خالد خليل
الحوار المتمدن-العدد: 8348 - 2025 / 5 / 20 - 11:19
المحور:
كتابات ساخرة
في عالمٍ تُدار فيه المذابح بنظام تشغيل حديث،
أصبح القتل أكثر أناقة…
ليس بالسيف ولا بالرصاص وحده،
بل بقرارات تُصاغ داخل مراكز أبحاث،
وبصمتٍ يتمدد عبر العواصم.
في هذا العالم،
تُمنح بعض الدول الحق في الدفاع،
ويُمنح الآخرون الحق في الموت بصمت.
تُختصر المجازر في جملٍ كاذبة:
“حادث عرضي”،
“تم استهداف موقع مشتبه به”،
“نُعرب عن قلقنا البالغ”.
لكنّ الجثث لا تفهم الدبلوماسية.
والمقابر الجماعية لا تملك ناطقًا رسميا.
نحن لا نرثي الضحايا،
بل نفضح القتلة — أولئك الذين يرتدون البدلات الرسمية
ويمضون توقيع المجازر باسم القانون.
أولئك الذين يقدّمون الذخائر مغلّفةً بحقوق الإنسان.
من يضع الخطط على الخرائط،
ثم يترك الأرض تحصي عدد الأطفال المحروقين.
القتل لم يعد يحتاج إلى سكين،
يكفي أن تصمت،
أن ترفع حاجبًا،
أن تؤجل البيان،
أن تطلب “تحقيقًا مستقلًا”
في جريمة وقعت على الهواء مباشرة.
أمّا المنظمات،
تنتظر الضوء الأخضر من المانحين،
وتزن كلماتها بميزان البقاء السياسي،
لا ميزان العدالة.
فتقول: “نأسف بشدة”، ثم تعقد مؤتمرًا عن الحزن الهيكلي.
لكن هل تُبنى الحضارات على الأشلاء؟
وهل يمكن أن يكون المستقبل مشرقًا بينما الأطفال يُدفنون مع ألعابهم؟
بلا مواربة:
كل رصاصةٍ أُطلقت على المدنيين،
وكل قذيفةٍ مزّقت المستشفيات،
وكل قرارٍ سوّى حيًّا بالأرض،
هو ليس فقط جريمة ضد الضمير،
بل جريمة ضد المستقبل، ضد المعنى، ضد البشرية ذاتها.
إن الدم لا يسقط بالتقادم.
وستأتي ساعة لا ينفع فيها تبرير،
ولا يجدي فيها الإنكار،
حين يُسحب المجرمون بالنواصي والأقدام،
كما جاء في الكتاب العزيز:
﴿يُعرَفُ المجرمون بسيماهم فيؤخذ بالنواصي والأقدام﴾ — الرحمن: 41
يعلن الضحايا من تحت الركام:
• أن التواطؤ مع القاتل جريمة.
• أن الصمت شراكة في الإبادة.
• أن الحياد في وجه الجريمة خيانة للمستقبل.
يصرخون من بين الركام،
لمن لا يزال في قلبه ذرة حياة.
ليعلم أن الكارثة ليست في سقوط القتلى،
بل في سقوط العالم كله… حين لم يبالِ.
#خالد_خليل (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟