل ما لا يمكن إطفاؤه.



#خالد_خليل (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخوف من التطور والذكاء الاصطناعي: انكفاء في أدوات المعرفة أ ...
- بين جرأة إيلون ماسك وبلادة ترامب
- الوعي واللاوعي بين التحليل النفسي ونظرية تذبذب المعلومات (IO ...
- نظرية التذبذب المعلوماتي: الجمع بين ميكانيكا الكم والنسبية ف ...
- القصيدة التي حلمتُ بها
- عوالم لا حصر لها: رؤية علمية وإنسانية لموقعنا في الكون / مقا ...
- مرآة الرؤى المتكسّرة ( نوفيلا شعريّة رمزيّة )
- تراتيل جوفية
- سيكولوجية الخوف من المستقبل: الذكاء الاصطناعي نموذجًا
- اليمن… حين يكتب المنسيّ خرائط الردع الجديدة
- القبة الذهبية الأميركية: درعٌ أم شرارة؟ – قراءة تقنية واسترا ...
- زمن الدم المؤجل — صرخة من تحت الركام
- مناجاة البحر
- من الرماد إلى الوعي: في النكبة كحدث كوني والنهضة كفعل خارج ا ...
- الإمارات والولايات المتحدة: اتفاقية الذكاء الاصطناعي بين الط ...
- الغياب (قصيدةٌ تمشي في القلب حافية)
- ترامب يتفقد الركام: من قصف غزة؟ ولماذا يبدو مندهشًا؟
- السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط: التوسع الإسرائيلي، تهجير ...
- في سويداء قلبي…
- الكائن المُركَّب: انبثاق البنية الهجينة ونهاية الإنسان بوصفه ...


المزيد.....




- تخوفا من تسونامي.. أوامر إخلاء لأكثر من مليون و900 ألف شخص ف ...
- -فيضان سريع أو جدار مائي-.. ما هو التسونامي وكيف يتشكّل؟
- مشرع إسرائيلي يدعو للتحقيق بمقتل ناشط فلسطيني بالضفة الغربية ...
- على امتداد سبعة عقود.. ما هي أبرز المحطات في مسار الموقف الف ...
- مع تصاعد الغش الأكاديمي..-تشات جي بي تي- يطلق ميزة وضع الدرا ...
- -واقعة السفينة-.. جدل في اليونان حول معاداة السامية وحرب غزة ...
- تقنية -شمسية- لاستخراج الماء والأكسجين والوقود من تربة سطح ا ...
- تايلاند تتهم عسكريين كمبوديين بمهاجمة أراضيها وانتهاك اتفاق ...
- أفغانستان المجني عليها في الإعلام
- 25 جويلية: تاريخ نهاية البايات وتاريخ عودتهم


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد خليل - معمارية الرد السيادي المتعدد المحاور: تجسيد للرؤية الإيرانية في إدارة الاشتباك الإقليمي والإنذار بمرحلة ما بعد الحرب المحدودة